دراسة: سياسة روسيا قاصرة وغير قادرة على إعادة كافة الأراضي السورية إلى نظام الأسد
قالت دراسة نشرها مركز “كارنيغي”، إن سياسية روسيا في منطقة الشرق الأوسط لاسيما سوريا هي سياسة “انتهازية أكثر من كونها استراتيجية كبرى”، لافتاً إلى أنها تعتمد على الأخطاء التي ترتكبها القوى الأخرى، لاسيما الولايات المتحدة، وشعور الحكام المحليين بعدم الأمان.
وأوضحت الدراسة أن سوريا كانت على مدار أكثر من عقد من الحرب، بمثابة “حجر الزاوية” لمطالبة روسيا بمركز قوة إقليمي، إلا أن صورة النجاح العسكري الروسي في سوريا تخفي حقيقة أن الكرملين أنجز معظم أهدافه الحربية الرئيسية قبل أربع سنوات، وأن البيئة التي يواجهها في سوريا اليوم أكثر صعوبة.
ونوهت إلى أن العائد الإجمالي للاستثمار الروسي في سوريا أقل مما توقعه الكرملين، إذ لا تزال التسوية السياسية بعيدة المنال، وكذلك الاعتراف الدولي بنظام الأسد، عدا عن الوصول إلى عقود مربحة لإعادة إعمار البلاد، كما أن أدوات روسيا الاقتصادية عاجزة عن توفير الموارد لذلك.
وبينت أن روسيا حين اصطدمت بالقوى الكبرى في سوريا، مثل تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، حرصت على تجنّب خوض مواجهات عسكرية مباشرة معها، واعتبرت أنه “ليس لدى موسكو طريق للوصول إلى الوضع النهائي المطلوب حالياً في ظل غياب ضخ كبير لموارد عسكرية أو سياسية أو اقتصادية إضافية”.
وذكرت الدراسة أن “أكبر عيب في سياسة موسكو يتمثل بالهدف المركزي غير القابل للتحقيق، وهو إعادة الأراضي السورية كافة إلى سيطرة نظام الأسد”، ونوهت إلى أنه في ظل الوضع العسكري على الأرض الذي وصل إلى حالة من الجمود الدائم إلى حد ما، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، تخيل أن الكرملين أو نظام الأسد سيكونان قادرين على تغيير هذا الواقع بناء على قدراتهما الحالية، على الأقل بالنسبة للمستقبل المنظور.
وأشارت إلى أن بشار الأسد، يواصل استخدام إيران للتوازن مع روسيا، متعاملاً مع المنافسة بين رعاته على أنها تعزيز لقدرته الخاصة على المناورة، “الأمر الذي أثار انزعاج موسكو”، وأنه على الرغم من كل إحباطاتها من الوضع الراهن في سوريا، لا تُظهر موسكو أي علامات على إعادة التفكير بشكل أساسي في استراتيجيتها الشاملة.