مخيم الركبان.. مخاوف من كارثة إنسانية في ظل نقص حاد للمساعدات الدولية
تتفاقم المعاناة الإنسانية التي يعانيها النازحين داخل مخيم “الركبان” على الحدود السورية الأردنية، نتيجة استمرار الحصار المفروض عليه من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية وروسيا.
ويعيش النازحين تحت وطأة أزمة إنسانية تستفحل شدتها مع النقص الواضح للأغذية والأدوية والمياه.
ويفتقر المخيم إلى وجود مراكز صحية أو مستشفيات قادرة على تقديم الخدمات الطبية الأساسية للنازحين.
يقول شكري شهاب رئيس الهيئة السياسية في مخيم الركبان لفرش أونلاين: “إن المعاناة الإنسانية لقاطني المخيم تزداد سوءًا يوماً بعد الأخر، نتيجة افتقارهم للاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وماء، إضافة إلى تدني مستويات الخدمات الطبية لافتقار المخيم إلى مراكز صحية قادرة على استقبال المدنيين وتقديم ما يحتاجون إليه من رعاية صحية”.
وأضاف: “أن الاحتياجات الأساسية للحياة (الغذاء والمياه والأدوية) نادرة الوجود وإن وجودت فأنها تباع بأسعار باهظة، نتيجة الحصار المفروض على المخيم منذ سنوات، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى داخل المخيم من قبل قوات نظام الأسد وميليشياته.
وأشار إلى وجود مركزين صحيين داخل المخيم، يعمل بها ممرضين، دون وجود أطباء مختصين، إلا أنها تفتقر إلى الأجهزة والمعدات الطبية إضافة إلى افتقارها إلى أدوية الأمراض المزمنة.
ونوه أن أصحاب الأمراض المزمنة يعانون من صعوبات كبيرة من ناحية الرعاية الصحية وتسوء حالتهم مع رفض الجانب الأردني السماح بدخولهم إلى المستشفيات الأردنية لتلقي العلاج.
وأوضح أنه في السابق كانت المساعدات الإنسانية تدخل إلى المخيم عن طريق الهلال الأحمر التابع لنظام الأسد، إلا أنها قليلة وغير كافية لتلبية احتياجات السكان، وتم منعها مؤخراً من الدخول في مسعى جلي من قبل قوات نظام الأسد للتضييق على المدنيين للقبول بشروطه للسماح بخروجهم إلى مناطق سيطرته، الأمر الذي يرفض النازحين بشكل قاطع.
وأكد أن المفاوضات مع نظام الأسد وروسيا متوقفة منذ فترة طويلة، في ظل استمرار الطرفين بسياسة التجويع والحصار، للقبول بشروطهما.
ولا تجري أي مفاوضات حالية بين المسؤولين عن المخيم والأطراف التي تفرض حصاراً مطبق على قاطنيه، ما ينذر بتفاقم حدة الأوضاع الإنسانية لآلاف المدنيين.
يقول مضر الأسعد مدير الرابطة السورية لحقوق اللاجئين لفرش أونلاين: “إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، بعد إغلاق الجانب الأردني للبوابة الإنسانية الوحيدة التي كانت تسلكها قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة لداخل المخيم”.
وأضاف: “إنه تم إغلاق المركز الصحي المتواجد داخل الحدود الأردنية من قبل الحكومة الأردنية ما أدى إلى تفاقم الحالة الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة وللحوامل والأطفال”.
وأكد بأن الرابطة السورية لحقوق اللاجئين لم تدخر جهداً إلا وبذلته في سبيل تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية الكبيرة لآلاف النازحين، إضافة إلى التواصل مع المنظمات والهيئات الدولية للعمل على إدخال المساعدات الغذائية والطبية عن طريق الحكومة الأردنية.
وناشد التحالف الدولي وقوات “مغاوير الثورة” التابعة للجيش الحر والمتواجدة في قاعدة التنف، بحماية النازحين، لعدم ثقة السكان بروسيا وقوات نظام الأسد وميليشياته.
ويفتقر المخيم إلى وجود أي مدرسة تعليمية، الأمر الذي يحرم الأطفال من حقهم في مواصلة تحصيلهم العلمي، ويهدد بضياع جيل كامل.
ووصف رئيس الهيئة السياسية في المخيم، مخيم “الركبان” بمخيم الموت نتيجة لافتقاره إلى أبسط مقومات الحياة.
وطالب “شهاب”، الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة توفير ممر آمن لخروج النازحين إلى منطقة الشمال السوري.
وتقدر أعداد النازحين ضمن المخيم بما يزيد عن 8000 نازح، وتأسس المخيم أواخر عام 2015، بعد التدخل الروسي المباشر لصالح نظام الأسد واتباعها سياسيات التهجير القسري بحق المدنيين في المدن والبلدات الثائرة، ويقع المخيم على المثلث الحدودي الرابط سوريا والأردن والعراق.
وتمكنت قوات نظام الأسد بدعم روسي من فرض حصار شبه كامل على مخيم “الركبان” في شهر شباط/فبراير عام 2019.
تتزايد معاناة نازحي مخيم “الركبان” نتيجة استمرار الحصار المفروض منذ أوائل عام 2019، في ظل صمت مطبق من قبل من يدعون الإنسانية، وتعنت مستمر من قبل نظام الأسد وروسيا في مسعى لقتل من أبقته الحياة صامداً بالرغم من كل المآسي ضمن خيم مهترئة داخل مخيم أبسط ما يمكن أن يوصف به أنه مخيم الموت.
إعداد حمزة العبدالله