حملة النظام وروسيا تفشل على أبواب إدلب.. والفصائل تستعيد المبادرة
تمكنت الفصائل الثورية بعد أسبوعين من الحملة العسكرية لقوات النظام وميليشياته بدعم جوي روسي على منطقة خفض التصعيد في ريف حماة الشمالي من إيقاف تقدم الميليشيات وإيقاع خسائر فادحة في صفوفها وإفشال جميع محاولاتها بالتوسع في المنطقة.
ومع بداية الحملة العسكرية في التاسع والعشرون من شهر نيسان المنصرم وبعد تمهيد جوي من قبل طائرات الاحتلال الروسي وإلقاء مئات البراميل المتفجرة وقصف صاروخي مكثف استطاعت الميليشيات المرتبطة بروسيا من السيطرة على بلدتا كفرنبودة وقلعة المضيق بالإضافة إلى عدد من القرى ومنها الشريعة والتوينة وباب الطاقة والكركات إلا إن تقدم الميليشيات اصطدم فيما بعد بمقاومة شرسة من قبل الفصائل الثورية وتحديدا في منطقة “حرش الكركات” التي تحولت إلى ثقب أسود يبتلع القوات المتقدمة بالإضافة إلى آلياتها.
ويضاف إلى منطقة “حرش الكركات” تلال بلدة كبانة في الريف الشمالي للاذقية حيث فشلت على اعتابها مئات محاولات التقدم من قبل الميليشيات ما أوقع خسائر فادحة في صفوف الميليشيات، وهو ما أضطرها لاستخدام غاز الكلور السام والقنابل الفوسفورية في قصف المنطقة دون تحقيق أي تقدم.
ولتوقف الحملة العسكرية وفشلها العديد من الأسباب أهمها اتباع الفصائل الثورية لتكتيكات عسكرية جديدة وإدخال القوات المهاجمة في حرب استنزاف وإعادة الانتشار في مناطق جديدة محصنة بشكل أفضل ويضاف لذلك حرب الصواريخ التي بدأتها الفصائل مؤخرا واستهدفت من خلال عشرات الآليات العسكرية.
ولعل السبب الأبرز لفشل الحملة اتباع حرب الاستنزاف للقوات المهاجمة، فبالرغم من اتباع المليشيات لسياسة الأرض المحروقة وقصف المناطق التي تنوي السيطرة عليها قبيل اقتحامها بعشرات الغارات الجوية، ومئات الصواريخ وقذائف المدفعية، إلا أن كل المحاولات بالتقدم كانت تبوء بالفشل، وتتكبد قتلى وجرحى، وفي بعض الأحيان يؤثر من عناصرها.
كما لعبت الصواريخ الموجهة التي أطلقتها الجبهة الوطنية للتحرير على آليات الميليشيات والسيارات العسكرية دورا كبيرا في إفشال محاولات التقدم، وخلط الأوراق الروسية، حيث استطاعت الجبهة تدمير وعطب 12 دبابة، و7 مدرعات، و10 سيارات دفع رباعي، و4 قواعد صواريخ م/د.
المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى يقول لفرش أنلاين عن الحملة العسكرية الأخيرة وتصديهم لها:” إننا في الجبهة الوطنية للتحرير وبعد تمكن ميليشيات الأسد وروسيا من السيطرة على عدد من البلدات في ريف حماة الشمالي نتيجة اتباع سياسة الأرض المحروقة وقصف تلك المناطق بمئات الغارات الجوية والصواريخ، قمنا بإدخال النظام المجرم في حرب استنزاف عن طريق استهداف العناصر والآليات العسكرية من دبابات وجرافات وعربات ثقيلة وغيرها”.
وأضاف “المصطفى”:” تمكن فريق الرصد والمتابعة في الوطنية للتحرير من إحصاء مقتل أكثر من 400 عنصرا للميليشيات وجرح المئات، كما تمكنت وحدات ال م د من تدمير ما يقارب الثلاثين آلية عسكرية متنوعة عن طريق الاستهداف المباشر”.
وطالبت روسيا مؤخرا الفصائل الثورية عن طريق تركيا بهدنة بين الجانبين تتضمن وقفا لإطلاق النار، إلا أن الجبهة الوطنية للتحرير رفضت ذلك ببيان رسمي من المتحدث باسمها “ناجي مصطفى”، واشترطت أولا خروج روسيا وميليشياتها من المناطق التي سيطرت عليها في ريف حماة.
وتابع “المصطفى”:” كل ما يشاع عن قبولنا لوقف إطلاق النار كذب وغير صحيح، ونحن لن نلتزم قبل انسحاب المليشيات الموالية لروسيا من البلدات التي احتلها مؤخرا”.
وأكد “المصطفى”:” بأنهم في الجبهة الوطنية للتحرير ملتزمون بالدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة وبأنهم لن يدخروا جهدا إلا ويبزلونه حتى استعادة جميع البلدات التي احتلتها الميليشيات”.
وقبل أيام تمكنت الفصائل الثورية بعملية معاكسة من استعادة السيطرة على بلدة كفرنبودة والمزارع المحيطة بها، بعد إيقاف حملة المليشيات المرتبطة بروسيا على منطقة خفض التصعيد.
الجدير بالذكر أن روسيا وميليشياتها لجأت بعد فشلها بفرض هدنة شمال سوريا، واستمرارها في خسارة العناصر، الذين بلغوا 229 قتيلاً، بينهم 38 ضابطاً، و690 جريحاً، إلى قصف المدنيين بالطائرات وارتكاب المجازر بحقهم، وآخرها مجزرة مدينة “كفرنبل” بريف إدلب الجنوبي، والتي راح ضحيتها 10 أشخاص وعدد من الجرحى وتدمير أحد مشافي المدينة الخاصة بالأطفال.
حمزة العبد الله