تحضيرات وتدريبات مكثفة لإطلاق قناة تلفزيونية من الداخل السوري تحت مسمى “freshTV”
لم تمنع ظروف الحرب الدائرة في معظم أرجاء سورية من إطلاق راديو فرش بثها الإذاعي في الشمال السوري، فانطلقت ببساطة وعفوية العاملين فيها، لتكون الإذاعة الوحيدة التي تبث من الداخل السوري، ولتكون صوت حق لأناس خرجوا يطالبون بالحرية.
أكثر من أربع سنوات مضت على تأسيس راديو فرش كانت كفيلة بإعداد كادر اعلامي محترف، قادر على خوض معترك الإعلاميين الكبار، وكون الحقيقة اقتصر توثيقها على الصوت، كان لا بد لها من اكمال جوانبها عبر توثيقها بالصوت والصورة.
يزرع الآن الإعلاميون الأحرار بذرة قناة تلفزيونية في الشمال السوري تبث من المناطق المحررة، انطلقت الآن بنشرات وسكيتشات على اليوتيوب، وستتطور مستقبلاً لتبث عبر الأقمار الاصطناعية.
عقبات عدة تكتنف طريق قناة فرش TV، وتأتي الصعوبات التقنية بالمرحلة الأولى، وتتمثل في صعوبة الحصول على المعدات المتطورة والمناسبة، والمتمثلة بشاشات لمس الكترونية واستديوهات إخبارية متطورة ويرجع عدم توفر هذه المعدات لسببين، إما مالي، وإما لانعدام توفر مثل هذه المعدات في المناطق المحررة.
أما العقبة الثانية فتتمثل بصعوبة العبور الى تركيا لإجراء تدريبات إعلامية احترافية، وبالمقابل تعذر وصول مدربين اعلاميين محترفين الى الداخل السوري.
“أحمد البيوش” مدير إذاعة فرش وفي سؤاله عن كيفية التغلب على تلك العقبات قال: “نحن نحاول التغلب على تلك العقبات من خلال الاستفادة من خبرات الموظفين، والتي كونوها على مدار أربع سنوات من العمل داخل إذاعة فرش، وذلك بإجراء دورات تدريبية شبه احترافية للموظفين الجدد، وبمجرد التغلب على تلك المشاكل فسوف نعمل على إنشاء تردد تلفزيوني للقناة عبر الأقمار الفضائية”.
عمل إذا ما تم إنجازه، فهذا بدوره سيؤدي الى مضاعفة فرص العمل، لتغطية فرشTV بالكوادر الإعلامية، وهذا ما حصل فقد قامت الإدارة بدورات إعلامية قصيرة ومكثفة، تم تدريب المتقدمين إليها على أساليب التحرير الاحترافية، وكيفية الظهور على شاشات التلفزة والإلقاء، بالإضافة للقيام بدورات تمثيلية، وما ان تنتهي الدورة الإعلامية حتى يتم اختيار المتميزين من كل دورة ووضع كل منهم ضمن الاختصاص المناسب.
عبد الوارث البكور مدير منظمة URB الراعية لراديو فرش وفي سؤاله عن موعد انطلاق فريش TV بالبث المباشر قال: “إننا ماضون في انشاء قناة فرش TV التلفزيونية إذا توافرت التجهيزات اللازمة، لكننا نقوم بخطوات تمهيدية قبل افتتاح القناة، عبر بث نشرات إخبارية مصورة ومقاطع تمثيلية قصيرة عبر اليوتيوب، لمدة تتراوح من 4 الى 6 أشهر، وذلك لتحديد الاختصاصات ووضع كل اختصاص ضمن مكانه الأنسب”.
وبما أن قناة فرش TV المنتظر افتتاحها في الأيام القادمة، ستشغل القضايا الإخبارية والاجتماعية الجزء الأكبر من بثها، كون اهتمامها يقع على نقل الحقيقة وتوثيق الواقع ونقل معاناة المدنيين، فكان ذلك بمثابة تحد صعب ومسؤولية كبرى تنتظر العاملين في قسم الاخبار،
عبد الله الكليدو رئيس قسم الاخبار ومنتج النشرات الحالية وفي سؤاله عن تحضيراتهم والتجهيزات التي قاموا بها لمواكبة العمل التلفزيوني قال: “لدينا خبرة لا تقل عن 4 سنوات في مجال الاعلام وتم تعزيز هذه الخبرة بدورات صحفية مكثفة، وبما انه لا فرق بين المجال الإذاعي والمجال التلفزيوني، فنحن نملك مذيعين قادرين على الظهور على شاشات التلفزة وتقديم النشرات”
يذكر ان العاملين في راديو فرش اثبتوا قدرتهم في التغلب على أحداث إعلامية صعبة، كان أهمها منذ أربع سنوات عندما انطلقت راديو فرش بالعمل، واستطاعوا مع مرور الأيام مواكبة ذلك الحدث الإعلامي والابداع فيه.
لكن يبقى التحدي الأصعب الذي سوف يخوضه الكادر الإعلامي في راديو فرش عاملين وإدارة، إذا ما تم إطلاق قناة فريش TV ولا أحد يستطيع التنبؤ بنتيجة هذا التحدي، فقط هي الأيام القادمة من تستطيع الإجابة عن هذا السؤال.