مولدات الأمبير بديل أساسي للكهرباء النِّظامية.. ارتفاع الأسعار وقلة في ساعات التوصيل
مولدات الطاقة الكهربائية إحدى وسائل تأمين التَّيَّار الكهربائي في غالبيَّة مناطق الشمال السوري المحرر بعد أزمة انقطاع التيار الكهربائي والتي تشهدها البلاد منذ سنوات، وانتشرت المولِّدات في محافظة إدلب لتأمين الكهرباء للمنازل والمستشفيات وغيرها رغم الأضرار التي تُخلِّفها على البيئة.
وتعتبر مشكلة انقطاع الكهرباء أحد أبرز المشاكل التي ظهرت وشغلت المجتمع السُّوري مع اندلاع ثورة الحرِّيَّة والكرامة في سوريا، بسبب الدَّمار الَّذي لحق بشبكة الكهرباء في البلاد نتيجة الحرب الدَّائرة بين النِّظام والمعارضة منذ سنوات وتحكم النظام بمحطات التشغيل وقطعها عمداً في بعض الأحيان عن المناطق الخارجة عن سيطرته عن الشَّمال السوري.
مدينة كفرنبل إحدى مدن محافظة إدلب الأكثر تضرُّراً من أزمة الكهرباء، حيث انقطعت عنها الكهرباء منذ ما يقارب الـ4 أعوام وبعد انقطاع الكهرباء عن المدينة كانت مولِّدات الأمبيرات البديل الرئيسي للأهالي الذي يغنيهم عن كهرباء النظام والتي تزود بها المدينة من محطة البارة الحراريَّة، حيث انتشرت المولِّدات في معظم أحيائها وتُستخدم المولِّدات لإنارة المنازل بالإضافة إلى المحال التِّجارية والمخابز والمستشفيات والمعامل والمصانع، وتمد المدينة بالكهرباء وبذلك تم الاستغناء عن التيار الكهربائي.
ألية عمل المولدات.
يوجد مولِّدات كهربائية في جميع أحياء المدينة ويتم مد شبكة كهربائيَّة (أسلاك، قواطع وفيوزات) بحيث يتم تخصيص كمِّيَّة الكهرباء لكل منزل من خلال القواطع، ويسجل الأهالي اشتراك لدى أصحاب المولِّدات بحسب حاجة كل منزل من الكهرباء.
وتتراوح نسبة اشتراك المنزل حسب الحاجة وكميَّة الأدوات الكهربائية المراد تشغيلها وتتراوح بين 2و4 أمبير من الكهرباء، وتعمل المولدات الكهربائية على مادة المازوت التي يقوم صاحب المولدة بتأمينها.
ساعات توصيل الكهرباء وسعر الامبير
ألية عمل المولدات تثير الاستياء لدى أهالي المدينة لأنَّ أصحاب المولِّدات لا يلتزمون بساعات محدَّدة لتوصيل التيَّار الكهربائي وكذلك سعر الأمبير، حيث يتم توصيل الكهرباء في بعض أحياء المدينة من الساعة 18:00 وحتَّى 21:00 وفي أحياء أخرى تشهد تستمر حتى 22:00 كما أن الاختلاف في سعر الأمبير يثير استياء الأهالي حيث يبدأ سعر الاشتراك للأمبير الواحد من 2000 ليرة سورية ويصل في بعض الأحيان إلى 2500ليرة سورية.
المواطن “أحمد العبد لله” لفرش أونلاين: “المولدة تعمل في الحي من الساعة 18:00 إلى 21:00 فقط وندفع في أخر الشهر 4000 ألاف ليرة على 2 أمبير، ساعات التشغيل غير كافية أبداً في السَّابق وقبل انخفاض سعر المازوت، كانت نفس الأسعار ونفس ساعات التَّشغيل، أما اليوم فالمازوت رخيص ولا يوجد أي تغيير على واقع الكهرباء في المدينة هذا الاختلاف في سعر الأمبير وساعات التشغيل يثير استياء الأهالي ويطالبون بتحديد سعر محدد وزيادة ساعات التوصيل بعد الانخفاض في أسعار المواد المستعملة في تشغيلها”.
أحد أصحاب المولدات في مدينة كفرنبل لفرش أون لاين: “أقوم بتوصيل الكهرباء لعدد كبير من المنازل في المدينة وفي الحي الذي أعيش به وأقوم بتشغيل المولِّدة من السَّاعة السَّادسة حتَّى السَّاعة التَّاسعة وعلى سعر 2000 ليرة سورية للأمبير وفي حال زيادة ساعات التوصيل سأقوم برفع سعر الأمبير وهذا ما لا يقبله الأهالي، وعندما تتخرَّب المولِّدة أقوم بإصلاحها على حسابي وأزوِّد ساعات التَّشغيل للتعويض عن النَّقص في السَّاعات أثناء فترة انقطاع الكهرباء”.
مع الانخفاض الملحوظ في سعر المازوت في الأسواق لم يطرأ أي تغير على واقع الكهرباء في المدينة فساعات التَّوصيل بقيت كما، هي وسعر الأمبير بقي هو الأخر على ما هو عليه مما أثار السخط لدى الأهالي على أصحاب المولدات وطالبوا الجهات المعنية بالموضوع بتدارك الأمر.
تنتشر في مدينة كفرنبل العشرات من المولِّدات التي تولِّد الطَّاقة الكهربائيَّة وتخلف مع الأدخنة التي تخرج منها مادة ثنائي أوكسيد الكربون ومادة الرصاص التي تؤثر بشكل مباشر على البيئة.