واقع لاجئي عرسال على شفير الهاوية
تستمر معاناة الآلاف من النازحون السوريون في مخيمات عرسال اللبنانية رغم إطلاق العشرات بل المئات من مناشدات الاستغاثة للمنظمات الإنسانية والدول المعنية بشؤون اللاجئين للوقوف على الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، دون ملاقاة آذان صاغية من قبل المعنيين بالأمر.
وتضم مخيمات عرسال ما يقارب ثمانين ألف لاجئ سوري متوزعين على عشرات المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، حيث لا يتجاوز عدد سكان البلدة الخمسين ألف مواطن لبناني.
ويقول أحد اللاجئين السوريين الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية في حديث خاص لفرش اونلاين:” نفتقر إلى المراكز الطبية في منطقة المخيمات، ويوجد حوالي سبعة مراكز صحية تفتقر بغالبيتها إلى الكادر الطبي والأدوية وارتفاع تسعيرة الكشف الطبي والتحاليل الطبية”.
وأضاف أن المراكز الصحية لا يتوفر فيها الكثير من الأجهزة الطبية المطلوبة بكثرة كجهاز الطبقي المحوري وجهاز الرنين المغناطيسي والإيكو، عدا عن ارتفاع تكاليف العلاج واضطرارية الكثير من اللاجئين للذهاب إلى المشافي الخاصة في الكثير من الحالات التي تعجز عنها المراكز الصحية في البلدة، وهو ما يزيد من التكاليف والمصاريف على اللاجئ بحسب ما يقول.
وناشد اللاجئ عبر فرش اونلاين المنظمات الانسانية والدولية الراعية والمعنية بشؤون اللاجئين في لبنان للوقوف على مشاكلهم والعمل على تنفيذها لا إعطائهم الوعود فقط، دون فعل أي شيء على أرض الواقع، كما وناشد المنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات للمراكز الصحية لاستمراريتها في تقديم الخدمات الطبية لهم.
ويعيش اللاجئين السوريين في مخيمات عرسال اللبنانية أوضاع إنسانية صعبة في ظل الظروف الجوية الباردة، وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، والتي تصل إلى ما دون الستة درجات مئوية في ساعات المساء، إضافة إلى تشكل الصقيع، وهو ما يزيد من معاناتهم في ظل عجز الكثير عن تأمين مادة المحروقات لتدفئة الخيام.
ويقابل كل ما يعانيهِ اللاجئون السوريون في مخيماتِ عرسالِ اللبنانية من تردي الوضع الإنساني وانعدام المواد الغذائية والخدمية والطبية، حالةً كبيرةً من التعتيمِ الإعلامي، في ظل تقاعس المنظمات الإنسانية والدولية عن تقديم أي من أنواع المساعدات للاجئين.