الإنتاج الزراعي بسهل الروج بين مطرقة الدولار وسندان غياب الدعم
يشهد القطاع الزراعي في سهل الروج بريف إدلب الغربي تراجعاً كبيراً في انتاج العديد من المحاصيل الزراعية، في ظل الصعوبات والتحديات التي يواجهها المزارعون، والتي تلعب دوراً كبيراً في ضِعف تراجع انتاج بعض الأنواع من الخضراوات.
وناشد المزارعون في سهل الروج الجهات المسؤولة والفاعلة، لدعم القطاع الزراعي وزيادة الاهتمام به، ولاسيما مع الخسائر المتكررة التي يتكبدها الفلاحون بسبب التكاليف المرتفعة وضعف الانتاج.
الصعوبات التي تواجه المزارعين
وعن الصعوبات التي تواجه المزارعين يقول معاون وزير الزراعة المهندس أحمد الكوان في حديث لفرش أونلاين: ” تتمثل الصعوبات في قلة مشاريع الري وخروج العديد منها عن الخدمة وخاصة شبكة ري سهل الروج والتي تحتاج لصيانة كاملة وكذلك محطات الري التي تعرضت للقصف من قبل نظام الأسد”.
وتزداد الصعوبات في كل عام أمام المزارع لإنجاح العملية الزراعية نتيجة ارتفاع سعر المبيدات الحشرية والأسمدة والأيدي العاملة.
وتحدث أحد الفلاحين في سهل الروج لفرش أنلاين قائلاً:” نواجه صعوبات كبيرة في كل عام منها نقص المياه، حيث يضطر معظم المزارعين لشراء المياه لري أراضيهم، بالإضافة لارتفاع سعر الأسمدة والمبيدات الحشرية والبذور، وارتفاع سعر صرف الدولار وتراجع الليرة التركية وخاصة أن أغلب المحاصيل الصيفية تباع بالليرة التركية”.
وتابع: “كل هذه الصعوبات مع غياب الدعم الزراعي أدت لتدهور الإنتاج وتوقف العديد من الزراعات بسبب التكلفة العالية وعدم قدة المزارعين على تغطية الأرضي الزراعية، وندعو الجهات المسؤولة والمنظمات لدعم القطاع الزراعي لزيادة الإنتاج الزراعي”.
خطط ومشاريع تساعد المزارعين
وحول سؤاله عما إذا كان هناك خطط أو مشاريع لمساعدة المزارعين قال كوان: “نعمل على إعادة تأهيل وصيانة مشاريع الري ولكن بشكل جزئي بسبب كلفتها العالية حيث بات ملاحظ أثر مشاريع الري سواء في محطة (البالعة) أو مشاريع آبار الري في (عري) كان لها أثر على الإنتاج الزراعي”.
وأشار إلى أنه “يتم دراسة إقامة منظومة طاقة شمسية في محطة (البالعة) والتي يمكن أن تساهم بشكل كبير في زيادة المساحة المروية وانخفاض تكلفة الري”.
سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار وقلة المياه تلعبان دوراً كبيراً في الإنتاج
وقال كوان: “إن سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار له تأثير كبير على غلاء معظم الخضراوات، فالمواد والمستلزمات الزراعية يتم شرائها بالدولار بينما يتم تسويق الإنتاج من قبل المزارعين بالليرة التركية”.
وتابع قائلاً: “كما وتلعب المياه دوراً هاماً في قلة وانخفاض الإنتاج والحل يمكن أن يكون في استخدام الطاقة البديلة في استخراج المياه، كما في مشاريع الري في مدينة سلقين والتي ستوفر المياه للري وبكلفة بسيطة”.
رئيس “الجمعية الفلاحية” فادي الراعي في بلدة ملس يقول لفرش أونلاين: “هذا العام جاءنا 77 اسم من منظمة واحدة وتدعم خمسة دونمات، فإذا كان المزارع يمتلك 15دونم لن يتمكن من تغطيتها وهذا يسبب ضعف في الإنتاج”.
وأوضح الراعي، أن المزارعون الذين لم يتم دعمهم قد يلجؤون إلى تأجير الأراضي أو يقومون بزراعتها دون الاهتمام مع اقتصار المصروف عليها ما يؤدي إلى تدني المحصول مما يعكس سلباً على المجتمع وخاصة أننا نعتمد في هذه المناطق على الدعم الزراعي.
ويعتبر سهل الروج سلة الغذاء الرئيسية للسكان في مناطق شمال غربي سوريا، الأمر الذي قد يسبب نتائج كارثية على الأسواق المحلية في حال عدم إيجاد الحلول اللازمة التي تساعد المزارعين لتطوير الجانب الزراعي.
