بدء موسم قطاف الزيتون في سوريا وسط تراجع ملحوظ في المحصول
في أواخر شهر تشرين الأول من كل عام، يبدأ موسم قطاف الزَّيتون، وتشتهر سوريا بوفرة هذا الصنف من الأشجار وكثرة الأراضي الزِّراعية خاصَّة في الشَّمال السُّوري.
وتعتبر محافظة إدلب الأولى من حيث المساحة التي تغطيها الأراضي المزروعة بالزيتون والأولى من حيث إنتاج كمِّية الزَّيت المستخرجة من ثماره.
يعتبر موسم الزَّيتون لدى أهالي محافظة إدلب من المواسم السنويَّة الهامَّة الَّتي يعتمد عليها سكان القرى والبلدات، فهو يلبِّي احتياجاتهم من زيت الزيتون وثماره، والَّتي تدخل في أصناف المونة الشتويَّة كـ “الزيتون المكسور والمكلوس” والتي تعتمد عليها العائلات خلال فصل الشتاء إضافة لاستخدام حطبه بالتدفئة في فصل الشتاء.
قطاف الزيتون في مدينة كفرنبل له أجواء مميَّزة، كما لكل بلدة وقرية أجوائها الخاصة.
“الحاج أبو أحمد” في حديث خاص لفرش أونلاين عن قطاف الزيتون قال: “في موسم قطاف الزيتون نخرج في صباح كل يوم باكراً الى الأرضِ من أجل قطافه، وتجتمع العائلة بكاملها في هذا الموسم السنوي وعند وصولنا إلى الأرض نقوم بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات لكل منا عمله، إلا أنَّه في هذا العام لا يوجد حمل للأشجار”
ويضيف أبو احمد: “كان موسم الزَّيتون يستمر لعدَّة أسابيع في الماضي قبل موجة الجفاف، أمَّا عن هذا الموسم فستكون عدَّة أيام قليلة كافية لانتهاء الموسم نظراً لضعف حمل الأشجار”.
وتراجع إنتاج المحافظة من محصول الزيتون خلال العامين السَّابقين بشكل ملحوظ وذلك بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد خلال السَّنوات الثلاث الماضية.
وفي هذا العام بدأ أهالي مدينة كفرنبل بقطاف محصول الزيتون على الرغم من قلة المحصول فحمل الأشجار من ثمرة الزيتون أصبح ضعيفاً وشجرة الزَّيتون التي كانت تعطي كيساً واحداً في السَّنوات السَّابقة قبل الجفاف ربما لا تجد فيها بضعة كيلو غرامات من ثمرة الزيتون هذا العام.
وفي حديث خاص لفرش اون لاين قال المهندس الزراعي “مجدي الحسني”: “يعود سبب تراجع محصول الزيتون في محافظة إدلب في هذا العام الى موجة الجفاف التي ضربت البلاد خلال السنوات السابقة، فأشجار الزيتون لا تحمل في كل عام ويعود ذلك إلى ظاهرة “المعاومة” (أي أنّ العام الذي يكون فيه حمل لأشجار الزيتون يتوقف فيه الحمل على كمية المياه التي شربتها الأرض خلال فصل الشتاء)”.
وأضاف لحسني: “العام الماضي كان عاما للحمل إلا أنَّه وبسبب قلَّة الامطار خلال الشتاء السَّابق أدَّى الى تراجع المحصول في ذلك العام وفي هذا العام أيضا كما أنَّ التَّقليم الجائر الذي يتبعه المزارعون ظنَّاً منهم أنَّه سيفيد الأشجار بعد عام من الحمل فإنه سيؤثر على الإنتاج في العام القادم”
وتابع الحسني: “لعلَّ أبرز ما أثَّر على المحاصيل الزراعية في سوريا وخاصة الزيتون هو الحرب، لما لها من أثار سلبيَّة على المحاصيل الزراعيَّة، فانقطاع الكهرباء أدَّى الى توقف أبار المياه التي كانت تستعمل لريّ الأراضي الزراعيَّة وارتفاع أسعار المكمِّلات الغذائيَّة كالسَّماد والمبيدات الحشريَّة أثَّر أيضاً على المحصول.
“أحمد العبد الله” لفرش اونلاين: “في هذا العام سأشتري الزَّيت لعائلتي رغم أنَّه من المتوقع أن يرتفع سعره عن الأعوام السابقة نظراً لقلة المحصول، وكنت في السابق أضمن أرضاً وأعمل فيها مع عائلتي من أجل توفير مونة الشِّتاء”.
يضيف الجفاف حملاً آخر على السُّوريين بعد كل ما عانوه من هجر وتشريد وقتل ودمار نتيجة الحرب الدَّائرة منذ سنوات، رغم أنَّ القسم الأكبر من السوريين يعتمد على الزراعة والتي تعتبر مصدراً أساسياً للدَّخل في سوريا.