ما دور المنظمات الإنسانية في تحسين حياة ذوي الاحتياجات الخاصة، وهل تكفي جلسات الدعم النفسي؟
تسببت الحرب المستمرة منذ سنوات بإصابة مئات الآلاف من المدنيين بإصابات حربية متنوعة، وبحسب تقارير لعدة منظمات إنسانية فإن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة إدلب يبلغ 119318 شخصاً، 90 % منهم مصابي حرب، وأن 10 مليون و200 ألف شخص في سوريا يعيشون في خطر التعرض للمتفجرات.
وبحسب التقارير فإن 66% من الضحايا يعيشون مع إعاقة مدى الحياة، و50% يعانون من بتر أحد الأطراف.
ويعيش أغلبية ممن يعانون من الإعاقة من ظروف إنسانية صعبة نتيجة عدم قدرتهم على إيجاد أعمالٍ تتناسب مع واقعهم الجديد أو حتى إكمال تحصيلهم العلمي بسبب الخوف من نظرة المجتمع المحيط بهم.
وتولي بعض المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري أهمية كبيرة لإعادة دمج هذه الفئات في المجتمع من جديد من خلال المشاريع التي تعمل عليها.
وتعتبر مشاريع وبرامج الدعم النفسي من أهم وأبرز ما تعمل عليها تلك المنظمات من خلال المراكز الثابتة أو الفرق الجوالة التي تنشط في المدن والبلدات بهدف تقديم خدمات الدعم النفسي لذوي الاحتياجات الخاصة لرفع معنوياتهم وكسر حاجز الخوف لديهم.
بلال هزاع مدير فريق التأهيل النفسي التابع لجمعية عطاء الخير يقول في حديثه لفرش أونلاين عن أبرز الخدمات التي تقدمها الجمعية لذوي الاحتياجات الخاصة
يقول “هزاع”: “إن جمعية عطاء الخير تعمل في مدينة سلقين على تقديم خدمات الدعم النفسي للمصابين المتمثل بجلسات يقدمها فريق التأهيل النفسي التابع للجمعية”.
ويضيف “هزاع” إن للدعم النفسي أهمية كبيرة في تغيير حياة المصابين وتشجيعهم على الاستمرار في مزاولة أعمالهم بالرغم من كل التحديات التي تواجههم ولعل أبرزها نظرة المجتمع المحيط بهم، “كما وتعمل الجمعية على التنسيق والتواصل مع المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بهدف تخديم المستفيدين بما يحتاجون إليه من كراسي متحركة ومساعدات للمشي، إضافة إلى التواصل مع مراكز العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل بهدف علاجهم والتواصل مع مراكز الأطراف الصناعية لتركيب الأطراف للمبتورين”.
وعن الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل الجمعية تقول زنوب طربوش عاملة إدارة حالة في جمعية عطاء الخير لفرش أونلاين:” إن أبرز التحديات التي تواجهنا هي عدم تقبل بعض الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة لفكرة تقديم جلسات للدعم النفسي بسبب عدم تقبله لوضعه الحالي وخوفه من نظرة المجتمع الذي سينظر إليه على أنه شخص غير مهم حسب رأيه”.
وتضيف “طربوش” إن الصعوبات الأخرى تتمثل بعدم وجود وسائط نقل للمصابين إلى مراكز المعالجة الفيزيائية والمستشفيات والمراكز الصحية إضافة إلى عدم وجود تمويل للجمعية الأمر الذي يدفعنا للعمل بجهود شخصية لمتابعة عملنا في تقديم جلسات الدعم النفسي كالأنشطة الترفيهية وجلسات التوعية الصحية”.
ويؤكد “هزاع” أن “هدف الجمعية من خلال تلك الجلسات بناء جسر للتواصل مع المستفيدين من أجل كسر حاجز الخوف الذي لديهم”.
وبالرغم من أهمية مشاريع الدعم النفسي التي تعمل عليها المنظمات الإنسانية إلا أنها لا ترقى إلى واقع وحياة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون إلى تقديم المساعدات العينية والنقدية لهم نتيجة تردي الوضع المعيشي لهم كونهم غير قادرين على مزاولة أعمالهم السابقة.
ويعتبر تأمين فرص العمل لذوي الاحتياجات الخاصة بعد الإصابة من أبرز التحديات التي تثقل كاهلهم الأمر الذي ينعكس على الحالة النفسية والاجتماعية لهم، فمن النادر أن يوجد شخص يعمل في مهنته السابقة.
وتشير بعض الإحصائيات أن غالبية ذوي الاحتياجات الخاصة يفضلون مساعدتهم عن طريق إيجاد فرص عمل لهم أو تأمين مساعدات مالية أو استحداث مشاريع صغيرة من قبل المنظمات الإنسانية.
وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش على شريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ اعتبر بعضهم أن للدعم النفسي أهمية كبيرة في عملية تحسين وإعادة دمجهم في الحياة من جديد، فيما أعتبره قسم أخر أنه لا يجدي وغير مهم.
وبالرغم من كل المعوقات التي تعصف بشريحة كبيرة منهم إلا أن هناك أشخاص لم يستلسموا للواقع المفروض، إذ يوجد قسم منهم يعمل في مجال التدريس وأخر في المنظمات الإنسانية، وقسم منهم أسس فرق تطوعية لتقديم المساعدة للمحتاجين (فريق ذوي الهمم).
كما ولم تمنع قسم منهم على ممارسة الرياضة من جديد، حيث يوجد فريق لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة إدلب، شكله الأستاذ محمد شيخ الحدادين مع عدد من زملائه، ويضم فريق الأمل المبتورين والمعاقين، وخاض العديد من الفعاليات الرياضة.
إعداد حمزة العبدالله