لقاء حواري في مدينة إعزاز شمالي حلب لتقييم احتياجات النساء
أقامت منظمة “من أجلهم” الإنسانية بالتعاون مع مركز المرأة والطفل في مدينة إعزاز شمالي حلب يوم الاثنين، لقاءٍ حوارياً مع بعض التجمعات النسائية الفاعلة في المجتمع والناشطات العاملات في مجال دعم وتمكين المرأة.
ويهدف اللقاء إلى مناقشة واقع النساء في مدينة إعزاز والقرى والبلدات التابعة لها، والصعوبات التي تحيط بهن من أجل التوصل إلى مخرجات تلبي تطلعاتهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة خاصةً وأن غالبيتهن من المعيلات لأسرهن ممن فقدنا أزواجهن خلال الحرب التي يشنها نظام الأسد على المدنيين منذ العام 2011.
وركز اللقاء على إيجاد الحلول الناجعة لمساعدة وتمكين السيدات من خلال مجموعة من المشاريع الصغيرة التي ستمكن السيدات من الاعتماد على أنفسهن بعد الخضوع إلى تدريبات مهنية يشرف عليها كوادر مختصة من المنظمة الراعية وبعض التجمعات النسائية التي تعنى بتدريب النساء مهنياً واقتصادياً، وفقاً لما أوضحته، مديرة منظمة “من أجلهم” الإنسانية، سمر الحسين خلال حديث إلى فرش.
وقالت “الحسين”، إن الهدف الأبرز للقاء كان يتمحور حول تمكين النساء في المجتمع من خلال التدريبات المهنية التي تصقل وتطور القدرات الشخصية لهن حتى يصبحن فيما بعد قادرات على الاعتماد على النفس وتأمين مورد مالي يتيح لهن تلبية احتياجات منازلهن في ظل تردي الأوضاع المعيشية في مناطق شمالي حلب.
وأضافت “الحسين”، أن المنظمة ستساعد السيدات اللواتي حضرنا اللقاء الحواري عبر تزويدهن بما يلزم من الاحتياجات الأساسية للمهن التي سيعملن بها بعد الانتهاء من التدريبات المهنية بهدف تخفيف الأقساط المالية اللازمة لشراء تلك المستلزمات، مؤكدةً، أن المنظمة تولي أهمية كبيرة لمساعدة السيدات على تخطي الظروف الصعبة من أجل دمجهن في المجتمع وأن يصبحن فاعلات مؤثرات بدلاً من بقائهن كعالات فيه، فالهدف السامي للقاء كان التركيز على جعل السيدات عناصر فعالة من خلال مجموعة التدريبات التي تقدم لهن.
وناقش اللقاء بحسب “الحسين” تذليل العقبات التي تواجه السيدات في مناطق الريف الشمالي لحلب، حيث حضر مجموعة من الناشطات العاملات في المجتمع بصفة مدربات مهنية في شتى المجالات كالخياطة والتطريز وبعض الصناعات اليدوية البسيطة، إضافةً لمدربات في مجال الكوافير، ومن أبرز النتائج التي تم الاتفاق عليها بحسب “الحسين”، دعم الطالبات بالأقساط الجامعية ودعم المعلمات، المساعدة في تأمين فرص عمل مناسبة للنساء، ومبادرة لدعم إبداعات المرأة الورية في شتى المجالات.
وشارك في اللقاء الحواري عشرات السيدات من مختلف شرائح المجتمع ولا سيما الأرامل وزوجات الشهداء والمعتقلين والمعتقلات السابقات وبعض الطالبات، وتطرق إلى القضايا التي تهم النساء في المجتمع وكيفية النهوض بهن مهنياً من أجل مواجهة الصعوبات الحياتية القاسية.
وتناول اللقاء كيفية دعم السيدات مهنياً واقتصادياً ورفع الوعي لديهن من أجل أن يكن عناصر فعالة في المجتمع، حيث تم مناقشة إمكانية دمجهن في المجتمع من خلال فرص العمل المناسبة التي تلاؤم ظروفهن الحياتية، بحسب ما أوضحته، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، بسمة محمد.
وقالت “محمد”، إن اللقاء ركز بالدرجة الأولى على الجانب الإبداعي للسيدات ومعرفة مكامن القوة والضعف لديهن من أجل العمل معاً (مع السيدات) على صقل القدرات وتنميتها مهنياً واقتصادياً واجتماعياً.
وتعد المشاريع التي تعمل عليها بعض المنظمات الإنسانية التي تعنى بالمرأة ركيزةً أساسية لدمج النساء في المجتمع من خلال التدريبات المهنية التي تهدف إلى تنمية قدرات السيدات من أجل الاعتماد على أنفسهن وتأمين قوت عائلاتهن في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة تعصف بمناطق شمال غربي سوريا.
وتشير الإحصائيات الغير رسمية إلى وجود عشرات آلاف النساء السوريات ممن فقدنا أزواجهن خلال السنوات الـ 11 الماضية، جلهن واجهنا ظروف معيشية صعبة بعد فقدان المعيل، فهل تنجح مثل هذه المبادرات في تخطي الظروف الصعبة للنساء المعيلات لأسرهن.
إعداد: حمزة العبد الله