بعد موجة من التذمر… البدء بمشروع لصيانة طريق “سرمدا-كفر دريان”
يستغرق الشاب أحمد وقتاً أطول من المعتاد للوصول إلى جامعته بسبب وعورة طريق “كفر دريان -سرمدا”، أما محمود فقد باء يستاء من المرور في هذه الطريق لما سببه من ضرر وتعطل لدراجته النارية.
حال هؤلاء الشباب كحال آلاف المواطنين القاطنين بريف إدلب الشمالي، ممن يتوجب عليهم سلك هذه الطريق بشكل يومي ليصلوا إلى مكان عملهم أو دراستهم أو حتى لقضاء حوائجهم.
التقت راديو فرش عددًا من المواطنين واستمعت إلى معاناتهم جراء المرور في هذه الطريق، يقول سعيد “غالبًا ما ألجأ إلى تغيير طريقي وتفادي المرور فيها لكثرة الحفر وتجمع مياه الأمطار في تلك الحفر”.
ويتابع سعيد “تعرضت أكثر من مرة لمشاكل أثناء مروري في هذه الطريق كانت إحداها أن انفجر أطار دراجتي النارية، ما جعلني ألجأ إلى تفادي المرور فيها مرة أخرى”.
يروي الطالب خالد لـ فرش معاناته مع الطريق قائلاً: “أدرس في جامعة حلب الحرة، أخرج من كفرتخاريم إلى اعزاز ونسلك طريق كفر دريان -سرمدا، الأمر الذي يضطرنا إلى الخروج في وقت مبكر وذلك بسبب وعورة الطريق”.
ويضيف خالد “مازلنا في سن الشباب ولكن سلك هذه الطريق تسبب لنا بعض الآلام الجسدية، فكيف بكبار السن والمرضى؟”.
ولعل المتضرر الأكبر من رداءة الطريق الواصل إلى مدنية سرمدا ممن يعملون في قيادة سيارات النقل العامة والخصوصية، إذ أن معاناتهم مضاعفة وذلك بسبب تكاليف الصيانة المرتفعة فالطريق كما يقولون يدفعهم إلى تصليح سياراتهم عدة مرات أسبوعياً مما يؤدي إلى خسارتهم في بعض الأحيان.
هذه الحال تنطبق على السائق بسام الذي يعمل على خط سلقين-سرمدا، حيث أنه يستغرق قرابة الساعتين لإيصال جميع ركابه إلى محطاتهم النهائية.
يقول بسام خلال حديث لفرش، إنه يظل متخوفاً في كل سفرة من عبور طريق بلدة “كفر دريان” الواصل إلى مدينة سرمدا وذلك جراء وعورتها الكبيرة وامتلائها بالحفر والأتربة.
ويضيف، أنه يستغرق وقتاً طويلة فحالة الطريق كارثية ويتوجب عليه الإبطاء في القيادة من أجل تخفيف الأضرار التي قد تلحق بسيارته مصدر دخله الرئيسي في ظل ما يعانيه من ظروفٍ معيشية صعبة وعدم قدرته عل تحمل أعباء الصيانة الباهظة جراء الأعطال المتكررة.
ويشير إلى أنه يلجأ إلى صيانة سيارته ثلاثة مرات كل أسبوع جراء الأعطال التي تلحق بها من رداءة الطريق.
وفي ختام حديثه، طالب عبر إذاعتنا الجهات الحكومية إلى النظر بجدية إلى مشاكل السائقين جراء عبور تلك الطريق يومياً، داعياً إياهم إلى الإسراع في صيانتها وتعبيدها فحجم الخسائر المالية التي تلحق بهم جراء الأعطال المتكررة لم يعودوا قادرين على تحملها.
وأثارت حالة الطريق السيئة موجةً من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عمد المواطنون المتضررون من الطريق إلى نشر صور ورسومات وعبارات ساخرة، وذلك لعدم مبالاة المعنيين لما آلت إليه حال الطريق، لتبدأ بعدها مؤسسة “بناء للتنمية” مشروعاً لصيانتها وتعبيدها، وذلك بحسب ما حدثنا عنه قائد مشاريع الطرق في المؤسسة المهندس، أحمد العبد الله، الذي قال، إن فرق الصيانة بدأت برصد حالة الطريق للبدء في عملية الصيانة والتعبيد.
وأضاف “العبد الله”، “إنه من المتوقع إنهاء مشروع صيانة الطريق خلال سبعة أيام من البدء في التنفيذ، بكلفة إجمالية تقدر بـ 30 ألف دولار لإصلاح الطريق”.
ويعبر آلاف المواطنين يومياً إلى مدينة سرمدا وبقية مدن وبلدات ريف إدلب الشمالي وبالعكس إلى ريفها الغربي من هذه الطريق، كونها الوحيدة التي تربط الريفين والتي باتت اليوم بأمس الحاجة إلى تدخل الجهات الحكومية لإعادة تأهيلها وتعبيدها.
إعداد: فريق التحرير