كورونا يدخل مخيمات النازحين.. ومديريات الصحة تدق ناقوس الخطر
سجل مختبر الترصد الوبائي التابع لبرنامج شبكة الإنذار المبكر في وحدة التنسيق الدعم ACU، في التاسع من أغسطس الحالي إصابتين بفيروس كورونا المستجد في “مخيم السلامة” ببلدة “سجو” ، وهي المرة الأولى التي تسجل فيها إصابات بمخيمات النازحين منذ تفشيه في أوائل شهر يوليو المنصرم.
وبدوره فريق منسقو استجابة سوريا، دعا المنظمات الطبية إلى رفع الجاهزية القصوى لكوادرها للتعامل مع الواقع الجديد من انتشار الفيروس بعد وصوله إلى مخيمات النازحين، محذراً من خروج الوضع عن السيطرة.
محمد حلاج مدير فريق منسقو الاستجابة يقول لفرش أونلاين معلقاً على وصول فيروس كورونا إلى مخيمات النازحين: “إننا في منسقو استجابة سوريا منذ بدء تفشي فيروس كورونا Covid19 في الشمال السوري حذرنا من وصوله لمخيمات النازحين وذلك نتيجة لتدهور واقع القطاع الصحي في المنطقة وارتفاع الكثافة السكانية وانتشار المخيمات بشكل كثيف في المدن والبلدات الشمالية”.
ويضيف حلاج: أن “المنطقة دخلت مرحلة جديدة من تفشي وانتشار الفيروس وهي مرحلة خطيرة، لا يمكن السيطرة عليها في ظل واقع القطاع الصحي الحالي المتضرر نتيجة ما تعرض له من قصف متعمد من قبل نظام الأسد وروسيا”.
وعن تسجيل عدة مناطق إصابات بالفيروس لمدنيين قادمين من مناطق سيطرة نظام الأسد، اعتبر حلاج، أن “التغاضي عن منع حركة التهريب عبر المعابر الفاصلة بين المناطق المحررة وبقية المناطق يمثل مشكلة وكارثة كبيرة قد تلحق الضرر بالمنطقة في حال عدم تدارك الوضع وضبط المعابر وحركتها”.
ودعا فريق منسقو استجابة سوريا في وقت سابق من الشهر الحالي، المنظمات الطبية ودول العالم إلى تقديم الدعم الكامل للقطاع الصحي للحد من انتشار الفيروس بشكل كبير قد لا يمكن معرفة نتائجه.
وتفتقر مناطق الشمال السوري إلى قطاع صحي متماسك وقوي قادرٍ على احتواء تفشي الوباء، بعد أن انهكته الحرب الدائرة منذ سنوات وتعمد استهداف المستشفيات والمراكز الطبية بشكل مباشر نظام الأسد وحلفائه.
ومع بدء انتشار فيروس كورونا في الشمال السوري، اتخذت مديريات الصحة عدة إجراءات للحد من انتشاره منها عزل مستشفى باب الهوى الذي ظهرت فيه أولى الحالات إلى إجراء زيارات ميدانية لفرق التوعية إلى المدن والبلدات بالإضافة إلى المخيمات لتوعية المواطنين حول خطر الفيروس وطرق الوقاية منه، كما وتم تخصيص عدة أرقام ساخنة للتواصل والاستفسار، كما وعملت المديريات على تشكيل فرق تقصي ومتابعة لتتبع الحالات المخالطة لعزلها وإجراء فحص pcr وكافة التحاليل اللازمة.
الدكتور حسن قدور رئيس دائرة الرعاية الثانوية في مديرية صحة إدلب يقول لفرش أونلاين: “إن المديرية منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا تعمل على تنفيذ عدة إجراءات للحد من انتشاره في المنطقة، ومن تلك الإجراءات تجهيز عدة مراكز ومستشفيات للعزل بالتعاون مع المنظمات الطبية، إذ يتواجد بالشمال السوري اليوم ثلاث مراكز عزل مجهزة ومخدمه بالأسرى والأجهزة الطبية، كما وتعمل المديرية بالتعاون مع الهيئات الطبية على تجهيز ثلاث مشافي آخرى”.
ويضيف قدور: “أنه بعد تسجيل حالة في مدينة سرمين خلال الأسابيع الماضية قامت المديرية بإصدار قرار بعزل المدينة بشكل كامل، كما وعملت على إدخال الفرق الطبية المختصة لتتبع الحالات المخالطة للحالة صفر، وبعد أسبوعين تكللت الخطة بالنجاح”.
وأكد قدور، بأن الشمال السوري وبعد تسجيل حالات إصابة بمخيم للنازحين، دخل مرحلة الانتشار الواسع للفيروس وهو ما ظهر جلياً من خلال توسع رقعة انتشاره وكثرة العناقيد.
كما ولفت أن “الوضع لا يزال تحت السيطرة رغم انتشار الفيروس”.
وأشار إلى أن وحدة تنسيق الدعم مستمرة بتزويد مختبر الترصد الوبائي بالكتيات اللازمة لإجراء فحص pcr الذي يحدد ما إذا كان الشخص مصاب بالفيروس أم لا.
ويتواجد بالشمال السوري ثلاث مراكز للعزل الصحي مجهزة ب 120 سريراً وعدداً من الأجهزة الطبية، كما ويتم العمل على تجهيز ثلاثة مشافي.
يذكر أن أول حالة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد تم تسجيلها في التاسع من شهر يوليو المنصرم في مستشفى باب الهوى.
إعداد: حمزة العبدالله