الغارديان: روسيا أنتجت حالة من الجمود بمساعي وقف الحرب في سوريا
اعتبرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية في تقرير لها، اليوم الأحد، “أن روسيا لعبت دوراً محورياً، ولكن في الجانب الخطأ، والنتيجة هي حالة من الجمود في سوريا، وصراع شبه بارد يتسم بالعنف المتقطع والألم العميق واللامبالاة الاستراتيجية”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن “هذا الفشل الملحمي في وقف الحرب لا يزال له عواقب سلبية بعيدة المدى على الأمن الدولي والقيم الديمقراطية وسيادة القانون، وكذلك على السوريين، وأنه سواء كانت القضية تتعلق بالمعاناة الإنسانية، أو اللاجئين، أو جرائم الحرب، أو الأسلحة الكيميائية، أو الإرهاب، فإن الموروثات السامة والمتعددة للحرب عالمية، وخبيثة ومستمرة”.
وأشارت الصحيفة إلى الأسباب التي توضح لماذا ألحقت عشر سنوات من البؤس والفوضى اللامحدودة الضرر بالجميع، واصفتاً سوريا بأنها ” حرب العالم”.
فحسب الغارديان تتعلق الأسباب، “بمعاناة المدنيين، حيث تختلف تقديرات الخسائر البشرية في سوريا، ولكن النطاق الواسع للقتل لا جدال فيه”، إضافة إلى “عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين تعسفياً في سوريا، وآلاف يتعرضون للتعذيب، وملايين يواجهون الجوع، وبملايين النازحين واللاجئين في سوريا وحول العالم، متسائلة: “كيف يمكن تحمل هذا؟”.
وأضافت أن “السؤال الأخلاقي الأساسي لا يزال له أهمية عالمية: لماذا يُسمح باستمرار هذه المذبحة؟”، وأوضحت الصحيفة أن “بشار الأسد وأعوانه متهمون بمجموعة واسعة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ولكن الإخفاق في تقديم الجناة إلى العدالة، يجعل القانون الدولي يسخر من نفسه”.
وبحسب الصحيفة أعاقت روسيا التحقيقات الدولية مراراً وتكراراً في الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية في سوريا، بينما تجاهلت الولايات المتحدة “الخطوط الحمراء” الخاصة بها، ونتيجة لذلك، ضعفت اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1993 بشكل خطير.
واعتبرت أن تنظيم الدولة المستفيد الدائم من الحرب في سوريا، بينما كان الرد الغربي على عودة التنظيم “مجزأ بشكل خطير”، وأشارت إلى “التحول الواضح في ميزان القوى في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة إلى روسيا، وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يعتقد أن الوقت قد فات لإنقاذ سوريا”.
أوضحت أن “الربيع العربي وقضية الديمقراطية العالمية كانت خاسراً كبيراً، وأن سوريا ترمز إلى هزيمتها”، وبينت الصحيفة أن “سوريا أصبحت معركة متقدمة في صراع متعدد الجبهات بحرب إسرائيل ضد الميليشيات الإيرانية ، بينما لم تكن رفاهية شعبها مصدر قلقهم، وإنما ضعفها المزمن يناسب كليهما”.
وبحسب الصحيفة، “يرتبط استمرار الحرب في سوريا بفشل الأمم المتحدة، وأن الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي لم يحاولوا حتى العمل معاً لوقف النزاع، وهو الإرث الأكثر عاراً للحرب السورية”.