“جبر الخواطر” لمساعدة المحتاجين والفقراء في ريف إدلب
تحت شعار” نعرفهم ولا يعرفونا “أطلق عدد من الشباب المتطوعين في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي حملة لمشروع أطلقوا عليه اسم “جبر الخواطر ” لمساعدة الفقراء والمحتاجين من أهالي البلدة والوافدين إليها من المهجرين قسراً عن مناطقهم.
يهدف مشروع “جبر الخواطر ” إلى جمع الخضار والفواكه من كافة المحال التجارية في البلدة والتي يتبرع بها الزبائن وأصحاب المحال التجارية بالإضافة إلى أصناف أخرى مثل الأطعمة والتي تباع في المطاعم وإعادة تدويرها وتغليفها من أجل توزيعها على الفقراء والمحتاجين، حيث يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في المناطق المحررة ويسعى إلى مساعدة الفقراء.
وتعتبر الفكرة جديدة في المناطق المحررة والتي تم تفعيلها من قبل عدد من المتطوعين الشباب بهدف تقديم المساعدة لمن يحتاجها خاصة في ظل الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار، حيث يعتمد المشروع على عدد من الشباب المتطوعين من أبناء بلدة حاس التي يتم جمع الخضروات من خلال توزيع صناديق للخضار والفواكه على كل المحال التجارية، ولصق إعلانات على الصناديق تحث الزبائن على التبرع للفقراء والمحتاجين.
“فيصل العكلة” مشرف على مشروع” جبر الخواطر” قال في حديث خاص لفرش أونلاين:” إن فكرة المشروع تقوم على أن كل زبون يأتي لشراء الخضار والفواكه يقوم بوضع أحد أنواع الفاكهة أو الخضار التي يشتريها بالصندوق وذلك رغبة منه بالمساعدة حيث أن البعض من الزبائن يقوم بتقديم أصناف عديدة من الخضار والفواكه في نفس الوقت وبكميات جيدة”.
وأضاف “العكلة ” يعتبر الإقبال من قبل الأهالي في البلدة للتبرع لصالح المحتاجين ممتازاً لدرجة كبيرة، ففي اليوم الأول تم إيصال ما يقارب ال 25 حصة للعوائل الفقيرة، في حين يتبرع البعض بالألبان واللحوم ويتم وضعها مع الخضروات”.
وتعتبر فكرة المشروع مخالفة لمشاريع المنظمات الإنسانية العاملة في المناطق المحررة والتي تعتمد مبدأ التصوير في عملها لتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين والذي بدوره يؤدي إلى الحرج من قبل الشخص الذي تقدم إليه المساعدة والمعونة.
“معاذ الشرتح” وهو المسؤول الإعلامي في مشروع “جبر الخواطر” يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” تم تقسيم العمل ضمن التجمع لقطاعات وتوزيع المسؤوليات فكان في التجمع مسؤول لإحصاء الفقراء ومسؤول محاسبة ومسؤول إعلامي ومسؤول ميداني ومسؤول توزيع وعاملين ميدانيين كما تم تقسيم نطاق العمل لقطاعات توزعت على 8 قطاعات رئيسية لتشمل كل بلدة حاس وتم توزيع الميدانيين على تلك القطاعات وفق آلية مدروسة وموزعة على نوبات يومية”.
وأضاف “الشرتح” : قمنا بإحصائية لعدد المحال التجارية التي تبيع الخضار والفواكه في البلدة حسب القطاعات المتواجدة وعلى ذلك قمنا بوضع صناديق التبرع في تلك المحال، فيما يقوم الميدانيون في الساعة السادسة والنصف مساءً بجمع التبرعات من المحال وفرزها وإعادة تجميعها على حصص وتزيينها ليتم بعد ذلك توزيعها على الفقراء المستفيدين وفق الخطة الموضوعة لذلك بحيث وصل عدد المستفيدين إلى ما يقارب 150 عائلة كحد وسطي ، كما وسيتم تنفيذ مشاريع جديدة داخل التجمع لجمع تبرعات كالملابس والأدوية والمواد الغذائية والأطعمة في الفترة القادمة”.
ولاقت الفكرة ترحيباً شعبياً كبيراً في البلدة من قبل الأهالي حيث يسعى الجميع في البلدة لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة للتجمع والعمل على تقديم الأصناف المطلوبة.
يأمل القائمون على مشروع جبر الخواطر بأن يكونوا عونا للمحتاجين والفقراء وبأن يتم العمل في الفترات القادمة لتعميم فكرتهم لتشمل عدداً كبيراً من المناطق في المحافظة لتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها بعيداً عن أضواء الكاميرات والابتزاز.
حمزة العبد الله