في يومها العالمي… المرأة السورية تقف شامخة رغم الحرب والتهجير
يكرم المجتمع المرأة في هذا اليوم من كل عام ويشجعها ويحثها لتعزيز دورها فيه، فالمرأة هي مدرسة كبيرة لا يمكن أن نوفيها حقها
أتسأل من هذا المنطلق عن كيفية تكريم المجتمع للمرأة السورية التي لازالت لليوم شامخةً غير منكسرة بالرغم من مصاعب الحياة وثقالها، أتسأل كيف لنا أن نكافئ تلك السيدة التي تعيش في منطقة جغرافية فرضت عليها حربٌ لا ترحم، حربٌ لا تزال قائمة سلبت منها أبسط حقوقها لكنها لا تزال تناضل في سبيل العيش وأي عيش في بلدٍ تعصف به أثقل كارثة إنسانية في العصر الحديث، إذ أشارت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير سابق، إلى أن 9774 امرأة ما زلن قيد الاعتقال والاختفاء القسري، ومنهن 8096 مغيبات في سجون ومعتقلات نظام الأسد.
لا يستطيع المجتمع أن يوفي المرأة السورية حقها، فإذا كانت مسيرة ورود جافة في الولايات المتحدة أصبحت يوماً عالمي للنساء، فآلاف المسيرات لا تفي السورية جزءً من أبسط حقوقها وكيف لا وهي من قدم وتقدم آلاف التضحيات ولا تزال.
لم يغب دور المرأة بالرغم مما تشهده البلاد من صراعٍ سلب الكثير من حقوقها فالكثير من النساء لهن دور هام في المجتمع، بل أن السورية أثبتت قوتها وصلابتها وعاندت المتغيرات للعب دورها الريادي، لا سيما قصص النجاح التي باتت تتغنى بها وتتحدى بها كل من يشكك بقدرتها على التغيير والنجاح.
لكن لا يمنع أن تكون العوامل السيئة قد أنهكت المرأة فما تحملته خلال الـ 12 عاماً الماضية لم يكن سهلاً فالحرب غيرت ملامح المدن فكيف بملامح الإنسان.
تقول الناشطة ميسون بيرقدار، إن الأعباء التي واجهتها المرأة السورية ليست سهلة ولا يمكن تجاوزها مالم يتم العمل المشترك من مختلف المكونات المجتمعية من أجل إعادة ثقتها بنفسها.
وعن واقعها في الشمال السوري، اعتبرت “بيرقدار”، أن المرأة تمكنت من لعبت دورها من خلال الكثير من المجالات فهي اليوم ناشطة ومنقذة ورائدة أعمال وسياسية وناقدة وباحثة.
من جانبها، أوضحت، الصحفية بثينة الخليل لفرش، أن تردي الأوضاع بمختلف مستوياتها في البلاد يضاعف دور المرأة لأسباب منها التفكك الأسري وانهيار الاقتصاد وارتفاع مستويات الفقر بشكل كبير.
تلك الأسباب وفقاً لـ “الخليل” تجعل الضغوطات تتراكم على المرأة خاصةً اللواتي تعرضن للعنف بنوعيها النفسي والجسدي ومن يعلن أسرهن سواءً بحضور الزوج أو غيابه، لكنها أشادت بقوة المرأة على تجاوز كل تلك الصعاب والبقاء صامدة.
وحول الحلول التي يجب وضعها بعين الاعتبار لتشجيع المزيد من النساء للمشاركة بفعالية في المجتمع، أوضحت “الخليل”، أن المطلوب من جميع الجهات المعنية توفير فرص العمل وعدم التميز بين النساء والرجال ونبذ الفكرة التي تقول بإن المرأة لا تستطيع العمل ودورها محصور في الأنشطة المنزلية.
بدورها ترى مديرة حالة حماية الطفل في إحدى منظمات المجتمع المدني، إيمان إسماعيل، أن النزوح والتنقل من منطقة لمنطقة خلال الحرب زاد من الضغوطات على المرأة لكنه لن يمنعها من لعب دورها في المجتمع، حيث أفرزت الظروف الإنسانية الصعبة آلاف المتطوعات في سبيل خدمة الآخرين بالرغم من كونهن متأثرات بشكل خاص بتلك الظروف إلى درجة ما، وهو ما يقود إلى صلابة المرأة السورية وتأقلمها مع البيئة المحيطة.
لطالما كان يوم المرأة العالمي من أهم الأحداث للنساء على مدى أعوام، والذي انبثق عن حراك عمالي ثم أصبح يوماً سنوياً اعترفت به الأمم المتحدة منذ عام 1908، عقب مسيرة ضمت أكثر من 15 ألف امرأة في نيويورك، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات.