“قلمي حلمي” حملة لتسليط الضوء على واقع التعليم ولمنع تسرب نصف مليون طالب
من حقي كأي طفل أن أتعلم، هذا حقي الطبيعي، لكن إذا كنت تعيش في المناطق المحررة فالتعليم بات خطيراً وغير متوفر في بعض الأحيان”، بهذه العبارات بدأ محمد العبد الله (١٥) عام، وهو طالبٌ في الصف التاسع من المرحلة الأساسية انقطع هذا العام عن إكمال دراسته نتيجة ظروف الحرب التي تعيشها مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي.
ولتسليط الضوء على ما يعانيه قطاع التعليم في الشمال السوري، أطلق منتدى الإعلاميين السوريين حملةً تحت عنوان “قلمي حلمي” لمناصرة العملية التعليمية ولاستجداء المنظمات العالمية المختصة بواقع التعليم لإعادة تفعيل دعمها لمديريات التربية والتعليم العاملة في المنطقة.
وتهدف الحملة إلى إيصال صوت القائمين على العملية التعليمية والطلاب إلى الدول المتحضرة والمنظمات الإنسانية والدولية المعنية والمختصة بدعم قطاع التعليم في المناطق التي تشهد حروباً وصراعات.
الأمين العام لمنتدى الإعلاميين السوريين محمد نور يقول في حديثه لفرش أونلاين:” إن حملة قلمي حلمي جاءت كمبادرة من قبل منتدى الإعلاميين لتسليط الضوء على ما يعانيه القائمون على العملية التعليمية في الوقت الذي علقت فيه المنظمات الداعمة لمديريات التربية الحرة في الشمال السوري دعمها، الأمر الذي سيتسبب بإغلاق عدد كبير من المدارس وحرمان أعداد كبيرة من الطلاب من حقهم بالتعليم بالإضافة إلى توقيف آلاف المعلمين عن عملهم بالتدريس”.
ويضيف “نور” بأن فريقهم زار مديرة التربية والتعليم بحلب للوقوف على ما تعانيه المديرية من صعوبات وتحديات منذ إعلانها بدء العمل التطوعي في المدارس التابعة لها”.
وتتضمن الحملة نشر فيديوهات وصور وإنفو غراف باللغتين العربية والانكليزية، لتسليط الضوء على واقع العملية التعليمية، وإظهار مشكلة تسرب الطلاب والمعلمين من المدارس، وعمالة الأطفال البعيدين عن مقاعد الدراسة، وتصوير المعاناة في الوصول إلى مدارسهم، عبر إجراء مقابلات معهم على الأرض، إضافةً الى إطلاق هاشتاغ #قلمي_حلمي.
وتتضمن المواد الإعلامية الخاصة بالحملة، معلومات وإحصائيات تم جمعها من مديريات التربية والتعليم، وتحمل شعار حملة (قلمي حلمي) إضافةً إلى إنتاج فيلم قصير سيُنشر لاحقاً يروي قصة مدرس متسرّب بسبب توقف الرواتب ويعكس معاناة المدرسين والطلاب، على أن يُترجم لعدة لغات أجنبيّة، كونه موجهاً للإعلام الغربي والدول الأجنبية والمنظمات الدوليّة لحثهم على استئناف دعم القطاع التعليمي، فضلاً عن إعداد “سكتشات” باللغة الإنكليزية لخدمة ذات الهدف.
وبين “نور” بالأرقام والإحصائيات الدقيقة الواقع الصعب الذي يعانيه قطاع التعليم في الشمال السوري في حال استمرار تعليق الجهات المانحة لدعمها المقدم لمديريات التربية الحرة، وقال مبيناً:”إن عدد الطلاب الذين سيحرمون من التعليم قرابة النصف مليون طالب وطالبة موزعين في محافظات إدلب وحلب واللاذقية، وقرابة التسعين ألفا في المدارس التابعة لمديرية حلب و أربعمئة ألف في تربية إدلب و قرابة السبعة آلاف في تربية اللاذقية، ويبلغ عدد المدارس المهددة بالإغلاق بفعل توقف الدعم قرابة 1255 مدرسة الحصة الأكبر من نصيب محافظة إدلب، كما ويعمل ما يزيد 10800 معلم بدون أي رواتب وهو ما سيؤدي بهم إلى ترك العمل بالتدريس والالتفات إلى العمل بأي مهنة من أجل توفير لقمة عيش أطفالهم”.
وتسبب توقف الدعم بحرمان شريحة كبيرة من الطلاب من الحصول على الكتب المدرسية نتيجة عدم قدرة مديريات التربية والتعليم في المنطقة من تحمل مصاريف طباعتها، حيث إنه ومن بين كل خمسة طلاب يحصل طالب واحد على الكتب، أي قرابة العشرين بالمائة من الطلاب أتيح لهم الحصول على الكتب هذا العام مقارنة مع الأعوام السابقة.
وفي وقت سابق قال فريق منسقو استجابة سوريا بأن كل طفل يتلقى التعليم في هذه الظروف يقابله طفل أخر متسرب.
أحمد البيك(33) عاما أحد المعلمين يقول لفرش أونلاين:”إن راتبه متوقف منذ بداية العام الحالي بسبب إبلاغهم بتوقف الدعم عن المدرسة التي يعمل بها، وهو ما سيجعله يترك العمل بمجال التعليم في حال استمرار توقيف دعم مدرسته والانتقال للعمل بأي مهنة من أجل تأمين راتب معيشي له وعائلته”.
ويتزامن توقيف الدعم عن مديريات التربية والتعليم في الشمال السوري مع استمرار العمليات العسكرية لميليشيات نظام الأسد وحليفته روسيا على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، الأمر الذي ينذر بكارثة بما يخص واقع التعليم في الشمال السوري.
ومنذ بداية العام الدراسي الجديد أعلنت الجهات المانحة لمديريات التربية والتعليم في الشمال السوري عن تخفيض الكتلة المالية المخصصة لدعم قطاع التعليم، وهو ما قد يؤدي بحسب القائمين على العملية التعليمية إلى حرمان أعداد كبيرة من الطلاب من إكمال دراستهم، بالإضافة إلى حرمان شريحة كبيرة من المعلمين من وظائفهم.