بعد أشهر من الإغلاق.. إعادة افتتاح مستشفى “إدلب الوطني للأمراض الداخلية”
افتتحت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ الأحد، مستشفى “إدلب الوطني للأمراض الداخلية” الذي يعتبر واحداً من عدة مشافي قليلة للأمراض الداخلية والباطنية في محافظة إدلب وبقية مناطق شمال غربي سوريا.
وتعد المستشفى من المستشفيات النادرة المتخصصة في علاج الأمراض الباطنية والداخلية، حيث تفتقر مناطق شمال غربي سوريا إلى تلك المستشفيات ما يزيد من الأعباء المادية المترتبة على المدنيين عند زيارة المستشفيات والعيادات الطبية الخاصة، لا سيما مع ارتفاع تكاليف الطبابة فيها حيث تتراوح أجور المعينات والكشفيات لدى الأطباء ما بين 5 إلى 10 دولارات أمريكية وهي أرقام كبيرة على ذوي الدخل المحدود والمتوسط، في ظل تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية لغالبية سكان المنطقة وسط مجموعة من الأزمات المتراكمة التي تعصف بالمدنيين خاصة مع وجود أكثر من 1,5 مدني يعيشون في مخيمات المنطقة التي بغالبها تكون قماشية.
ويأتي افتتاح المستشفى بعد 8 أشهر من توقف الدعم المالي عنه من قبل المنظمات الإنسانية التي أوقفت دعمها عن أكثر من 18 مستشفىً ومركزاً صحياً في مناطق شمال غربي سوريا العام الماضي.
ما هي الأقسام والعيادات التي يحتويها المستشفى وكم يبلغ عدد المراجعين يومياً؟
وتضم المستشفى العديد من العيادات التي تعنى بالأمراض الداخلية، منها الداخلية العامة والداخلية العصبية والكلية والصدرية وعيادة الأمراض الغدية وأمراض الدم والمفاصل بالإضافة إلى العيادة الهضمية، وفقاً لما أوضحه المدير الإداري فيها محمد أديب ذكور، خلال حديث لفرش.
وقال “ذكور”، إن المستشفى يحتوي على أقسام الإسعاف والطوارئ والجناح المخصص للمرضى من كلا الجنسين، والعناية المركزة، بالإضافة إلى قسم العيادات الخارجية التي تم ذكرها آنفاً.
وأضاف “ذكور”، أن المستشفى مجهز ومخدم بقسم للتنظير الهضمي والصدري، ما سيوفر خدمةً كبيرة للمرضى الذين يعانون من تلك الأمراض خاصة مع ارتفاع تكلفة إجراء عملية التنظير في المستشفيات الخاصة.
ويبلغ عدد المرضى المستفيدين يومياً من الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى مجاناً قرابة الـ 125 مستفيداً وسط توقعات بازدياد الأعداد خلال الفترات القادمة بعد الإعلان الرسمي عن افتتاحه بعد توقف دام لـ 8 أشهر متتالية، بحسب “ذكور”.
ترحيب شعبي بافتتاح المستشفى بعد إغلاقه
لاقى افتتاح مستشفى إدلب الوطني التخصصي بالأمراض الداخلية والباطنية ترحيباً من قبل المدنيين في مدينة إدلب والقرى والبلدات التابعة لها كونه المستشفى الوحيد في مركز المحافظة الذي يعنى بتلك الأمراض والتي يحتاج مرضاها إلى متابعة علاجهم بشكل دوري وبانتظام حيث أن تكلفة العلاج في المراكز الخاصة أتعبتهم وأرهقتهم كثيراً في ظل ظروف معيشية صعبة.
وقال بشار الأصفري (مريض يعاني من أمراض المفاصل والروماتيزم) لفرش: “لقد أرهقتني تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة، كل جلسة أدفع الكثير من المال (50 ليرة تركية تقريباً)، وحالتي تتطلب جلسة علاجية كل أسبوع، حتى أنني في الفترة السابقة لم أعد قادراً على المواصلة بسبب ظروف الحياة الصعبة”.
وأضاف، أنه مسرور وفرح بإعادة افتتاح مستشفى إدلب الوطني للأمراض الداخلية لما سيخففه من مصاريف العلاج المرتفعة التي أثقلت كاهله خلال الأشهر الأخيرة والتي سيوفرها من أجل شراء مواد التدفئة لفصل الشتاء الحالي.
ويأمل المرضى الذين التقت بهم فرش إلى تمكنهم من الحصول على الأدوية مجاناً من قبل المستشفى خاصةً وأن غالبيتهم غير قادر على تأمينها بسبب ارتفاع سعرها، حيث يحتاج مرضى الأمراض الداخلية والباطنية إلى تعاطي الأدوية بانتظام من أجل استقرار حالتهم الصحية.
وتعد أسعار الأدوية هاجساً يؤرق المرضى في مناطق شمال غربي سوريا حيث أن أسعارها ارتفعت ضعفين إلى أكثر خلال العاميين الفائتيين وسط عجز مالي يعصف بغالبية سكان تلك المناطق، لا سيما وأن جل الأدوية التي يحتاج إليها مرضى الداخلية أما غير متوفرة بسبب افتقار المنطقة إلى معامل الأدوية أو أن وجدت (كميات محدودة) تباع بأسعار مرتفعة.
ثلاثة مستشفيات تدعمها حكومة الإنقاذ في إدلب
يضاف مستشفى “إدلب الوطني للأمراض الداخلية والباطنية” إلى قائمة المستشفيات “الحكومية” التي تدعمها حكومة الإنقاذ، حيث تدعم الحكومة مستشفى إدلب الجامعي منذ افتتاحه في العام 2020، إضافةً إلى دعمها لمستشفى أريحا المركزي الذي افتتح في الثلث الأول من العام الجاري.
وبالرغم من وجود مستشفيات مدعومة من قبل المنظمات الإنسانية أو الجهات الحكومية في شمال غربي سوريا، إلا أن القطاع الصحي لا يزال يرزح تحت حالة من الهشاشة جراء التدمير الكبير الذي حل بالبنية التحتية بسبب عمليات القصف التي طالت عدة مراكز ومستشفيات خلال السنوات الأخير، إضافةً للأوبئة التي شهدتها المنطقة منذ منتصف عام 2020 وتحديداً جائحة كورونا “كوفيد 19” وجائحة الكوليرا الحالية، حيث يحتاج القطاع الصحي إلى دعم كبير من قبل المنظمات الإنسانية لاستمرار العاملين فيه بتقديم الخدمات الطبية للمدنيين.
إعداد: حمزة العبد الله