قمة موسكو..لا جديد…اتفاق هش وتوقعات بعودة المعارك
توصل الرئيسان التركي والروسي يوم الخميس الفائت إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في محافظة إدلب، وجاء ذلك بعد لقاء ثنائي جمعهما في العاصمة الروسية موسكو.
وتمحور اللقاء حول الأوضاع التي تشهدها محافظة إدلب التي كانت تشهد معارك واشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني السوري وميليشيات الأسد وداعميه مدعومةً بطائرات الاحتلال الروسي.
واستمرت المفاوضات والمباحثات بين الرئيسان والوفود المرافقة لهما ما يزيد عن خمسة ساعات متواصلة ليعلن في نهايتها التوصل لاتفاق جديد يضاف إلى اتفاقية سوتشي عام 2018.
فرش أونلاين حاورت الكاتب والمحلل السياسي ميشيل كيلو وكان رأيه كالتالي: “إن الاتفاق الذي توصل إليه أردوغان وبوتين في موسكو لا يعتبر اتفاق جديد بل إنه ملحق لاتفاقية سوتشي عام 2018، وكان ملاحظ جحم الخلافات الكبيرة فلو كان اتفاق جديد لما استغرقت المفاوضات والمباحثات ما يزيد عن خمسة ساعات متواصلة”.
ويضيف “كيلو” قائلا: “الخلافات واضحة بين تركيا وروسيا حول إدلب بشكل كبير، فروسيا تصر على حسم ملف إدلب كاملاً لمصلحة نظام الأسد وتركيا تصر على حدود اتفاقية سوتشي والذي يبدو واضحاً بأن تلك الشروط ستزيد وتعقد من الخلافات بينهما”.
وتابع “كيلو” يبدو بأن هذا الاتفاق لن يصمد طويلاً لأن روسيا ونظام الأسد لا يلتزمون بأي اتفاق يؤدي إلى تطبيق القرارات الدولية ويصرون على الحسم العسكري لفرض أمر واقع على كافة الدول المعنية بالملف السوري.
وتباينت ردود الأفعال الدولية والإقليمية بما يخص الاتفاق بين مؤيد ومعارض، حيث اعربت الأمم المتحدة عن تفاؤلها ودعت كلا الطرفين إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين في الشمال الغربي من البلاد بالإضافة إلى تسهيل عمل المنظمات الإنسانية والدولية.
كما رحبت الخارجية الأمريكية بالاتفاق ودعت روسيا إلى الالتزام به، أما الرئاسة الفرنسية فوصفته بالغامض والمبهم وطالبت بتوضيحات عنه.
ودعت موسكو يوم أمس الأول مجلس الأمن الدولي للانعقاد لتثبيت الاتفاق الجديد إلا أنها قوبلت برفض مطلق لمشروع القرار، حيث استخدمت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا حق النقض الفيتو ضد المشروع الروسي.
ويأتي الاتفاق بعد سلسلة من المفاوضات التركية-الروسية التي استمرت طيلة شهر شباط / فبراير المنصرم والتي كانت تفشل في التوصل لأي نتيجة مع إصرار الجانبين على شروطهما التفاوضية.
وعن موقف الجيش الوطني السوري من اتفاق موسكو قال المتحدث الرسمي للجيش الرائد يوسف حمود: “إن هذا الاتفاق ليس بشيء جديد بل كان متوقع نظراً للتباين الكبير بين وجهات النظر بين أنقرة وموسكو، فلكل شروطه التي يريد أن يفرضها سوآءا على طاولة المفاوضات أو في الميدان”.
ويضيف “حمود” قائلاً: “إننا كجيش وطني ننظر بأن الاتفاق لن يصمد طويلاً فمن غير المتوقع أن تلتزم به روسيا وميليشيات نظام الأسد اللتان خرقتا اتفاقيات سابقة كأستانا وجينيف وسوتشي، فمصير الاتفاق الجديد هو الفشل والانهيار والعودة إلى أرض الميدان التي سيكون لها الكلمة الفصل، وكجيش وطني نعتبر روسيا وإيران دولتا احتلال وبأن نضالنا سيستمر حتى تحرير كامل الأراضي السورية”.
ومن أهم بنود الاتفاق الجديد إنشاء ممر آمن على جانبي الطريق الدولي حلب -اللاذقية المعروف M4 ويمتد الممر على طول 6km على جانبي الطريق، ومن البنود تسيير دوريات تركية-روسية مشتركة من الخامس عشر من آذار الحالي، ويبقى مصير مناطق جبل الزاوية وشحشبو وسهل الغاب مجهولاً.
الباحث في مركز جسور للدارسات الأستاذ وائل علوان يقول لفرش أونلاين: “إن الاتفاق الملحق أو كما يسمى ملحق سوتشي لا يعدو كونه مؤقت وحبراً على ورق إذ إن امكانية تطبيقه على أرض الواقع تبدو مستحليه وغير ممكنة في الوقت الذي تصر فيه روسيا على مواصلة عملياتها العسكرية، حيث خرقت في أوقات سابقة العديد من الاتفاقيات وكانت أهم وأشمل من الاتفاق الجديد”.
وأكد “علوان” بأن التصعيد سيعود من جديد فكلا الجانبين لا يزال يحشد قواته في الميدان حيث تتواصل التعزيزات العسكرية للجيش التركي وتواصل روسيا وميليشيات الأسد من تعزيز مواقعها جنوب وشرق إدلب.
وشهدت منطقة خفض التصعيد الرابعة المشمولة باتفاقية سوتشي معارك عنيفة بين الجيش الوطني السوري وميليشيات نظام الأسد حيث تمكنت الأخيرة من السيطرة على أجزاء واسعة من أرياف إدلب الجنوبية والشرقية بالإضافة إلى ريفي حلب الجنوبي والغربي.
يذكر بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد في وقت سابق من شهر شباط /فبراير الماضي بعملية عسكرية لطرد ميليشيات نظام الأسد إلى ما وراء النقاط التركية في حال عدم تراجعها.
إعداد حمزة العبدالله (إدلب)