تقارير

أزمات عديدة تفاقم المعاناة الإنسانية لقاطني مخيم “الضياء” شمالي إدلب

يعاني قاطنو مخيم “الضياء” للمهجرين والنازحين في بلدة كللي شمالي إدلب، من مشاكل عديدة أبرزها، انتشار الزواحف والحشرات، وازدياد الحالات المرضية، نتيجةً لارتفاع درجات الحرارة.

ويفتقر المخيم إلى وجود المراكز الصحية والطبية، ما يدفع بقاطنيه إلى قطع مسافات طويلة لإسعاف المرضى والمصابين بلدغات الحشرات أو ضربات الشمس، الأمر الذي يثقل كاهلهم ويزيد من الأعباء المادية عليهم في ظل الظروف الاقتصادية المتردية.

ما هي أسباب انتشار الأمراض الجلدية في مخيمات شمال غربي سوريا؟

تعزى أسباب ازدياد عدد المصابين بالأمراض الجلدية (اللشمانيا-الطفح الجلدي) وغيرها من الأمراض إلى ارتفاع درجات الحرارة وانتشار النفايات بشكل كبير، ووجود شبكات الصرف الصحي المكشوفة واستخدام المياه الغير نظيفة، والبيئة الصحية الرديئة، وفق ما جاء في بيان سابق لفريق “منسقو استجابة سوريا” الذي تحدث فيه عن انتشار الأمراض الجلدية في مخيمات شمال غربي سوريا.

وقال أحمد (أحد قاطني مخيم الضياء) لفرش، إن انتشار الحشرات والزواحف (كالعقارب والأفاعي) زاد من معاناتهم في ظل افتقار المخيم للنقاط الطبية وبُعدها، وهو ما يؤدي إلى مشاكل في نقل المرضى والمصابين.

وأضاف، أن المعاناة لا تقتصر على انتشار الحشرات، بل يضاف عليها نقص المياه وغلاء أسعارها في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مشيراً، أن قاطني المخيم يشترون كل (5 براميل بـ 15 ليرةً تركية).

وأوضح، أن العوازل الشمسية مهترئة وبحاجة للتبديل، ما يجعلها غير قادرة على منع حرارة الشمس من الدخول إلى الخيم.

وأكد أحمد، أن هناك العديد من الأمراض التي تصيب أهالي المخيم، بالإضافة إلى لدغات الافاعي والعقارب، التي تؤدي في بعض الحالات إلى الموت، مشيراً، أنهم يعانون من صعوبة في نقل المصابين بسبب بعد المشافي عن المخيم.

ويعاني قاطنوا المخيم من قلة في الدخل المادي، بسبب ضعف الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية التي تعنى بتقديم الدعم اللازم لسكان المخيمات في المناطق المحررة.

منظمة الدفاع المدني تعمل على تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية في المخيمات

تعمل النقاط الطبية النسائية في منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، على تخفيف معاناة سكان المخيمات من خلال القيام بجولات ميدانية للمخيمات العشوائية، تُقدم فيها يعض الخدمات الطبية والإسعافات الأولية، إضافةً لجلسات التوعية، إلا أن تلك الخدمات غالباً ما تكون محدودة بسبب الاحتياج الكبير للمخيمات.

وقالت المتطوعة في الدفاع المدني، إيمان الشيخ في حديث خاص لفرش: “قمنا بالعديد من الخدمات في التجمعات السكنية، ومنها خدمة الرعاية المنزلية لسكان المخيمات داخل خيامهم حسب حاجة قاطنيها”.

وأضافت “الشيخ”: نقوم بقياس علامات حيوية منها، السكر والضغط والحرارة، وتبديل ضمادات إن وجدت، ورعاية الحروق والجروح.

وتابعت أن هناك جانباً آخر تعمل عليه الفرق النسائية ضمن جولات المخيمات، وهو الجانب التوعوي حسب الظرف، منها: “التوعية من ضربات الشمس، والتوعية من لدغات الأفاعي والعقارب وكيفية إسعافها”.

بدوره حذر فريق “منسقو استجابة سوريا”، من انتشار الزواحف والحيوانات السامة في مخيمات الشمال السوري، مطالباً بحماية الأطفال وكبار السن من موجات الحر التي تضرب المنطقة، حيث إنهما الفئتان الأكثر تعرضاً للوفيات والاصابات.

ويعاني قاطنو مخيمات شمال غربي سوريا، البالغ عددها قرابة الـ 1500 مخيماً وفق إحصائيات سابقة لفريق “منسقو استجابة سوريا”، من مشاكل جمة في ظل الأجواء الحارة ونقص كميات المياه النظيفة وتراجع نسبة الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات الإنسانية، وهو ما ينعكس سلباً على قاطنيها في ظل ما تشهده المنطقة من غلاء المعيشية وانعدام فرص العمل.

إعداد: حمزة العمور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى