التعليم الجامعي شمال غربي سوريا ما بين أقساط مرتفعة وآمال معلقة
تعتبر الأقساط الجامعية في شمال غربي سوريا، واحدةً من أبرز المعضلات التي تواجه الطلاب المقبلين على الدراسة وأولئك الذين يتابعون تحصيلهم العلمي، حيث يضطر بعضهم إلى التوقف حتى دفع كافة الأقساط المترتبة عليه، وهو ما قد يحوّل بينهم وبين إتمام العملية الامتحانية.
وقال يوسف السويد وهو أحد الطلاب في جامعة “شام” بريف حلب لفرش: “ارتفع القسط الجامعي هذا العام، بقرار من الحكومة المؤقتة، مما وضعني في موقف صعب وأتخوف من عدم استطاعتي تغطية القسط بسبب وضعي المادي المتدني”.
وأضاف السويد: “زاد قسطي الجامعي هذا العام بمبلغ 35 دولار أمريكي دون تبرير من إدارة الجامعة، وطولبنا بدفع المبلغ كاملاً (225 دولار أمريكي)” مشيراً إلى عدم مراعاة وضع الأهالي المادي في الشمال السوري المحرر.
تأثير الأقساط الجامعية على الطلاب في الشمال السوري
أكد السويد، أن الأقساط الجامعية تؤثر على الطالب بشكل سلبي، حيث يرغب الطالب في بعض الأحيان إلى الدخول في أحد الأفرع لكن القسط الجامعي يختلف من جامعة لأخرى، حيث يكون مرتفعاً ما يجعل الطالب يمتنع عن التسجيل في هذه الجامعة ويضطر للذهاب إلى جامعة أخرى بعيدة عن مكان سكنه مما يسبب زيادة في نفقة أجر الطرقات.
وتابع السويد، “أن مهنة التعليم أصبحت متاجرة بالشعارات الفارغة والجوفاء”، مؤكداً، أن الخوف على مصلحة الطالب يكون بالتسهيلات لا بزيادة القسط الجامعي وعدم الاكتراث للطالب من سكن ولباس وأجور مواصلات.
المنح الدراسية في الشمال السوري وآراء الطلاب في هذا الصدد
الارتفاع في الأقساط شمل مختلف الكليات والمعاهد، الأمر الذي لاقى استياء الكثير من الطلاب وذويهم ما جعل حاجتهم ملحة بشكل لافت إلى المنح الدراسية التي تمنح للطلاب المتفوقين وأصحاب الدخل المحدود.
ولفت السويد إلى موضوع المنح الدراسية، قائلاً: “إن الجمعيات والمؤسسات والفرق والمنظمات التي تقوم بتقديم منح للطلاب ذوي الدخل المحدود والفقراء، تقوم بفتح التقدم للمنحة الدراسية بعد أن يغلق باب التسجيل” متسائلاً إلى أين تذهب هذه المنح إن لم تكن تذهب إلى الطلاب.
وفي هذا الشأن يؤكد الطالب أحمد الأخرس، أنه تواصل مع العديد من الجهات المعنية بتقديم المنح الدراسية للطلاب، لكن محاولاته باءت بالفشل في الحصول على منحة دراسية.
وأشار “الأخرس” أن الأقساط الجامعية وأجور السكن والمواصلات تسبب له مشاكل مادية ومعنوية، ويطالب الجهات العاملة في المنطقة بتأمين منحة دراسية للتخفيف من التكاليف التي يضعها في كل عام لإكمال تحصيله العلمي.
وتابع حديثه لفرش قائلاً: “إن المنح الدراسية مخصصة للأقساط الجامعية، ولكن شرطها الأوّل هو الحصول على معدل دراسي عالي، ولا تهتم لوضع الطالب المادي، حيث أن العديد من الطلاب تركوا تعليمهم بسبب الأقساط الجامعية وعدم قدرتهم على توفير المال الكافي لإكمال تحصيلهم العلمي”.
وتعمل جامعة إدلب على إجراء حسومات مختلفة للطلاب حسب استطاعة ذويهم، مع مراعاة عدد الاخوة في المنزل وأبناء الشهداء والمعتقلين والعاملين، بالإضافة لحسومات طبية.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول الدكتور مهدي الكل نائب رئيس جامعة إدلب، “إن الأقساط الجامعية تشكل عبئاً لدى كثير من الطلاب الفقراء ممن تتصف حالتهم المادية بالتدني، حيث يبلغ القسط السنوي في التعليم العام ما بين 150 و250 دولاراً أمريكياً”.
وأضاف “أن الأقساط في الكليات النظرية يبلغ 150 دولاراً أمريكياً، بينما في الكليات العملية والتطبيقية يبلغ 250 دولار أمريكي، أما بالنسبة لكليات الهندسة فيبلغ القسط الجامعي لها حوالي 200 دولار أمريكي سنوياً”.
وأوضح أنه بالنسبة للتعليم الموازي يتراوح القسط الجامعي للطالب ما بين 250 و600 دولار أمريكي سنوياً بالنسبة لكافة الاختصاصات” مشيراً أن جامعة إدلب حرصت على ألا تزيد الأقساط الجامعية، وعملت على تثبيتها خلال العامين الماضيين.
وعن سبب زيادة كلفة الأقساط الجامعية خلال الأعوام الفائتة، بين نائب رئيس جامعة إدلب أن ذلك يعود إلى ضرورة تغطية النفقات والتكاليف التي تغطيها الجامعة حيث يعتبر اعتماد الجامعة على الموارد الذاتية فقط والتي تتمثل بـ”رسوم الطلاب”.
وفيما يتعلق بعدم قدرة بعض الطلاب على دفع الرسوم والأقساط الجامعية والذي يشكل عائقا أمام إكمال دراستهم، أوضح “الكل” أن جامعة إدلب تسعى إلى دعم الطلاب لمساعدتهم والتخفيف عنهم في تأمين القسط، من خلال التواصل مع الجهات الداعمة والمانحة لتبني الطلاب المتأثرين مالياً والذين لا يستطيعون دفع الأقساط.
ولا تعتبر الأقساط الجامعية المشكلة الوحيدة التي تؤرق الطلاب في شمال غربي سوريا، بل يضاف عليها العديد من المشاكل الأخرى التي قد تحول بينهم وبين إنهاء دراستهم وتأسيس مستقبل ناجح، في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها المدنيين في المنطقة.
إعداد: حمزة العمور