بالرغم من الهدنة الروسية.. مدن وبلدات جنوبي إدلب خاوية على عروشها.. وترقب للقمة الثلاثية في تركيا
دخل وقف إطلاق النار يومه الثامن على التوالي بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية عن وقف أحادي للعمليات العسكرية من قبل قوات النظام والميليشيات الروسية في الحادي والثلاثين من شهر آب المنصرم.
وتتواصل عمليات القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام على مدن وبلدات عدة في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي بالإضافة إلى ريف حلب الجنوبي بالرغم من سريان الهدنة.
النقيب ناجي مصطفى المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية علق لفرش أونلاين حول التطورات الأخيرة في محافظة إدلب قائلا:”إن المحتل الروسي وبعد كل الخسائر التي تلقتها ميليشياته وميليشيات النظام خلال الأعمال العسكرية الأخيرة ما كان منه إلا الإعلان عن وقف أحادي لإطلاق النار نتيجة خسائره الفادحة وعدم تحقيق أي من الأهداف التي وضعها باحتلال المناطق المحررة خلال وقت قصير إلا أنه تفاجئ بالواقع ووقائع التكاتف بين الفصائل المقاتلة والمدنيين، وبدورنا نحنا لا علم لنا بأي هدنة فخروقات النظام لم تتوقف منذ الساعة الأولى لسريانها، حيث عمدت الميليشيات إلى استهداف عدة مدن وبلدات بالصواريخ والمدافع الثقيلة”.
ويضيف “المصطفى”:” بأنه لا يوجد فترة زمنية محددة لانتهاء هذه الهدنة التي هي بالأصل مجرد حبر على ورق فالانتهاكات مستمرة ومتواصلة على المناطق المحررة ولم تتوقف، وفي حال قرر النظام العودة للأعمال العسكرية فقواتنا بمشاركة كافة الفصائل على أهبة الاستعداد لرد أي عدوان جديد”.
ونفى “المصطفى” وجود أي اتفاقيات تركية-روسية لتسليم بعض المدن والبلدات في الشمال السوري المحرر، وأكد بأن الهدف من هذه الشائعات هو إثارة الفتنة بين الفصائل والمدنيين وإحراج الضامن التركي”.
ووثق فريق منسقو استجابة سوريا أعداد النازحين والضحايا المدنيين في منطقة خفض التصعيد الرابعة خلال الأشهر الماضية منذ بدء الحملات العسكرية في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام المنصرم حتى تاريخ الثاني من شهر أيلول/سبتمبر الحالي.
الأستاذ محمد محلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا يقول لفرش أونلاين:” إن تواصل الحملات العسكرية منذ شهر تشرين الأول من العام الماضي دفع بمئات الآلاف من المدنيين إلى النزوح هربا من القصف المستمر بالمدافع والطائرات”.
ويضيف “محلاج”: “إننا في فريق منسقو استجابة سوريا وثقنا موجات النزوح الكبيرة منذ اليوم الأول لبداية العمليات العسكرية في منطقة خفض التصعيد، حيث وثقت فرقنا الميدانية نزوح 37245مدني خلال الحملة الأولى في شهر تشرين الثاني و 41367 مدني خلال الحملة الثانية ووثقنا نزوح 728799 مدني خلال الحملة الثالثة والتي كانت الأكبر خلال الفترة الماضية، وخلال الحملة الأخيرة وثقت فرقنا نزوح 237341 مدني، جميعهم توجهوا إلى المخيمات الحدودية وقسم منهم فضل النزوح إلى المدن الشمالية مثل سلقين وسرمدا والدانا وغيرها، إلا أن قسماً كبيرا منهم لا يزال يفترش الأراضي الزراعية في ظل نقص حاد في الخدمات الإنسانية المقدمة من قبل المنظمات الدولية، وبهذه الإحصائيات نجد بأن أكثر من مليون مدني اضطر إلى النزوح هربا من القصف”.
وبما يخص عودة المدنيين إلى مناطقهم بعد سريان هدنة وقف إطلاق النار أشار “محلاج”: “بأن أعداد قليلة جدا عادت من أجل تفقد المنازل السكنية ومن أجل إخراج ما يمكن إخراجه خصوصا وبأن بعض القرى باتت غير صالحة للسكن نتيجة قربها من خطوط التماس”.
وبالرغم من سريان الهدنة لم تشهد المدن والبلدات جنوبي إدلب أي عودة للمدنيين تخوفا من استمرار عمليات القصف المدفعي والصاروخي وعدم وثوقهم بالوعود الروسية.
ويقول أحد المدنيين من مدينة كفرنبل لفرش أونلاين:” عدت إلى مدينتي ليس من أجل الاستقرار فنحن كمدنيين في المناطق المحررة لا ثقة لنا بوعود النظام والوعود الروسية فمن يساند آلة القتل هو طيران الاحتلال الروسي”.
ويضيف قائلا:” عودتي كانت من أجل تفقد المنزل ولكي أخرج أمتعتي إلى البلدة التي نزحت إليها، وكم نتمنى بأن نعود إلى ديارنا في القريب العاجل”.
ويترقب المدنيون في محافظة إدلب القمة الثلاثية التي ستستضيفها العاصمة التركية أنقرة التي ستجمع رؤساء كلا من تركيا وإيران وروسيا والتي سيكون ملف المدينة القضية الأساسية فيها وسط توقعات بالتوصل لحل يرضي كافة الأطراف.
وتشهد منطقة خفض التصعيد الرابعة عمليات عسكرية برية لميليشيات النظام مدعوما بالطائرات الروسية منذ السادس والعشرون من شهر نيسان /أبريل المنصرم حيث نجحت تلك الميليشيات بالسيطرة على 65 منطقة متوزعة بين مدن وبلدات ومزارع وكانت أهم المناطق التي تم السيطرة عليها مدينة خان شيخون بوابة الريف الجنوبي لإدلب.
إعداد :حمزة العبدالله