باعتباره قوت يومهم.. حالة استياء سكانية بسبب انخفاض وزن ربطة الخبز في إدلب
تستمر أزمة السكان في محافظة إدلب، مع انخفاض مستمر لوزن ربطة الخبز، حيث وصل عدد الربطة الواحدة إلى خمسة أرغفة بوزن 450 غرام، تزامناً مع حالة استياء شعبية واسعة في المنطقة، تجاه حكومة الإنقاذ المعنية بإدارة محافظة إدلب.
وتطول حكومة الإنقاذ انتقادات ومطالب شعبية بضرورة التدخل الفوري ودعم الخبز باعتباره قوتهم اليومي، والتوقف عن تخفيض وزن الربطة.
وأثار تخفيض وزن ربطة “الخبز استفزاز الأهالي وغضبهم في محافظة إدلب، تزامناً مع موجة غلاء عامة ضربت المنطقة، بسبب تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأميركي.
وأكد الأهالي أن مادة الخبز هي مادة أساسية وأصبح انخفاض وزنها مستمراً، الأمر الذي يزيد معاناتهم بشكل كبير، متخوفين من “انخفاض آخر لوزن ربطة الخبز وهو ما قد يؤثر بشكل سلبي على المجتمع ككل”.
ويقول أحمد (مواطن): “قد نستطيع الاستغناء عن بعض المواد الغذائية إذا ارتفع سعرها، ولكن الخبز هو مادة أساسية بالنسبة لي وللأهالي في المناطق المحررة، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل، كما أننا نتعرض لضغوطات مادية بسبب قلة الدخل وقلة فرص العمل وغلاء الأسعار”.
وأضاف أحمد: “أنه على الجهات المعنية، دعم مادة الخبز بشكل دائم، وتعويض الأهالي عن انخفاض وزن الربطة الواحدة بمجالات أخرى، كتأمين فرص عمل وتقديم المعونات لمساعدة الأسر في تحمل عبء غلاء الأسعار”.
وفي هذا الصدد، يقول المدير العام للتجارة والتموين في حكومة الإنقاذ، خالد الخضر، لفرش أونلاين: “إن الانخفاض الحاصل في وزن ربطة الخبز، هو نتيجة انهيار سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، الأمر الذي أدى لارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في تكلفة إنتاج رغيف الخبز”.
وأضاف “الخضر”: “أن مادة الدقيق هي أهم مادة في إنتاج الخبز، حيث ارتفع سعره بشكل كبير مؤخراً ما أسفر عن انخفاض وزن ربطة الخبز”.
وعن طرق الاستجابة لإيقاف استمرار انخفاض وزن ربطة الخبز، أكد “الخضر” أن مديرية الأفران تقوم بتسليم مادة المازوت للأفران العاملة في المناطق المحررة بشكل دوري بسعر الكلفة.
وأوضح، أن المنظمات الإنسانية أيضاً تقوم بالتنسيق الكامل مع بعض الوزارات المعنية بهذا الأمر، لدعم الأفران وتقديم سعر الخبز للعديد من العوائل المحتاجة في الشمال السوري المحرر، لتسليمهم الخبز بشكل مجاني، بإشراف مباشر من قبل مناديب وأجهزة رقابة.
ويعتبر الخبز المدعوم من قبل المنظمات العاملة في إدلب، ملاذاً وحيداً للسكّان مع ارتفاع سعر “الخبز الحرّ”، إلا أنه تأثر أيضاً بشكل طفيف خلال الأزمة الأخيرة، ويغطّي الخبز المدعوم نحو 40% من سكّان منطقة إدلب، عبر أفران الخبز المنتشرة في القرى والبلدات، بحسب أرقام رسمية.
ويشمل دعم المنظمات لمادة “الخبز المدعوم” نسبة 50 بالمئة من الطحين والخميرة، من دون أن يشمل أجور عمّال وصيانة ومحروقات، حسب منظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري.
ويعيش مئات الآلاف من السوريين في مخيمات النزوح، مفتقرين لأدنى مستويات المعيشة، حيث ينعكس غلاء أسعار المواد الغذائية الأولية وانهيار الاقتصاد في الشمال السوري عليهم سلباً ويزيد من معاناتهم في ظل ارتفاع معدلات البطالة ونقص فرص العمل وتدني أجور العمال.
إعداد: حمزة العمور