دور المنظمات في التخلص من مخلفات الحرب
تسبب مخلفات الحرب أضراراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية، فعلى صعيد الآثار الجسدية، تؤدي الإصابة الناتجة عن انفجار إحدى المُخلّفات المتفجرة إلى استشهاد المدنيين أو إصابتهم بتشوه أو إعاقة، وأبرز الإعاقات الناتجة عن هذه الإصابة تشمل: بتر الأطراف، والشلل، وفقدان كامل أو جزئي للبصر، وفقدان كامل أو جزئي للسمع.
ويضاف إلى ذلك إصابة بعض الأعضاء الداخلية، بالحروق، والجروح المتعددة. وبالنسبة إلى الآثار النفسية يعاني مصابو المُخلّفات المتفجرة عادة من خلل أو اضطراب نفسي ناتج عن صدمة الإصابة، أو الآثار الجسدية الناتجة عنها.
وتعمل منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، عن طريق فرق الكشف والإتلاف للذخائر الغير منفجرة على تدمير هذا النوع من القذائف والصواريخ.
عبدو برغش مدير مكتب مخلفات الحرب التابعة للدفاع المدني في إدلب يقول لفرش أونلاين: “التزمت منظمة الدفاع المدني السوري منذ تأسيسها بالحياد والموضوعية والقيم القيم الإنسانية، وابتعدت بشكل تام عن التكتلات السياسية، باذلةً الشهداء والجرحى في سبيل التخفيف من وطأة الحرب وألمها على المدنيين”.
ويوجد بحسب “البرغش”، العديد من أنواع القنابل العنقودية منها” Shwab”, Ao-2″, “1.2Rt“, وغيرها، إذ تلقيها طائرات نظام الأسد والعدوان الروسي ضمن حواضن، أو تقصف المدنيين ضمن صواريخ راجمات سميريتش الروسية.
وتتم الاستجابة من قبل فرق الكشف التابعة للدفاع المدني، عن طريق البحث في المناطق التي تعرضت للقصف، أو عن طريق تلبية النداء في حال العثور على أحد الذخائر الغير منفجرة من قبل المدنيين.
ويضيف البرغش: “تعمل منظمة الدفاع المدني على تزويد فرق الكشف بمعدات مناسبة ومتطورة بشكل دائم، من بزات وخوذ واقية وآليات تسهل العمل وتضمن سلامة المتطوع والمدني على حد سواء، حيث تقوم فرق الكشف باتلاف الذخيرة للإحالة دون تفجيرها”.
وتشير التوعية بمخاطر الألغام إلى أنشطة التوعية التي تهدف إلى الحدّ من احتمالات الإصابة بسبب الألغام والذخائر التي لم تنفجر، وذلك بإثارة الوعي وتشجيع تغيير السلوك، من خلال حملات إعلامية عامة، والتعليم والتدريب، والاتصال بالمجتمعات المحلية.
وتعمل فرق الدفاع المدني بشكل مستمر على تصميم وطباعة البروشورات والملصقات التوعوية وإصدارها، والتي تساعد بدورها المدنيين والأطفال بشكل خاص على التعرف على مخلفات القصف الغير منفجرة وطرق الإبلاغ عنها في حال العثور عليها، ما يعزز ويرفع مستوى الوعي لدى المدنيين.
وبخصوص التحديات التي تواجه فرق الكشف عن مخلفات القصف لفت البرغش أن من أكبر المخاطر التي تتعرض لها الفرق المسؤولة عن كشف وإتلاف مخلفات الحرب، هي القصف المستمر التي تتعرض له من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها والعدوان الروسي.
ويوضح البرغش “أن فرق الكشف تمتلك معدات حماية متطورة من دروع وبزات وخوذ وأجهزة كشف وغيرها، تساعد المتطوعين على إتمام عملهم بشكل تام وآمن وبفترة وجيزة، كما تسعى منظمة الخوذ البيضاء على تدريب المتطوعين بشكل مستمر وتزويدها بمعدات مناسبة، لتشكل بذلك فرق محترفة تكمل عملها على أتم وجه وبأقل الخسائر الممكنة والحفاظ على سلامة المدنيين”.
وتصل بلاغات المدنيين في حال اكتشاف ذخائر غير منفجرة، عن طريق التوجه لمراكز الدفاع المدني بشكل مباشر أو عن طريق أجهزة الإتصال اللاسلكية، حيث أشار البرغش أن نتيجة لعدم توفر إمكانيات التواصل المناسبة لم يخصص الدفاع المدني السوري أي خط ساخن لمثل هذه الحالات.
إعداد: محمد الموسى