تحذيرات من انتشار مرض اللشمانيا “حبة حلب” شمالي سوريا
تتوالى التحذيرات من قبل الجهات الطبية ومنظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في منطقة شمال غربي سوريا، من عودة الانتشار المتسارع لمرض اللشمانيا المعروفة بـ “حبة حلب”، في وقت تسجل فيه المنطقة أكثر من 30 ألف إصابة بالمرض موزعة بين مدن وبلدات محافظة إدلب وأرياف حلب الشمالية والشرقية ومنطقة “نبع السلام” شرقي سوريا.
وما يساعد الانتشار المتسارع للمرض بحسب القائمين على الجهات الصحية، هو سوء شبكة الصرف الصحي في منطقة تواجد عشرات المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى أدنى مقومات البنية التحتية الأساسية، إضافة إلى انتشار مكاب القمامة الكبيرة، وعدم العمل على إزالتها وإتلافها من قبل المعنيين.
وحول الإجراءات التي تعتمدها الجهات الصحية في التعامل مع المرض، تحدث مدير مديرية صحة إدلب لفرش قائلاً: “يتوافر في المراكز الصحية في إدلب، مصل مضاد للمرض بكميات جيدة، وتعمل تلك المراكز على إعطائه للمصابين بشكل دوري للحد قدر الإمكان من انتشار المرض”.
وتعمل منظمة “المونيتور” البريطانية على توفير مصل “الأوج منتين” للمراكز الصحية في إدلب وريفي حلب الشمالي الشرقي، في حين تعاني منطقة “نبع السلام” شمال شرقي سوريا، من نقص كبير في المصل، وهو ما ينذر بتسارع انتشار المرض هناك، بحسب ما قاله مدير برنامج الصحة والتغذية في منظمة “الأمين” الإنسانية، الدكتور واصل جرك لصحيفة “القدس العربي” في وقت سابق.
ويعتبر مرض اللشمانيا “حبة حلب” من الأمراض المستوطنة في سوريا، نظراً للدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية، ووجود عشرات شبكات الصرف الصحي المكشوفة، وانتشار مكاب القمامة العشوائية والمستنقعات بشكل كبير، ويمكن للإجراءات الوقائية الفعالة الحد من انتشار المرض، وتتمثل بـ رش المبيدات الحشرية وتوزيع “الناموسيات” للمواطنين.
وعملت منظمة الدفاع المدني السوري مؤخراً على ردم المستنقعات ونقل القمامة من أماكن انتشار التجمعات السكنية، للحد من انتشار المرض، لا سيما مع اقتراب حلول فصل الصيف الذي يعد فصلاً ينتشر فيه المرض بشكل كبير، كما وتعمل فرق المنظمة على إجراء جلسات توعية للأهالي وطلاب المدارس، لتثقيفهم عن المرض وطرق الإصابة والوقاية منه، إضافة إلى استمرارها بنقل المصابين إلى مراكز العلاج، بحسب ما جاء في منشور للمنظمة عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”.
وينتقل المرض الطفيلي بواسطة “ذبابة الرمل” التي تنشط في الأماكن المكشوفة من الصرف الصحي ومكاب النفايات، وتحدث العدوى بعد لدغة أنثى هذا النوع من البعوض ويتظاهر جلدياً بظهور تقرحات جلدية بعد اللدغة، وفق ما قاله مدير صحة حلب الحرة الدكتور طارق الكردي لفرش.
ودعا “الكردي” الأهالي الذين تظهر لديهم بثور وتقرحات لم تشفى بعد أيام من حصول اللدغة إلى مراجعة المراكز الصحية المختصة، لتشخيص الحالة وتلقي العلاج اللازم.
وأوضح، وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة، استحدثت مراكز صحية مزودة بالمصل المضاد للمرض في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، وعملت على شراء كميات كبيرة منه، تفادياً لارتفاع الإصابات مستقبلاً.
بدوره، حذر “عبدان” من عدم قدرة الجهات الصحية في إدلب على مواجهة أي موجات كبيرة لانتشار المرض، نظراً لما يعانيه القطاع من صعوبات شتى نتيجةً لانخفاض التمويل الدولي، واستمرار تداعيات الأزمات السابقة التي عصفت بالمنطقة، مؤكداً أن الفترة الحالية مسيطرة عليها من قبلهم حتى الآن.
وتقدر أعداد الإصابات بـ “حبة حلب” في منطقتي شمال غرب وشمال شرق سوريا، بـ 30 ألف إصابة مشخصة خلال العام الماضي والربع الأول من العام الجاري، وفقاً لـ “عبدان”، في حين يقدر “الجرك” مدير برنامج الصحة والتغذية في منظمة “الأمين” الإنسانية الأعداد بحوالي 60 ألفاً، وثقت خلال شهر نيسان الحالي في شمال غربي سوريا، و10 آلاف أخرى في الشمال الشرقي.