تقارير

مطالبين بإزالته.. قاطنو مخيمات “البردغلي” يعانون من وجود مكب كبير للنفايات

يشتكي المهجرون في تجمع مخيمات “البردغلي” شمالي إدلب، من انتشار الحشرات الضارة كالعقارب والأفاعي وذبابة الرمل، فضلاً عن الروائح الكريهة المنبعثة من مكب النفايات.

ويتوسط المكب تجمعاً لعدد من المخيمات كـ “الهدى” و”مورك” و”القرية الماليزية” و”القطري” إضافةً لبعض المخيمات الأخرى، ويعد مصدر قلقٍ لآلاف العائلات التي تقطن في تلك المخيمات.

ويتخوف قاطنو المخيمات من انتشار الأمراض الجلدية كحبة حلب “اللشمانيا” والجرب وجدري الماء والأمراض التنفسية الناتجة عن انبعاثات الروائح الكريهة من المكب.

وما يزيد من معاناتهم افتقار تلك المخيمات إلى المراكز الصحية والنقاط الطبية، حيث يضطر الأهالي إلى قطع مسافات طويلة تصل ما بين 5 إلى 10 كيلو متراً للوصول إلى أقرب منشأة طبية.

وقال “أبو محمد” مهجر من مدينة كفرنبل جنوبي إدلب لفرش، إنه قلق من وجود مكب النفايات بالقرب من إقامته في مخيم الهدى، نظراً إلى انتشار مختلف أنواع الحشرات الضارة وتحديداً الذباب والبعوض والعقارب.

وأضاف، أن الروائح الكريهة ازدادت في الآونة الأخيرة لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وأنه ينزعج من تلك الروائح لما تسببه من ضيق في التنفس.

ودعا خلال حديثه الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية إلى العمل الدؤوب من أجل إزالة المكب ونقله إلى مكان لا تتواجد فيه تجمعات المهجرين والنازحين، مشيراً، أن تجاهل ذلك سيؤدي إلى انتشار الأوبئة في وقت يعيش قاطنو تلك المخيمات أوضاعاً إنسانيةً صعبة، لاسيما مع الأجواء الحارة وتخفيض كميات المياه النظيفة ما يدفعهم إلى شراء الماء على نفقاتهم الخاصة.

 من جانبه، أوضح أحمد أبو يوسف (مهجر من كفرنبل) خلال حديثه لفرش، أن وجود المكب أدى إلى تراجع حالته الصحية بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منه، حيث يعاني من أمراضٍ عديدة كالقلب ونقص التروية والضغط والسكري والآم المفاصل والربو.

وأضاف، أن انتشار الذباب بشكل كثيف في المخيم دفع العائلات إلى تخفيض عدد وجبات الطعام الأسبوعية، بسبب الخوف من تلوثها من الجراثيم التي يحملها الذباب نظراً لعدم امتلاك غالبية العائلات المهجرة إلى ثلاجات لحفظ الطعام.

وانتشرت في الآونة الأخيرة، بعض الأمراض الجلدية في عدد من مخيمات تجمع “البردغلي” حيث لوحظ انتشار الحساسية الجلدية في صفوف الأهالي، ما فاقم من معاناتهم في ظل عدم وجود أي نقطة طبية في تلك المخيمات التي يقطنها آلاف المدنيين المهجرين من مختلف المناطق السورية.

وأوضح “أبو يوسف”، “أعيش في المخيم منذ حوالي العام تقريباً وتفاجأتُ بوجود المكب الكبير بالقرب من المخيمات، ومنذ ذلك الحين الروائح الكريهة لا تفارق المخيم”.

وتسأل “أبو يوسف” خلال حديثه عن سبب وجود المكب طيلة تلك السنوات، بالرغم من وجود عشرات المخيمات واستمرار بناء العديد منها، مطالباً من المعنين بإزالة المكب على وجه السرعة تفادياً لوقوع كارثة إنسانية وشيكة.

وحمّل الأهالي مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع الصحية في المخيمات إلى الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية التي لا تبذل كما يقولون أي “جهود حقيقة لإزالة المكب ونقله إلى مكان بعيد من أماكن إقامتهم”.

وشدد مدير مخيم “الهدى” أبو مروان خلال حديثه لفرش، على ضرورة نقل المكب بعيداً عن أماكن إقامة الأهالي، نظراً لما يسببه من أمراض عديدة كـ الأمراض الجلدية والتنفسية، مؤكداً، “أن إدارة المخيم لا تملك الإمكانيات المادية لإزالة المكب”.

بدوره، حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان أمس الإثنين، من مخاطر محتملة ضد المدنيين وتحديداً قاطني المخيمات شمال غربي سوريا عقب الارتفاع المتجدد لدرجات الحرارة.

إعداد: محمد جعار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى