في ظل أوضاع إنسانية صعبة.. ما هو دور المنظمات في رفع القدرات الذاتية شمال غربي سوريا؟
يعتبر بناء القدرات مصطلحاً جديداً جاء بدوره بمفاهيم جديدة أيضاً مثل “المنظمات غير الحكومية أجزاء من خطاب تنموي أوسع مثل “الديمقراطية” و”المجتمع المدني”، ويحث الجهود نحو إعادة ترسيخ التماسك الاجتماعي وصياغة دول جديدة.
وخلفت الحرب الدائرة في الأراضي السورية منذ قرابة العقد من الزمن، دمار كبير في البلاد والتراجع الملحوظ على كافة الأصعدة الحياتية وبشكل خاص في المناطق المحررة شمالي غربي سوري، ما دفع المنظمات المدنية العاملة في شمال غربي سوريا على تقديم العديد من المشاريع ومنها رفع المستوى والقدرات لدى المواطن ليكون قادراً على حسن التصرف في الأوقات الحرجة وغيرها.
ويقول منسق المشاريع في منظمة بوينت الأستاذ أيهم سليم في حديث خاص لفرش أونلاين: ” أنشأ عدة مدربون سوريون منظمة نقطة (بوينت) في تركيا، وباشرت نشاطها في الداخل السوري في عام 2016، إذ تمحور عمل المنظمة في بدايتها حول رفع القدرات والتدريبات ثم طورت نفسها لتدمج الاستجابة الإنسانية مع التدريبات التي تقدمها المنظمة للمستهدفين”.
وعملت المنظمة على عدة محاور، من أهمها “تطوير القدرات التنظيمية للمنظمات، وتطوير ورفع القدرات للأفراد، والعمل على مشاريع الحماية والتعليم، والتمكين المجتمعي وسبل العيس، إضافةً للمراقبة والتقييم والمساءلة”.
وتعتبر عملية بناء القدرات عملية تطوير وتقوية المهارات، والمواهب، والقدرات، والإجراءات والموارد التي يحتاجها الأفراد والمجتمعات كي يعيشون ويتكيفون ويزدهرون في عالم سريع التغير. وتذهب عملية بناء القدرات إلى أبعد من تأدية المهام لتأخذ شكل تغيير الذهنية والتصرفات
واعتبر السليم أن مصطلح رفع القدرات، “مصطلح ضخم” بحد ذاته، إذ يضم رفع القدرات للمنظمات العاملة في المجال الإنساني والقدرات التنظيمية، حيث ساهمت المنظمة في العمل على تنظيم الجمعيات الصغيرة وزيادة خبراتها في العمل الإنساني أثناء عملية الاستجابة الأخيرة في الشمال السوري المحرر.
كما سلطت منظمة بوينت الضوء على رفع القدرات للأفراد المستجيبين للأزمات الإنسانية في المناطق المحررة، وقدمت لهم تدريبات مختصة تحت مظلة المعايير الدولية والتي تمكنهم من الاستجابة الإنسانية المنظمة والملبية للحاجة الدنيا للحياة.
وإحدى السمات المهمة التي تتسم بها البلدان النامية هي الجمع بين نمو وإنتاجية عاليين في بعض القطاعات والمناطق وبين إنتاجية ضعيفة واستمرار الفقر في الاقتصاد غير المنظم واسع النطاق. وبغية معالجة النقص في المهارات في القطاعات عالية النمو، من الضروري تحسين التنسيق بين أصحاب العمل المستقبليين ومقدمي التعليم والتدريب، وزيادة حجم التدريب المقدم من القطاع العام وتشجيع التعلم في مكان العمل.
وقامت المنظمة بتنظيم دورات تدريبية للمستفيدين، مثل دورة إعداد المدربين الـ ” TOT” العامة، وتدريبات الـ “TOT” الخاصة، إذ يحصل الشخص المستهدف بعد اجتيازه لهذه الدورات إما على شهادة اجتياز تدريب أو شهادة مدرب معتمد من منظمة نقطة بعد عدة تدريبات تشرف عليها المنظمة.
وبحسب السليم إن المنظمة تهدف من خلال هذه البرامج التدريبية إلى رفع القدرات بشكل أساسي، إذ يحتاج الأشخاص المستهدفون لرفع قدراتهم لسببين، السبب الأول لزيادة الخبرة والفائدة الشخصية حيث تساعد هذه التدريبات في إدخال الشخص المستهدف بكفاءة في سوق العمل، والسبب الثاني هو حاجة المجتمع والبيئة الحاضنة والمنظمات المحلية لمثل هذه الكوادر والقدرات.