منظمة “شفق” الإنسانية تبدأ مشروعاً لزيادة إنتاج القمح في جرابلس شمال شرقي حلب
أطلقت منظمة “شفق” الإنسانية بالتعاون مع مديرية الزراعة التابعة للمجلس المحلي في مدينة جرابلس مؤخراً، مشروعاً تحت اسم “المدخلات الزراعية” بهدف دعم القطاع الزراعي في المدينة الواقعة شمال شرقي حلب.
ما هو مشروع “المدخلات الزراعية” وما هي آلية عمله؟
يعد المشروع واحداً من المشاريع الهامة التي تهدف إلى دعم المزارعين في المدينة من أجل زيادة إنتاج مادة القمح الهامة للسكان، عبر مجموعة من المساعدات العينية وغير العينية التي تقدمها منظمة “شفق” الإنسانية لهم.
وستقدم المنظمة مبالغ مالية بقيمة 500 دولارٍ أمريكي للمزارعين من أجل شراء كافة ما يحتاجونه من مستلزمات للبدء في زراعة أراضيهم الزراعية بمحصول القمح.
وتهدف المنظمة إلى مساعدة عدد كبير من مزارعي المدينة للوصول إلى نوع من الاكتفاء الذاتي في مدن وبلدات أرياف حلب الشمالية والشرقية.
ويتزامن المشروع مع أزمة القمح العالمية جراء الغزو الروسي لأوكرانيا منذ شباط/فبراير الماضي، ويأمل المزارعين من أن يسهم في زيادة إنتاج مادة القمح.
كم يبلغ عدد المزارعين المستفيدين من مشروع المنظمة؟
تقدر أعداد المزارعين المستفيدين من مشروع “المدخلات الزراعية” في مدينة جرابلس بقرابة 706 مزارعين موزعين على 5 قرى تتبع إدارياً للمدينة، إذ سيحصل كل واحد منهم على مبلغ بقيمة 500 دولار مقسمة على عدة مراحل، بحسب ما أوضحه مدير مديرية الزراعة في مجلس المدينة، علي الجادر، لفرش.
وقال “الجادر”، إن المبلغ سيوزع على ثلاثة مراحل، في المرحلتين الأولى والثانية سيحصل المزارعين على 150 دولار، في حين سيحصلون في الثالثة على 200 دولار.
وأضاف “الجادر”، أن المرحلة الأولى هي قيمة فلاحة الأرض وحصاد وبذور، أما الثانية هي قيمة سماد، والثالثة قيمة مادة المازوت، حيث يقوم المستفيد في نهاية الموسم في الحصاد بتقديم كيسين من الحنطة (شوالين) 200 كيلو غرام للمنظمة الداعمة.
ترحيب شعبي في المدينة بعد بداية المشروع
رحب مزارعو المدينة وقراها بمشروع “المدخلات الزراعية” الذي بدأته منظمة “شفق” الإنسانية في خمسة قرى تتبع للمدينة، لا سيما في ظل عدم قدرة غالبيتهم على تأمين المستلزمات الخاصة بزراعة حقولهم الزراعية نتيجة ارتفاع أسعارها بشكل يفوق استطاعتهم جراء تردي الأوضاع الاقتصادي وتراجع قيمة العملة.
وقال المزارع “أبو رضوان” أحد المستفيدين من مشروع المنظمة لفرش: ” كنا نعاني من قلة الدعم المالي لشراء المستلزمات الأساسية من سماد وبذور ومازوت لزراعة حقولنا وحراثتها، لكن بعد إطلاق المشروع من قبل المنظمة بالتعاون مع مديرية الزراعة في المدينة، أصبحنا قادرين على شراء ما نحتاج إليه، وهو ما سيساعدنا في دعم القطاع الزراعي في المنطقة”.
مشاكل عديدة تواجه القطاع الزراعي في المنطقة
يعاني القطاع الزراعي في مناطق سيطرة الحكومة المؤقتة شمال وشرقي محافظة حلب، من مشاكل كثيرة إذ تسببت العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، إلى تلوث في التربة الزراعية، وارتفاع أسعار البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية والديزل نتيجةً للتقلبات في سعر العملة، يضاف إلى ذلك تغير المناخ وشح كميات الأمطار وانخفاض منسوب المياه الجوفية، ما انعكس سلباً على المزارعين.
وهو ما تسبب بخسائر جسيمة على المزارعين نظراً لارتفاع تكاليف زراعة حقولهم، إلا أن المشاريع التي عملت عليها بعض المنظمات الإنسانية في المنطقة ساعدت أعداداً كبيرة منهم في الاستمرار بدعم القطاع الزراعي.
لذلك تعمل العديد من المنظمات الإنسانية على رفع سوية الزراعة لتصبح أفضل وتتناسب مع عدد السكان الكبير بالنسبة لضيق المساحة الجغرافية والزراعية.
ما هي احتياجات مناطق شمال غربي سوريا من مادة القمح سنوياً؟
تقدر احتياجات مناطق شمال غربي سوريا من مادة القمح بأكثر من 550 طناً سنوياً، حيث تدخل في صناعة وإنتاج مادة الخبز قوت المواطنين في تلك المناطق.
وتراجع إنتاج المادة إلى قرابة ربع الكمية التي تحتاجها المناطق المحررة، ويتم تعويض النقص من خلال عملية الاستيراد من تركيا والدول المجاورة، أو عبر البرامج التي تعمل عليها بعض المنظمات الإنسانية.
إعداد: حمزة العمور