خاص: نظام الأسد يستمر في خرق سوتشي في إدلب
واصلت قوات نظام الأسد والمليشيات التابعة لها قصفها في الأيام الخمسة الأخيرة، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ بشكل مكثف وعنيف على أرياف إدلب وحماة، بالإضافة لريف اللاذقية الشمالي.
ووثق الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” منذ بداية العام الحالي 257 خرقًا لقوات نظام الأسد على مناطق خفض التصعيد، ما أدى لاستشهاد 94 مدنيًا منهم 30 مدنيًا بالقصف الأخير وإصابة 189 آخرين بجروح.
وتم توثيق 76 خرقًا باستخدام راجمات الصواريخ و8 بصواريخ “الأرض أرض” شديدة الانفجار و124 حالة قصف بالمدفعية الثقيلة و27 استهدافاً بالقنابل العنقودية، بالإضافة إلى 9 غارات بالطائرات الحربية.
وتحدث الخبير العسكري العميد أحمد الرحال لفرش أونلاين: “أن ما يحصل في مدينة إدلب هو عملية شد بين الأطراف المعنية من الجانب التركي والروسي على من يستسلم أولًا، وروسيا غير قادرة على إرضاء الجانب التركي وغير قادرة على اجتياح إدلب، لوجود عدد كبير من النازحين في المدينة، الأمر الذي سيضطر تركيا لفتح حدودها على أوروبا، ما يجعل موسكو في مواجه مباشرة مع الدول الاوربية”.
وأضاف الرحال:” يقف الجانب التركي موقفًا صعبًا في هذه الأوقات لوجود نقاط المراقبة في المنطقة، وهي غير قادرة على الانسحاب من مواقعها ووجودها ضمن اتفاق سوتشي واستانا مع الجانب الروسي، وتابع بأن ليس هناك أي عمل عسكري أو اجتياح للمنطقة والنقاط التركية هي الضمان في الشمال المحرر”.
وطالبت بعض المجالس المحلية في ريفي إدلب وحماة، المجتمع المدني والأمم المتحدة والدول المعنية لوقف القصف الهمجي ومنع نزوح أكثر من 200 ألف مدني في ظل الظروف السيئة.
وتحدث مصطفى الحاج يوسف مدير مديرية إدلب للدفاع المدني لفرش أونلاين: ” تتعرض المنطقة منذ حوالي أسبوع لهجمة شرسة من قبل قوات نظام الأسد بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ المتمركزة بريف إدلب الشرقي وحماة الشمالي، وكان التركيز على المدن ذات الكثافة السكانية مثل معرة النعمان وخان شيخون، ثم تحول القصف على القرى والبلدات الصغيرة مثل جرجناز وتلمنس ودير الشرقي وغيرها من المناطق، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين، وأننا في الدفاع المدني نعلن جاهزيتنا بشكل مستمر لأي طارئ، رغم المصاعب التي يتعرض لها أفراد الدفاع المدني وخصوصًا على الضربات المزدوجة والمفاجئة من قبل نظام الأسد”.
وقال رئيس المكتب السياسي للهيئة السياسية في مدينة إدلب لفرش أونلاين: ” إن التصريحات التركية قبل قمة سوتشي وبعدها كانت مطمئنة للشعب السوري ولايوجد أي اجتياح لإدلب، ولكن لوحظ خلال القمة الأخيرة تضارب التصاريح من الجانب التركي وروسيا، إلا أن القصف طال المناطق ما بعد منطقة المنزوعة السلاح وارتكاب عدة مجازر في صفوف المدنيين”.
وتابع إن الأمور تسير نحو الحل، وأن المشاورات التركية الروسية مكثفة لوقف الخروقات من قبل قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية الغير موافقة على الاتفاق والتي أجبرت عليها بضغط من الجانب الروسي، وعدم وضوح التصريحات من الدول المعنية في قضية إدلب، فهو يدل بوجود خلافات بين الدول الثلاثة الراعية لاتفاق خفض التصعيد، ودائمًا المتضرر الأكثر هم المدنيين.
واستمرت قوات نظام الأسد والمليشيات الإيرانية بقصفها للمدن في ادلب بعد اجتماع سوتشي الثلاثي الأخير، مترجما التصريحات المتصاعدة لحليفيه الروسي والإيراني بضرورة سيطرة الأسد على المحافظة، على الرغم من تطمينات الأتراك أن “نتائج القمة تصبّ في مصلحة الشعب السوري، وتبشر في استمرار مسار السلام” للشعب السوري.
إبراهيم العكل (كفرنبل-إدلب)