نقص المياه يفاقم معاناة نازحي مخيم “الركبان” وسط ظروف إنسانية صعبة
تتفاقم معاناة قاطني مخيم “الركبان” القريب من الحدود الأردنية، جراء نقص وشح كميات المياه النظيفة، بالتزامن مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، ما انعكس سلباً على آلاف النازحين الذين يرزحون تحت وطأة معاناة إنسانية صعبة هي “الأشد” منذ سنوات.
وتتزايد مخاوف النازحين من انتشار الأمراض والأوبئة بشكل كبير في حال استمرار تخفيض الجانب الأردني لكميات المياه المخصصة للسكان، في وقت يخلو المخيم من المراكز الطبية المخدمة للتعامل مع الحالات المرضية، وهو ما يضاعف معاناتهم أضعافاً وأضعاف.
الأردن يخفض كميات المياه المخصصة لنازحي المخيم
خفضت الحكومة الأردنية منذ قرابة الثلاثة أشهر، كميات المياه النظيفة المخصصة لقاطني المخيم في الثلث المدعوم من قبل منظمة “اليونيسيف” التابعة للأمم المتحدة، وفق ما أوضحه رئيس المجلس المحلي للمخيم، أحمد درباس، خلال حديثٍ لفرش.
وأكد “درباس”، أن المعاناة الإنسانية ازدادت عقب ذلك التخفيض بالتزامن مع موجة الحر التي تضرب المخيم منذ أسابيع، مشيراً، أن المخيم يقع في منطقة صحراوية جافة، الأمر الذي يصعب على قاطنيه تأمين المياه النظيفة.
من جانبه، قال رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية السورية، ماهر العلي، لفرش: “إن كميات المياه المخصصة للمخيم تقلصت بشكل كبير عقب التخفيض الحاصل من قبل الجانب الأردني، الذي تذرع بأن التقليص يعود إلى انخفاض أعداد النازحين إلى 3500 نازح”.
وأوضح “العلي”، أن نظام الأسد رفض مطلباً أردنياً بتزويد المخيم بالمياه النظيفة، مؤكداً، أن الأول لا يهتم لما يعانيه سكان المخيم من ظروف إنسانية، فهو من يحاصرهم ويمنع عنهم كافة المساعدات الإنسانية، في مسعى منه لإعادتهم إلى مناطق سيطرته، لذلك يصر على منع دخول المساعدات، وهو ما اعتبره “العلي” عقاباً جماعياً لنازحي المخيم.
ضعف عمليات الاستجابة الإنسانية لقاطني المخيم جراء غياب المنظمات
تسبب غياب المنظمات الإنسانية بتراجع عمليات الاستجابة الإنسانية عن سكان المخيم، وسط ظروف إنسانية متردية في ظل الحصار المستمر من نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية على المخيم منذ سنوات.
ويفتقر المخيم إلى وجود مراكز طبية مدعومة من قبل الهيئات الإنسانية، ما ينعكس سلبياً على حياة قاطنيه من المرضى وأصحاب الأمراض المزمنة، في وقت تتزايد المخاطر من انتشار الأمراض جراء شح المياه وانتشار أنواعٍ كثيرة من الحشرات والأفاعي والعقارب.
المخيم بدون مساعدات إنسانية منذ عام 2019
توقف دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى مخيم “الركبان” منذ عام 2019، حيث دخلت وقتها أخر قافلة إغاثية، ومن ذلك الحين لم تدخل أي قافلة جديدة، في ظل ظروف قاسية تعصف بالنازحين جراء الحصار المطبق من قبل نظام الأسد، بحسب ما أكده “العلي”.
ولم تفلح كافة الجهود الدولية المبذولة منذ وقتها لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيم، في ظل معارضة كبيرة من قبل حكومة نظام الأسد التي تصر على معاقبة قاطنيه.
إدانات واسعة لما يعيشه نازحوا “الركبان” من معاناة إنسانية متفاقمة
أكد المجلس الإسلامي السوري في بيان أصدره أمسٍ الأربعاء، أن الوضع الإنساني المتردي في مخيم “الركبان” يمثل صورةً صارخة من الاعتداء على حقوق المهجرين الأساسية، مشيراً، أن المهجرون لا يحصلون على أدنى مقومات الحياة، فهم منذ سنوات يعانون من شح المساعدات الغذائية والطبية.
وحمل المجلس مسؤولية ما وصلت إليه أوضاع النازحين في المخيم إلى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية، موضحاً، أن عدم وصول المساعدات إلى محتاجيها يؤدي إلى تجويعهم، في وقت تصل تلك المساعدات إلى نظام الأسد الذي يرفض إرسالها إلى المخيم.
فيما، نددت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالمحاولات الرامية إلى التضييق على نازحي المخيم من أجل دفعهم للخروج إلى مناطق سيطرة نظام الأسد، وناشدت منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للعمل والتحرك السريع لإدخال المياه وتوفيرها لقاطني المخيم.
وأكدت الشبكة، أنها رصدت خروج عدد من العائلات من المخيم نتيجةً لتردي الأوضاع الإنسانية، إلى مناطق سيطرة الأخير خلال السنوات الأخيرة، مشيرةً، أنها وثقت تعرض الكثير من العائلات إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية له.
وأطلق ناشطون سوريون ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة إعلامية تحت وسم “أنقذوا مخيم الركيان”، بهدف حث المنظمات والهيئات الإنسانية والدولية للتدخل العاجل لإنقاذ حياة ما يقرب من 10 آلاف شخص يعيشون في المخيم في ظل نقص كميات المياه وشح المساعدات الإنسانية.
إعداد: محمد الجعار