أهمية مشاريع التنمية البشرية في الشمال السوري ودور المنظمات في تعزيز قدرات المواطن
تعد مشاريع التنمية البشرية من أهم المشاريع التي تقوم بها منظمات العاملة في الشمال السوري المحرر، ومن هذه المشاريع مشروع الحماية والدعم النفسي، لما لها من أهمية كبيرة بالنسبة لمجتمعنا وخاصة بعد الحرب التي عانى منها المدنيين على مدار عقد من الزمن.
وتكمن أهميتها في تعريف المواطن على حقوقه وواجباته تجاه المجتمع، وتوعيته من أجل تفادي الكثير من المخاطر كما تهدف لتعزيز قدراته بشكل عام. وتستهدف هذه المشاريع الفئات المتضررة من المجتمع وبشكل خاص النساء والأطفال لمساعدتهم على تجاوز العقبات والتأثيرات السلبية التي خلفتها الحرب عليهم من قبل قوات نظام الأسد وحليفتها روسيا.
وتعمل منظمة سيريا ريليف في الشمال المحرر ضمن خمس قطاعات رئيسية (قسم الحماية وقسم التعليم وقسم المياه والاصحاح والأمن الغذائي وسبل العيش، والقسم الصحي)، يقول الأستاذ بلال عبيد منسق مشروع حماية ودعم منظمة سيريا ريليف في حديث خاص لفرش أونلاين: ” إن منظمة سيريا ريليف قامت بعد مشاريع للتنمية البشرية موزعة على عدة مناطق في الشمال السوري، تركز هذه المشاريع بشكل أساسي على حماية الطفل، وتقديم خدمات متنوعة في هذا المجال”.
وبحسب العبيد يتم تنفيذ عدة أنشطة من خلال مشاريع حماية الطفل، كأنشطة الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال، وجلسات التوعية لمقدمي الرعاية حول القضايا المتعلقة بحماية الطفل والتوعية القانونية، كما قدمت المنظمة جلسات لمهارات تربية الأبناء، إضافةً لقسم إدارة الحالة للأطفال الأسد ضعفاً وبناء قدرات المجتمع.
وتقوم منظمة سيريا ريليف بوضع وتنفيذ خطط لبناء قدرات المجتمع، إذ وبحسب العبيد ترتبط هذه الخطط وبشكل وثيق بموضوع حماية الطفل، حيث قدمت المنظمة العديد من الدورات بهذا المجال ومن أهمها التدريبات التي تتم عند تحديد الآمن والإحالة وسياسة صون الطفل والإسعاف النفسي الأولي.
وبخصوص أنشطة الدعم النفسي للأطفال قال العبيد: “إنه يتم التعامل بالفئة العمرية من 6 وحتى 12 سنة أما بالنسبة لبقية الأنشطة المتعلقة بجلسات مهارات تربية الأبناء والقضايا المتعلقة بحماية الطفل والتوعية، يتم العمل مع كافة الفئات العمرية للبالغين ومقدمي الرعاية فوق سن الـ 18”.
وبشأن المشاريع التي تستهدف تنمية المرأة ودورها بالمجتمع قالت الناشطة بمجال مناصرة حقوق النساء إلحام عاشور: ” تسير تكون الجهات العاملة بموضوع مناضرة حقوق المرأة السورية، على محورين أساسين وهما المهارات الحياتية والمهارات الصلبة التي تمكنها من الدخول بمجال الأعمال المكتبية وكتابة التقارير وغيرها، وتكون قادرة على دخول مختلف مجالات العمل المتوفرة في بيئتها الحياتية”.
وأشارت العاشور “أن مهارات المرأة الناعمة لا يمكن أن تُكتسب ضمن التدريبات والدورات، إلا أنها تُكتسب خلال الخبرة والتدريبات المتواصلة، حيث يمكنها أن تمكن نفسها بنفسها من خلال مشاريع التنمية البشرية التي تقوم بها المنظمات العاملة في الشمال السوري”.
وتعتبر جائحة فيروس كورونا في الشمال السوري، من أكبر المشاكل التي تؤثر بشكل أساسي على آلية تنفيذ الأنشطة، حيث أثر فيروس كورونا على حضور الأطفال بأنشطة الدعم النفسي ضمن المساحات الصديقة للطفل في مرافق الحماية، ما أجبر المنظمات العاملة على نقل معظم هذه الأنشطة إلى غرف المحادثة على برنامج التواصل الاجتماعي “الواتساب”.
تحرير: محمد الموسى