في خطوة طال انتظارها جيش موحد في الشمال السوري… فهل تتجنب إدلب الأعمال العسكرية
اندمجت فصائل الجبهة الوطنية للتحرير العاملة في محافظة إدلب مع الجيش الوطني العامل في منطقتي “درع الفرات” و “غصن الزيتون” ضمن جسم عسكري موحد يتبع لوزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة.
وأعلن الاندماج في مؤتمر صحفي لرئيس الحكومة المؤقتة الدكتور عبد الرحمن مصطفى ووزير الدفاع اللواء سليم إدريس في مدينة أورفا التركية.
وستتوزع فصائل الجبهة الوطنية المنضوية حديثا في هيكلية الجيش الجديد على أن تتوزع على أربعة فيالق في محافظة إدلب والأرياف المتصلة بها.
وتعليقا على الاندماج الجديد تحدث لفرش أون لاين الرائد يوسف الحمود المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني: “إن الاندماج المعلن منذ أيام ليس وليد فترة قصيرة بل جاء بعد مسيرة طويلة من المباحثات والاتصالات والاجتماعات التي جمعت قادة الجبهة الوطنية وقادة الجيش الوطني، وبهذه الخطوة الجديد نكون قد قطعنا شوطا كبيرا في سبيل توحيد كافة القوى الثورية العاملة في المناطق المحررة، كما ويعتبر ذلك الاندماج مطلب ورغبة شعبية محقة”.
وأضاف “الحمود”: إن قرار الاندماج سينعكس بشكل إيجابي فهو سيوحد القرار ووحدة العمل العسكري وسيرفع دعم واستقرار المناطق المحررة”.
وأكد “الحمود”: بأن الهدف من التوحد ضمن جسم عسكري موحد هو الدفاع عن المناطق المحررة من أي محاولات عدائية لميليشيات النظام وحليفته روسيا بالإضافة إلى تحرير الأراضي المغتصبة من قبل ميليشيات قسد”.
وتتألف الهيكلية الجديدة من وزير الدفاع ورئيس الأركان اللواء سليم إدريس، ونائب رئيس الأركان عن منطقة عمليات “درع الفرات وغصن الزيتون” (ريف حلب)، العميد عدنان الأحمد، الذي يشرف على الفيالق الثلاثة الأولى، ونائب رئيس الأركان عن منطقة إدلب العميد فضل الله الحجي الذي يشرف على أربعة فيالق عسكرية ستنضم إليها فصائل الجبهة الوطنية المنضوية ضمن الجيش الجديد.
وفي أول بيان له عقب الاندماج أكد اللواء سليم إدريس أن الجيش الموحد هدفه “إسقاط نظام الأسد بكل أركانه ورموزه وتحرير كامل التراب السوري من جميع القوات والميليشيات المحتلة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية”.
المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى علق لفرش أونلاين عن الاندماج الجديد: “إن الاندماج ما بين مكونات الجبهة الوطنية والجيش الوطني هو خطوة مهمة في الطريق الصحيح وكذلك هو حدث تاريخي فاصل في تاريخ ثورتنا المباركة، لقد جاء هذا الاندماج بعد أشهر طويلة من المباحثات والاتصالات التي تكللت في نهاية المطاف بتوحد كافة القوى الثورية تحت مظلة واحدة تابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التي تحظى بقبول دولي وإقليمي”.
وأضاف”المصطفى”:”إن المرحلة القادمة تتطلب تظافر كافة الجهود من أجل اندماج كافة المكونات العسكرية ضمن جسم واحد تكون مهمته الزود عن المناطق المحررة”.
ويرى مراقبون بأن الهدف من هذا الاندماج الجديد هو السيطرة على مناطق شرقي الفرات التي تسيطر عليها ميليشيات سوريا الديمقراطية “قسد”، بالإضافة إلى رغبة تركية في جعل مناطق الشمال السوري تحت مسمى عسكري واحد.
العميد والمحلل السياسي محمد فايز الأسمر يقول في حديث خاص لفرش أونلاين”: إن الاندماج الأخير قبل أيام يعتبر خطوة مهمة أتت متأخرة كثيرا، ففي السابق عانت الثورة السورية من تشرذم وتفرقة الفصائل وهو ما أثر عليها بشكل عكسي وأدى إلى تراجعات عسكرية كبيرة”.
وأكد “الأسمر”:” بأن اندماج الفصائل جاء بإيعاز تركي مباشر فتركيا مقبلة في الفترة القادمة على عدة استحقاقات سوآءا في منطقة شرقي الفرات التي تتزايد فيها حدة التصريحات تجاه عمل عسكري منفرد أو بما يتعلق بمصير محافظة إدلب فهي تريد سحب الذرائع الروسية وجعل الجيش الوطني القوة المسيطرة على كافة المناطق المحررة”.
وبدوره رحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والإعلام التركي وعدد من القادة العسكريين في فصائل الجيش الوطني بالاندماج الأخير بين الجبهة الوطنية للتحرير و الجيش الوطني” ضمن جسم عسكري موحد، معتبرين أن الاندماج الذي أُعلن عنه هو “خطوة مهمة في المرحلة المقبلة”.
وكان رئيس الحكومة المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، أعلن من مدينة أورفا التركية يوم الجمعة الفائت، اندماج الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير ضمن جسم عسكري واحد تابع لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.
إعداد: محمد العبيدو