زراعةُ شتلِ التَّين في كفرنبل…مهنةٌ فرديَّةٌ تقابلها شكاوى من الأهالي
لطالما ارتبط اسمُها بالتين والزيتون، نسبة لاشتهارها بتربية هذين النوعين من الأشجار، كفرنبل الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، والتي تعتبر مقصد المزارعين من القرى والأرياف المحيطة بها للحصول على شتلِ التين، بسبب اشتهار مزارعيها بزراعتها، حيث يقوم مزارعوها بتقليم أشجار التين ومن ثم يتم وضعها في أكياس خاصة، ويتم غمرها بالتراب والعناية بها تمهيداً لبيعها.
“محمد الخطيب” أحدُ الأشخاص المداومين على زرعة شتلِ التَّين في حديثٍ خاصٍّ لفرش أون لاين”: نقومُ بتقليمِ أشجار التَّين ومن ثمَّ نقوم بجمع عيدان التَّين الَّتي تصلح للزراعة، ومن ثمَّ نقوم بإحضار أكياس خاصة ونقوم بملئها بالتراب، ونضع عيدان التَّين ضمن هذه الأكياس ونغمرها داخل التراب حتى لا تكاد ترى، ومن ثم نداوم على العناية بها إلى أن يصبح طول النصبة أكثر من 60سم، وذلك تمهيداً لبيعها للمزارعين في العام القادم، وقد يصل عدد النصب الذي نقوم بزراعته في كل عام إلى 5000 شتلة”.
بالرغم من كونها مهنة رئيسية لعدد من أهالي مدينة كفرنبل وبالرغم من مردودها الجيد، إلا أن مشاكل عدة تشوب هذه المهنة، وأهم هذه المشاكل التي سببت ضجراً لأصحاب أشجار التين في كفرنبل، هي التقليم الخاطئ لأشجار الغير دون علم أصحابها بطريقة همجية، تقضي على مستقبل الشجرة وتمنع نموها وتقضي على مردودها.
“أحمد الموسى” أحدُ الأشخاص الَّذين يتعرضون لهذه المشاكل كلَّ عام قال لفرش أون لاين:” تتعرض أشجاري في كل عام لحملة تقليم من قبل أشخاصٍ مجهولين بقصد الزراعة، وبسبب جهل بعضهم بأمور التقليم فهم يقومون بقطع الأغصان الرئيسية التي يتركز الموسم على وجودها (السوقة)، ويتركون الأغصان الثانوية، مما يؤدي في هذه الحالة إلى القضاء على أكثر من نصف مردود شجرة التين، بالإضافة إلى منعها من السوق وتقليص حجمها، كما أن تقليم الأغصان نفسها في كل عام يؤدي إلى إصابة الغصن بالتسوس، وهذا يؤدي بدوره إلى تقليص الشجرة ومن ثم هلاكها بالكامل”.
وعن سؤاله عمَّا إذا كان هنالك حلولٌ مطروحة للحد من هذه المشكلة قال الموسى:
“الحل الأمثل للحد من هذه المشكلة هو استشارة من يرغب بالتقليم بقصد الزراعة لصاحب الأرض، فيقوم صاحب الأرض بتقليم أشجاره بطريقة صحيحة تسمح بعموم الفائدة على صاحب الأرض وعلى الشخص الذي يرغب بالزراعة، حيث يوجد في جميع الأشجار أفرع زائدة في استئصالها تزيد الشجرة قوة ويزيد انتاجها، وفي نفس الوقت تصلح هذه الأفرع للزراعة مما يسمح بعموم الفائدة على الإثنين”.
يأمل أهالي كفرنبل في أيجاد حل لهذه المشكلة يحمي لهم أرزاقهم وخاصة بعد تنامي هذه المهنة في المدينة، وخاصة بعد أن اتجه مزارعوها في الآونة الأخيرة لقلع أشجار الزيتون واستبدالها بأشجار التين، ما أدى إلى زيادة الطلب على نصب التين.
حسين الحسين (كفرنبل – إدلب)