بدء موسم قطاف الزيتون في سوريا، وفرة في المحصول وتحديات كثيرة تواجه المزارعين في قطفه شمالي سوريا
في أواخر شهر تشرين الأول من كل عام، يبدأ موسم قطاف الزَّيتون، وتشتهر سوريا بوفرة هذا الصنف من الأشجار وكثرة الأراضي الزِّراعية خاصَّة في الشَّمال السُّوري.
وتعتبر محافظة إدلب الأولى من حيث المساحة التي تغطيها الأراضي المزروعة بالزيتون والأولى من حيث إنتاج كمِّية الزَّيت المستخرجة من ثماره.
ومع بداية موسم قطاف الزيتون في محافظة إدلب، توجد العديد من التحديات التي تواجه المزارعين في جني محصولهم من ثمار الزيتون، ولعل من أبرز تلك التحديات ارتفاع أجور نقل السيارات إلى الأراضي الزراعية لقطاف المحصول، وارتفاع أجرة اليد العاملة خصوصا للعائلات التي تستأجر بعض الأشخاص لجني المحصول نيابة عنهم، إضافة إلى ارتفاع أجور نقله إلى المكابس الخاصة لعصره بعد الانتهاء من عملية القطف.
“الحاج أبو أحمد” في حديث خاص لفرش أونلاين عن قطاف الزيتون قال: “في موسم قطاف الزيتون نخرج في صباح كل يوم الى الأرضِ من أجل قطافه، وتجتمع العائلة بأكملها في هذا الموسم السنوي وعند وصولنا إلى الأرض نقوم بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات لكل منا عمله، كما ونعتبره فسحة لنا فـأجواء الزيتون جميلة وخالية من الضجيج والازدحام، ويجب ألا ننسى الهواء النقي “.
وعن التحديات التي تواجه المزارعين في عملية قطف ثمار الزيتون يضيف أبو احمد: “هناك العديد من التحديات التي تواجهنا خلال جني المحصول ومنها ارتفاع أجور نقل السيارات إلى الأراضي الزراعية وعدم وجود ما يكفي من السلالم الخشبية و” المدادات” إضافة إلى ارتفاع أجرة عصره في المكابس، كنت أتمنى من المنظمات تقديم المساعدة لي من خلال ما قدمته هذا العام من مشاريع لدعم قطاف الزيتون في مناطقنا، إلا أنني تفاجأت بالقول بأن حقلي لا يخضع للشروط التي وضعتها المنظمات، فحسب ما قالوا لي بأن أرضي صغيرة ولا تنطبق عليها المواصفات ”.
وتلجأ بعض العائلات في الشمال السوري من أجل تأمين ما يلزمها لتأمين مونتها من ثمار الزيتون ومادة الزيت في كل عام إلى ضمان حقول الزيتون من بعض العائلات التي توجد بعض الأسباب التي تمنعها من قطافه بنفسها.
المواطن “أحمد العبد الله” في حديث خاص لفرش اونلاين: “في هذا العام سألجأ إلى ضمان إحدى حقول الزيتون لتأمين مونة هذا الشتاء من ثمار الزيتون ومادة الزيت، والسبب في ذلك ارتفاع أسعار الزيت ”.
وتراجع إنتاج المحافظة من محصول الزيتون خلال العامين السَّابقين بشكل ملحوظ وذلك بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد خلال السَّنوات الثلاث الماضية.
ولعل أبرز ما أثَّر على المحاصيل الزراعية في سوريا وخاصة الزيتون هو الحرب، لما لها من أثار سلبيَّة على المحاصيل الزراعيَّة، فانقطاع الكهرباء أدَّى الى توقف أبار المياه التي كانت تستعمل لريّ الأراضي الزراعيَّة وارتفاع أسعار المكمِّلات الغذائيَّة كالسَّماد والمبيدات الحشريَّة أثَّر أيضاً على المحصول.
يعتبر موسم الزَّيتون لدى أهالي محافظة إدلب من المواسم السنويَّة الهامَّة الَّتي يعتمد عليها سكان القرى والبلدات، فهو يلبِّي احتياجاتهم من زيت الزيتون وثماره، والَّتي تدخل في أصناف المونة الشتويَّة كـ “الزيتون المكسور والمكلوس” والتي تعتمد عليها العائلات خلال فصل الشتاء إضافة لاستخدام حطبه بالتدفئة في فصل الشتاء.
حمزة العبد الله (كفرنبل _ إدلب)