عامر العمور شهيد ينير ظلمة الكهف
الشهيد عامر العمور من مواليد عام ١٩٩٣ في مدينة كفرنبل، وهو أخٌ لخمسة فتيات وتسع شبان، درس الابتدائية في مدينة كفرنبل وأكمل دراسته حتى الثالث الثانوي، كان شاباً يحب الحياة وبعد أخذه الشهادة الثانوية أكمل دراسته حتى السنة الثانية في كلية الآداب، كان شاباً مثابراً يعيش بين اصدقائه ولا يتدخل في شؤون الآخرين، كان يشعر من حوله أنه غني عن العالمين وسند للجميع.
ومع اندلاع الثورة السورية في وجه الطاغية بشار الأسد، ترك الشهيد عامر العمور دراسته وحلمه أن يكون محامياً للدفاع عن الظلم في محافظة إدلب ليلتحق بالثورة الكريمة في عام ٢٠١٣ ضد قوات نظام الأسد، ليصبح هذا الشاب فيما بعد قدوة للكثير من ابناء مدينته في الالتحاق في صفوف الثورة السلمية، وبعد تطور الأحداث للثورة السورية وبدأ قوات نظام الأسد بالقتل والاعتقالات، قام الثوار بتشكيل الجيش الحر الأمر الذي جعل الشهيد يلتحق به، فقد انضم العمور إلى كتيبة “فرسان الحق” وهي الكتيبة الأولى في مدينة كفرنبل للتصدي لقوات نظام الأسد، شارك العمور في العديد من المعارك في مدن ادلب وحماة وحلب وريفها وفي إحدى المعارك في ريف حماة الشمالي، طالته يد الغدر بصاروخ ارتجاجي أردته شهيداً جميلاً هو وأصحابه ال٢٢ في معارك الشرف والعز في وجه طغاة القهر والخيانة.
“أشرف العمور” أخ الشهيد يقول في حديث خاص لفرش اونلاين: “عامر هو أخي الكبير وقدوتي في الحياة، علمني الوقوف في وجه الظلم، وكان رفيقا وأخاً وأباً، وكان بالنسبة لي أحب اخوتي على قلبي، كان وجوده يجعلني أنني لست بحاجة لأحد، كان شمعةً مضيئةً، وكان ضحوكاً يحبني أنا وأمي حباً جما، ولم يعرف طعماً للنوم إن لم يرنا بخير”.
يتابع أخ الشهيد في حديثه لفرش أونلاين ويقول : “كان يذهب بكثرة إلى المعارك ولم يصغي الينا عندما نمنعه، وكنت دائماً أقول له أن نهاية هذا الطريق يا أخي الاستشهاد، وأن لديك أحبة سيحزنون على فراقك، فكانت إجابته دائماً من أجل ذلك يا أخي سأجاهد وأستشهد في سبيل الله، وأدخل جميع من يحبونني الجنة بأذن الله، وفي أحد الأيام أتى ذلك الخبر المشؤوم كالصاعقة أن أخي وقرة عيني عامر قد استشهد في معارك العز والشرف ضد قوات الاسد في ريف حماة الشمالي في كهف سمي بكهف الموت، ومنذ ذلك اليوم أدعو الله أن يساعد كل من فقد قريب لديه في هذه الثورة لأني شعرت ألمهم ومعاناتهم”.
ولاتزال ثورتنا الكريمة تقدم المزيد من الشهداء والابطال الذين ستخلد ذكراهم ما دمنا أحياء، وعامر هذا البطل هو من الأشخاص الذين سارعوا بترك الدنيا والهرب بسرعة نحو الجهاد في سبيل الله والوطن ليصعد سلم الشهادة مع رفقائه الشهداء.
إعداد: حمزة العمور