“تأمين مياه الشرب” مشاريع ذات طابع إنساني ومهم في الشمال السوري
تعد المياه من أهم أسباب الحياة، ومع قدوم فصل الصيف يزداد الطلب على المياه في مخيمات النزوح شمالي سوريا، لذا تعتبر مشاريع المياه من أهم المشاريع التي تركز عليها المنظمات في المناطق المحررة.
وقام مراسلو راديو فرش باستطلاع للرأي، حول شح المياه وكيف هو دور المنظمات في تأمين المياه، يقول بعض الأهالي: “إن دور المنظمات ضعيف في تقديم المياه للنازحين وسكان المنطقة على حد سواء حيث يشتري القاطنين المياه بمبالغ مالية مرتفعة (كل ألف ليتر 40 ليرة تركي)، حيث لا تكفي هذه الكمية العائلة لمدة 12 ساعة”، مشددين على ضرورة حفر آبار مياه جديدة وتشغيل آبار بحاجة لكهرباء وتوزيع الخزانات على نازحي المخيمات.
ويضيف البعض الآخر أن المنظمات تعمل بشكل منظم وجيد في توزيع المياه على بعض المخيمات في الشمال السوري، بما يلبي الحاجة اليومية للنازحين، لافتين إلى ضرورة زيادة عدد مخصصات الفرد اليومية في فصل الصيف ومحاولة تأمين المياه والخبز بشكل أساسي.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، قال مدير منطقة إدلب في منظمة “IYD”، الأستاذ باسل ديري: “IYD هي منظمة تركية غير حكومية وغير ربحية، تعمل في المجالات والقطاعات الإنسانية، بدأت أعمالها في سوريا أواخر عام 2013، وتركز على قطاعات المياه والصحة والمأوى بجميع أشكاله (منازل طوب-وخيام-وترميم منازل)، إضافةً لقطاع الأمن الغذائي، وسُبل العيش بكل مجالاته (ثروة حيوانية-وزراعة-وتدريبات مهنية)، قطاع الحماية”.
وأضاف ديري، أن الماء هو أساس الحياة، ونقصه يعتبر كارثة إنسانية ويتم التركيز في معظم المنظمات على تأمينهِ للأهالي، حيث تعتبر هذه المشاريع من أكثر المشاريع التي تتلقى دعماً في هذه الآونة، مشيراً “أنه من المشاريع التي تقدمها المنظمات في الشمال السوري، ترميم الشبكات في المناطق السكنية لبعض المناطق، وتأمين مياه إلى المناطق التي لا تملك شبكات مياه كالمخيمات، حيث يتم توصيل المياه إلى تلك المخيمات عن طريق الصهاريج (سيارة نقالة بخزان مياه كبير)”.
وأوضح “أن منظمة IYD منتشرة في شمالي غربي سوريا بشكل كامل، والمشاريع المقدمة في هذه المنطقة لها شقين، الشق الأول هو التركيز على المدن والبلدات في تأمين المياه، عن طريق دعم محطات المياه من وإعادة تأهيلها وتشغيلها من جديد بعد تخريبها من القصف العشوائي، وتوسيع شبكات المياه بسبب الكثافة السكانية في المنطقة، والشق الثاني تأمين إيصال المياه لمخيمات النازحين، والبدء بمشاريع مستدامة لضمان وصول المياه إليها، عن طريق تأهيل الآبار والقيام بمحطة مياه كاملة، بحيث نجد حل مستدام لهذه المخيمات، والاعتماد على الطاقة الشمسية بشكل أساسي”.
وأكد أن حفر آبار جديدة في بعض المناطق النائية في الشمال السوري، بحاجة لدراسة بشكل مفصل، وأن حفر بئر في بعض المخيمات بحاجة لتكلفة كبيرة بالمقارنة مع حجم الإفادة التي يمكن أن تقدمها مثل هذه المشاريع مقارنة مع تأهيل الآبار المعطلة.
وفي الحديث عن إيجابيات وسلبيات، مشاريع المياه في مخيمات النزوح، يقول ديري: “إن هناك العديد من الإيجابيات في تقديم مياه الشرب، أما بالنسبة للسلبيات فهناك حالات تذمر من البعض نتيجة قلة مخصصات الفرد والتي قدرها حوالي 35 ليتر يومياً، وهي مخصصات لحالة الطوارئ وليس للحالات الطبيعية (70 ليتر)”.
وأردف “أنه يجب زيادة ساعات ضخ المياه إلى الشبكات المائية والقيام بإحصاءات جديدة نظراً لكثافة السكان وزيادة عددهم في المنطقة، والبحث عن استدامة للطاقة الكهربائية عن طريق مولدات الديزل، والطاقة الشمسية بشكل رئيسي”.
واختتم ديري قائلاً: “يتم التنسيق والتعاون بين المنظمات العاملة في شمالي غربي سوريا، لتلبية الحاجة بشكل أسرع وأفضل، كما نخدم العديد من المناطق في إدلب وإنشاء العديد من المحطات المائية الجديدة، كما نخدم عشرات الآلاف من سكان المخيمات”، داعياً الأهالي في المناطق المحررة لتوفير المياه بشكل جيد وعدم هدر المياه لضرورة وصولها بشكل أفضل حيث تعتبر الفائدة جماعية في هذا الصدد.
وتتفاقم مشكلة مياه الشرب بشكل يومي في المناطق المحررة، وتسبب أزمة كبيرة للأهالي لاسيما بعد توقف ضخها من المحطة الرئيسية وسط ارتفاع أسعار تعبئة المياه من الصهاريج، كما تشهد مناطق عدة في ريف حلب ارتفاعاً كبيراً في أسعار المياه بحكم أن أغلب المناطق تعتمد على التعبئة من الصهاريج الجوالة.
ويعاني النازحين ضمن المخيمات ظروفاً إنسانية سيئة حيث لا تقتصر معاناتهم على المياه وارتفاع الحرارة فقط، وإنما هناك خيام مهترئة بحاجة لاستبدال بالإضافة إلى قلة المساعدات الإنسانية.
إعداد: حمزة العمور