الشهيد احمد وليد الهزاع” خريج كلية الهندسة شهيداً في ساحات القتال
“احمد وليد الهزاع” هو شاب من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، من مواليد الثامن من اذار 1988استشهد وهو في السادس والعشرين من عمره.
درس أحمد مرحلته الابتدائية في مدرسة “اليرموك” بمدينة كفرنبل ثم انتقل الى مدرسة “ذي قار” للبنيين ليتابع دراسته الإعدادية والثانوية التي نجح فيها وكان من المتفوِّقين.
سافر أحمد الى مدينة اللَّاذقية ليدرس في جامعة تشرين “الهندسة المعمارية” وتخرَّج منها بترتيب ممتاز بعد أن اتمَّ دراسته بسنواتها الخمس.
وما لبث أحمد أن تخرج من جامعته حتَّى انطلقت شرارة الثَّورة السًّوريَّة من محافظة درعا لتلتحق بها المحافظات السُّورية واحدة تلو الأخرى.
لم يستطع أحمد بعد تخرُّجه العمل في مجال دراسته الذي كان يحلم به، بسبب الظُّروف الصعبة التي كانت تعيشها البلاد وبسبب بغي قوَّات الأسد على الشعب السوري الثَّائر.
اضُّطر أحمد للسَّفر الى لبنان ليَحصل على فرصة عملٍ يساعدُ بها أهله،
وكان كأي شاب يحلم بالزَّواج والمنزل والعائلة، لكنَّه لم يستطع أن يمكث طويلاً هناك حتى عاد الى وطنه سورية ومدينته كفرنبل ليشارك في الحراك الثَّوري الذي لم يستطع التوقف عن التفكير والحديث عنه بحسب ما قال أصدقائه.
اضطر أحمد ورفاقه لحمل السلاح وانتسب الى فصيل “صقور الشام” ليقفوا في وجه الظُّلم والظُّلام.
شارك أحمد في العديد من المعارك في محافظة إدلب انطلاقاُ من معركة تحرير مدينته الحبيبة كفرنبل الى معرة النعمان وحيش حتى مدينة خان شيخون الَّتي لاقته المنيَّة في إحدى معارك تحريرها.
استشهد في العشرين من شهر شباط من عام 2014 في اقتحام حاجز “السَّلام” في مدينة خان شيخون.
شجاع صبور متواضع وملتزم دينياً ذو أخلاق رفيعة، هذا ما عرف عن الشهيد أحمد وهذه شهادة كل من يعرفه.
والد الشهيد أحمد لفرش اونلاين: “كنت أحلم أن أراه مهندساً معماريّاً في يوم من الأيام وتحقَّق الحلم، لكن أحمد اختار طريق الجهاد في سبيل دينه ونصرة المظلوم وحلم بالشهادة، كان أحمد يغيب كثيراً عن المنزل بسبب رباطه الطويل وقلَّة المجاهدين الصَّادقين أمثاله حتّى أتاني خبر رحيله عن الدُّنيا الظالمة، وذهابه الى أرحم الراحمين”.
أضاف والد أحمد: “صعقت بخبر استشهاده، كانت صدمة كبيرة لي ولأمِّه التي كسرت جناحيها بفقدان الحنون والبار أحمد، لكني أشعر بالفرح لأنه طلبها فنالها، إلا أنَّ الفراق صعب وخاصَّة أحمد الذي كان ساعدي في المنزل”.
“محمد العباس” أحد أصدقائه المقرَّبين لفرش اونلاين: “كان أحمد من الرِّجال الأشدَّاء والصَّبورين وكان يشعر بالرضى من أي شيء بسيط، خضنا العديد من المعارك معاً لم أرى أحد مثله أبداً كان دائماً يقول أتمنى الشهادة لكني أحب أن أرى النصر”.
أحمد وليد الهزاع اسمٌ سيتردَّد صداه على مرِّ الأزمان، خلدته صفاته النادرة وأكَّدته دمائه التي روت تراب أرض أبى إلَّا أن يراها طاهرة من رجس نظام أقلَّ ما يقال عنه ظالم، هو واحد من بين كوكبة شهداء الثَّورة المباركة، لم يكن رقماً يسجَّل على اللائحة الَّتي لم ينتهي التسجيل عليها حتَّى يومنا هذا، وإنما جسراً لعبور الأجيال وصرحاً شامخاً يرمز للعزِّ الإباء.