الشهيد الطفل عمر الجعار
ولد الشهيد الطفل عمر أنس الجعار في الأول من كانون الثاني/ يناير من العام 2013، ويعتبر الولد الأصغر في عائلته.
لم يعرف معنى الحياة ولم تشفع له نعومة أنامله من حقد دفين وأعمى من قبل نظام الأسد الذي يعتبر كل من يسكن في المناطق المحررة “إرهابياً” يجب التخلص منه
كان عمر بمثابة بهجة لمنزله، فهو الطفل الأصغر لوالديه وكان يدخل الفرح والسرور إلى قلبهما، كان جميع أفراد العائلة يحبه فلطالما كانت ضحكته وحركاته وتصرفاته مصدر السرور لهم.
لم تكن حياته طويلةً بل كانت أربعة سنوات لا غير، في تاريخ الرابع من ديسمبر من العام 2016، سلبت إحدى الطائرات الحربية طفولته كما وسلبت حياته التي لم تتجاوز الأربعة سنوات.
تروي جدة عمر عما حصل يوم استشهاده “في ذلك اليوم خرج مع والده إلى الدكان الذي يعمل فيه والده من أجل كسب لقمة العيش الحلال، وبعد ما يقارب الساعة سمع دوي انفجار كبير وسط مدينة كفرنبل كان ذلك الانفجار ناجما عن غارة جوية من قبل طائرات العدوان الروسي على سوق المدينة، بعد عدة قائق كانت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان الذي يعمل فيه أنس والد عمر، هرع أخوه الأصغر وتوجه للمنطقة وبعد ما يقارب النصف ساعة أتى الخبر الصادم، خبر استشهاد عمر وأبيه”.
في الرابع من ديسمبر من عام 2016، اختلطت دماء الأبرياء بأقواتهم وأرزاقهم، لم تفرق تلك الطائرة بين الكبير والصغير لم تفرق بين أحد فجميع من كان في مكان الاستهداف أما شهيدٌ أو جريح.
في ذلك اليوم غابت الضحكة والفرحة عن بيت عائلة عمر، غابت البهجة برحيله فلطالما كان من يدخل السرور إلى قلوب عائلته وجدته وأعمامه في المنزل.
يقول محمد الجعار عم الشهيد لفرش أونلاين: “إن عمر كان كل شيء لنا، كان الطفل المدلل والمحبوب، كان حركاته وتصرفاته الطفولية أجمل ما فيه، كان فلذة كبدي، كنت العب معه وأداعبه، وعندما كان يبتسم في وجهي كانت أسعد لحظات حياتي، خبر استشهاده مع شقيقي أنس كان صادماً بشكل كبير، لكن قدر الله وما شاء فعل”.
لم يتعدى عمر الشهيد عمر الجعار أربعة سنوات إلا أن نعومة أظفاره لم تشفع له من حقد وإرهاب طائرات الأسد ليرتقي شهيداً وتصعد روحه إلى ربه عز وجل.
إعداد: حمزة العبد الله