أزمة مياه خانقة في مخيمات “خير الشام” و “الضياء” شمالي إدلب
تستمر معاناة قاطني مخيم “خير الشام” وتجمع مخيمات “الضياء 3” في بلدة كللي شمالي إدلب، جراء أزمة المياه، تزامناً مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة، ما انعكس سلباً على أكثر من 1500 نازح ومهجر يعيشون أوضاع إنسانية قاسية.
وبدأت أزمة المياه في تجمع مخيمات “الضياء 3” منذ قرابة الأسبوعين، عقب توقف مشاريع المياه التي تعمل عليها بعض المنظمات الإنسانية التي تزود المخيم بالمخصصات، بحسب ما أوضحه، إسماعيل المصري، مدير المخيم لفرش.
وتسببت أزمة المياه بحرمان المدنيين في التجمع من تأمين المياه النظيفة، وهو ما دفع غالبيتهم إلى شرائها من أصحاب الصهاريج التجارية الذين يبيعونها بأسعار تفوق قدرة العائلات المادية نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية في مناطق شمال غربي سوريا.
وقال محمد الحميد (أحد قاطني المخيم) لفرش: “اضطررت إلى شراء المياه بأسعار غالية عقب توقف المنظمات الإنسانية عن تأمينها لنا بشكل مجاني”.
ويشتري المهجرون صهاريج المياه التجارية لتعبئة خزانتهم سعة خمسة براميل بقيمة 15 ليرة تركية، لكن تلك الكميات لا تكفيهم إلا أياماً معدودة نظراً للأجواء الصيفية الحارة وزيادة استهلاكهم لها لا سيما في أعمال الطبخ والتنظيف، وفقاً لما أوضحه “الحميد”.
ولفت “الحميد”، أن معظم من يعيشون في المخيم يعانون من أوضاع مادية صعبة، وازدادت معانتهم عقب أزمة المياه الحالية، مشيراً، أنهم يعتمدون على ما تقدمهم المنظمات الإنسانية من مساعدات وبعض المشاريع التنموية في المخيم.
وناشد “الحميد”، المنظمات الإنسانية إلى إعادة دعم مشاريع المياه والاصحاح في المخيم، تفادياً لوقوع أزمة إنسانية وظهور العديد من الأمراض الوبائية.
من جانبه، قال “المصري” مدير تجمع المخيمات، أن أزمة المياه المتواصلة منذ أكثر من أسبوعين، فاقمت معاناة المدنيين لا سيما في ظل موجات الحر وارتفاع سعر المياه من الآبار الجوفية، مشيراً، أنه منذ توقف المنظمات والأهالي يشترون المياه، الأمر الذي يثقل كالهم نتيجةً لارتفاع معدلات الفقر وعجز غالبيتهم عن تأمين مصدر دخل بسبب عدم وجود فرص عمل.
وأكد “المصري”، أن ما يزيد المعاناة، هو توقف تقديم المنظمات الإنسانية للمساعدات، حيث أنه منذ قرابة الأربعة أشهر لم يتلقى الأهالي أي مساعدات.
بدورهم قاطنوا مخيم “خير الشام” يعانون من أزمة مماثلة لما يشهده تجمع مخيمات “الضياء”، حيث توقفت خدمات المياه عنهم منذ حوالي الشهر تقريباً، بحسب ما أوضحه مدير المخيم، حمدو القدور، لفرش.
وقال “القدور”، أن إدارة المخيم لا تستطيع تأمين مخصصات المياه لكافة الأهالي نتيجةً لوجود أعداد كبيرة منهم، فتلك المخصصات تحتاج إلى دعم كبير من قبل المنظمات الإنسانية.
وأضاف، أنهم عملوا على تأمين بعض المخصصات لفئات الأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة، لكن لفترة زمنية قصيرة بسبب العجز المالي، مشيراً، أنهم تواصلوا مع بعض الجمعيات الخيرية والفرق التطوعية وأهل الخير لتأمينها.
من جانبه، أكد فريق منسقو استجابة سوريا في وقت سابق، أن قرابة الـ 590 مخيماً في مناطق شمال غربي سوريا، يعاني من انعدام كبير في كميات المياه النظيفة لا سيما مع الموجة الحارة التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع، ما انعكس سلبياً على قاطنيها في ظل الأوضاع الإنسانية المتردية نتيجةً للضعف الكبير في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات.
وطالب الفريق، المنظمات الإنسانية إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية تجاه النازحين والمهجرين في مخيمات النزوح التي يقطنها أكثر من مليون ونصف مدني في مواجهة درجات الحرارة، وذلك من خلال دعم المشاريع التي تسهل عليهم تأمين متطلباتهم من المياه.
إعداد: محمد الجعار