مطالبين بتزفيته.. قاطنو المخيمات يعانون من رداءة طريق سرمدا-حارم
يشتكي النازحون والمهجرون في المخيمات القريبة من مدينة سرمدا شمالي إدلب، من رداءة الطريق الرئيسي الواصل بينها وبين مدينة حارم شمال غربي إدلب، نظراً لكونه مصدراً أساسياً للغبار والأتربة والأوساخ، حيث يمتلئ الطريق بالحفر ويؤثر سلبياً على المدنيين في تلك المنطقة صيفاً وشتاءً.
رداءة الطريق تزيد من معاناة المدنيين وتحديداً قاطني المخيمات
أثرت رداءة الطريق ووعورته على المدنيين في تلك المنطقة وبالأخص قاطني المخيمات، حيث لا تبتعد غالبيتها عن الطريق سوء أمتاراً قليلة ويتأثر قاطنوها بالغبار والأوساخ، إضافةً للأعطال التي تحدث للمركبات والدرجات النارية نتيجة امتلائه بالحفر، ويعد أصحاب الأمراض التنفسية الأكثر تضرراً نتيجةً للانبعاثات الصادرة منه.
وقال عبد الكريم الفرحات (مهجر من بلدة حاس) خلال حديثه لفرش، إنهم يعانون بشكل كبير من رداءة الطريق الواصل بين سرمدا وحارم، وخاصة في موضع السير عليه سواء كان بالسيارة أو بالدراجة النارية، فالطريق بات عرضةً للحوادث لأنه محفر ووعر جداً، كما أصبح عبارة عن غمامة غبارية في الصيف”.
وأضاف “الفرحات”، أن الطريق الواصل بين مدينة سرمد وحارم، يعتبر شريان رئيسي في الشمال السوري وأنه يجب على الجهات المسؤولة المبادرة لترميم الطريق.
من جانبه، أوضح الصيدلاني عبد الرحمن الشاوي صاحب إحدى الصيدليات الواقعة على الطريق لفرش، أن ضرر الطريق على قاطني المخيمات كبير جداً، فالأتربة والغبار والأوساخ تؤثر عليهم وتحديداً أولئك الذين يعانون من الربو، الأمر الذي يزيد من الأعباء المالية عليهم في وقت تكاد الكثير من العائلات المهجرة لا تجد أي مردود شهري.
وأضاف “الشاوي”، أن رداءة الطريق ازدادت عقب فرشه بالبحص والرمل من قبل المجلس المحلي في سرمدا منذ قرابة الـ 7 أشهر، لكن للآن لم تكتمل أعمال صيانته وتعبيده، مشيراً، أن بقائه على حالته الحالية سيزيد المعاناة الإنسانية لا سيما وأن انبعاثات الغبار لا تتوقف.
ويخشى قاطنو المخيمات من عدم إكمال خطط المجلس المحلي لتعبيد وصيانة الطريق قبل بداية فصل الشتاء، مؤكدين، أن معاناتهم ستكون مضاعفة في حال بقائه على وضعه الحالي.
وناشد “الشاوي” الجهات المسؤولة والمنظمات المحلية للإسراع في إعادة تأهيل وتزفيت طريق سرمدا-حارم الرئيسي الذي يعتبر صلة الوصل بين شمال وغرب المحافظة.
مالكوا المحلات التجارية يتعرضون لخسائر مالية بسبب رداءة الطريق
انعكست رداءة الطريق وما يفرزه من غبار وأوساخ على أصحاب المحال التجارية المجاورة للطريق، فخسائرهم المالية ارتفعت بسبب الضرر الذي لحق بمنتجاتهم، ما دفعهم إلى تقليل كميات المواد الاستهلاكية في محالهم خشية من كسادها وبقائها لديهم.
وقال محمد الأعرج صاحب أحد المحلات التجارية الواقعة على الطريق لفرش: “أمُلك محلاً تجارياً على جانب الطريق وأتعرض لضرر كبير بسببه، ففي الصيف وبعد فرش الطريق بالبحص والرمل، أصبح هذا الطريق مبعث رئيسي للغبار والتي أثرت بشكل كبير على المنتوجات داخل المحل”.
وأضاف “الأعرج”، أنه يخشى من حالة الطريق في فصل الشتاء لا سيما بعدما عايشه في السنوات الماضية، فالطريق غير مخدم بشبكة صرف صحي لتصريف مياه الأمطار وتكثر فيه الأوحال والطين وبعض الحفر تصبح بركاً تمتلئ بالمياه، الأمر الذي يقلل من حركة الطلب على المنتجات في محله.
بدوره قال محمد الخضر صاحب صهريج لنقل المياه إلى المخيمات: “نواجه صعوبة كبيرة في نقل المياه إلى المخيمات، وذلك بسبب وعورة الطريق الواصل إليها وبعد مصدر المياه عنها”.
وأوضح، أنه “من المستحيل السير عليه أثناء الأمطار وذلك بسب تشكل الطين والأوحال بشكل كبير جداً، ما يجعل المخيمات في كارثة إذا دخل فصل الشتاء واستمر هطول الأمطار لأكثر من يومين”.
مبادرة محلي سرمدا لتعبيد الطريق لم تنهي حتى الآن
أطلق المجلس المحلي في مدينة سرمدا بالتعاون والشراكة مع غرفة التجارة فيها مبادرةً قبل حوالي الـ 7 أشهر، لإعادة تأهيل الطريق الممتد بين سرمدا وحارم، لكن اقتصرت المبادرة كما يقول الأهالي على “فرش الطريق بالبحص والرمل” الأمر الذي زاد من كميات الأوساخ والأتربة والغبار.
وبعد العمل الذي قام به محلي سرمدا من فرش الطريق الواصل بينها وبين مدينة حارم بالبحص والرمل، والتأخر بتزفيته أصبح الأهالي يعانون أكثر مما كان الوضع عليه فيما سبق، على حد تعبيرهم.
وتسببت رداءة الطريق الواصل بين مدينتي سرمدا وحارم بعدة حوادث مرورية خلال الأشهر الأخيرة، وفقاً لإحصائيات سابقة صادرة عن منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، الأمر الذي دفع المدنيين إلى مناشدة الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية للعمل على تسريع وتيرة صيانة الطريق وتعبيده نظراً لما يسببه لهم من مشاكل صحية، فضلاً عن الأعطال التي تحصل للمركبات العامة والخاصة، فالطريق يعتبر شرياناً هاماً في المنطقة التي تكتظ بمئات آلاف المدنيين والمهجرين.
إعداد: معاذ فرحات