أكثر من ثلاثة أشهر على كارثة زلزال سوريا والعمل الإنساني مستمر لأجل التعافي
مر أكثر ثلاثة أشهر على كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سوريا فجر الاثنين 6 من شباط العام الجاري، وخلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، وامتدت آثاره لتشمل مختلف نواحي الحياة، من بنى تحتيّة وتعليم وصحة وخدمات، إضافةً لفقدان عشرات آلاف العوائل لمنازلها في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة خلفتها سنوات من التهجير والحرب ووجود نحو مليوني شخص في مخيمات التهجير.
المتطوع في الدفاع المدني شادي الحسن يقول لفرش أونلاين: “بعد انقضاء حوالي ثلاثة أشهر على وقوع الزلال، فإن فرقنا مستمرة في أعمال إزالة وترحيل الأنقاض ضمن المدن التي شهدت دماراً كبيراً، في حين ستنتهي هذه الأعمال في المناطق التي كانت أقل تأثيراً”.
الحصيلة النهائية للضحايا والمباني المهدمة جراء الزلزال المدمر
يقول الحسن:” إنّ الحصيلة النهائية لكارثة الزلزال بلغت 2274 حالة وفاة، وأكثر من 12400 إصابة، واستجابت فرقنا لـ 2171 حالة وفاة، وأسعفت نحو 2950 مصاب، وذلك حتى مساء يوم السبت 18 شباط”.
وأكد أن الزلزال أدى إلى انهيار أكثر من 550 مبنى، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 1570 مبنى وآلاف المباني والمنازل تصدعت في عموم المناطق التي ضربها الزلزال وهي الإحصائية التي وثقتها فرقنا خلال استجابتها.
وحول سؤاله عن المدة التي يمكن التخلص فيها من آثار الدمار بشكل كامل قال: “ستنتهي أعمال ترحيل الأنقاض في وقت قريب، وتعمل فرق الدفاع المدني منذ 6 شباط وحتى 16 من نيسان، وتمكنت من إزالة 332.735 متر مكعب من الأنقاض”.
ثلاثة مراحل وضعها الدفاع المدني للاستجابة للزلزال
ويشرح الحسن عن تفاصيل المراحل الثلاثة بالتفصل، وتتمثل هذه المراحل بـ:
المرحلة الأولى: عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المتضررة.
حيث وصلت فرق الدفاع المدني لأول مواقع العمليات بعد نحو 7 دقائق من وقوع الزلزال، كما واستجابت لزلزالين ارتدادين بلغت قوة الأول 6.4 والثاني 5.8 على مقياس ريختر.
المرحلة الثانية: فتح الطرق وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ.
بعد الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ باشرت فرق الدفاع المدني السوري مباشرة بالمرحلة الثانية من استجابتها لكارثة الزلزال في شمال غربي سوريا، وضمن هذهِ المرحلة قامت الفرق المعنية بعمليات رفع الأنقاض وفتح الطرقات وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار وتأمين الأبنية المتضررة للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ.
المرحلة الثالثة: رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل
أعلن الدفاع المدني السوري في التاسع من آذار عن خطة عمل شاملة لإزالة الأنقاض على نطاق جغرافي تشمل جميع المدن والبلدات المنكوبة في شمال غربي سوريا، وشكّلت الخطة خطوة حاسمة ومهمة في مساعدة المجتمعات المنكوبة على التعافي من الدمار الذي خلفه الزلزال، كما تساهم هذهِ الخطوة في إصلاح البنية التحتية الأساسية والمباني والمرافق العامة المتضررة في محاولة لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة وتسهيل عودة المدنيين إلى حياتهم الطبيعية في أقرب وقت ممكن.
المشاريع التي نفذها الدفاع المدني لمساعدة متضرري الزلزال
عمل الدفاع المدني السوري على مساعدة المتضررين من الزلزال من خلال فرش أرضيات في عدد من مخيمات الإيواء التي كانت ملاذاً لأكثر من 40 ألف عائلة من المنكوبين جراء الزلزال، وشملت الأعمال أيضاً تجهيز شبكات الصرف الصحي في عدد من مراكز الإيواء، وكانت عمليات فرز الأنقاض وتسليم مفرزاتها للأهالي وبحسب الضوابط القانونية لعمليات الهدم والإزالة بالتنسيق مع أصحاب العقارات والجهات المحلية وترحيل هذه الأنقاض بهدف فتح الطرقات أمام حركة الأهالي، مع استمرار أعمال الفرق النسائية التي كان لها دور كبير في تقديم الرعاية الصحية للمتضررين والمصابين.
وضرب زلزال مدمر يوم الإثنين في الـ 6من شباط العام الجاري شمال غربي سوريا، وخلف وراءه آلاف الضحايا والجرحى، وتسبب في نزوح آلاف العائلات من أماكن سكنهم، وخلف دماراً كبيراً في البنى التحتية والممتلكات العامة.