بالرغم من هدنة موسكو.. عودة خجولة للمدنيين ومطالب للجانب التركي بتنفيذ تعهداته السابقة
بالرغم من الهدوء النسبي الذي تشهده أرياف إدلب وحماة وحلب منذ الخامس من شهر آذار/ مارس المنصرم إلا أن عودة المدنيين إلى مدنهم وبلداتهم لا تزال ضعيفةً وخجولة.
ولعل السبب الذي يجعلهم يتريثون في العودة عدم ثقتهم بالاتفاقيات ووعود وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في اتفاق موسكو الأخير بين الرئيسين التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين.
ووثقت فرق الرصد والمتابعة التابعة لفريق منسقو استجابة سوريا عودة ضئيلة للمدنيين إلى القرى والبلدات التي تقع شمالي الطريق الدولي M4 الرابط بين حلب واللاذقية وبالنسبة للبلدات التابعة لريفي حلب الغربي فقد شهدت عودة جزئية لآلاف المدنيين على عكس البلدات الواقعة جنوبي ال M4 التي لم تشهد أي عودة نتيجة الضبابية والغموض في اتفاق موسكو الأخير.
الأستاذ محمد محلاج مدير منسقو الاستجابة يقول لفرش أونلاين:” إن فرقنا الميدانية وثقت عودة 34 ألف مدني إلى البلدات والمدن البعيدة عن خطوط الاشتباكات والتماس بين فصائل المعارضة وميليشيات نظام الأسد، وتركزت الأعداد الأكبر في ريف حلب الغربي ومدينة أريحا والمناطق الشمالية من جبل الزاوية، ولا يمكننا القول بأن هذه العودة دائمة فقسم كبير من المدنيين عادوا لتفقد ممتلكاتهم ومنازلهم، فغالبية المدنيين لا ثقة لهم بالاتفاقيات التي تحاك في كواليس السياسة”.
وتواجه المدنيين العائدين إلى مدنهم وبلداتهم العديد من المشاكل والتحديات فغالبية تلك المناطق تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من المخابز والأفران والمشافي التي دمرت بسبب القصف المكثف كما وأن عشرات المنازل دمرت إما بشكل جزئي أو كامل.
ويضيف “محلاج” إن المدنيين العائدين يفتقرون إلى مقومات المعيشة فجميع الأفران والمشافي إما دمرت أو تم نقلها في أوقات سابقة إلى مناطق أكثر أمناً في الشمال السوري، كما وتنتشر مئات المخلفات الحربية التي لم تنفجر وهو ما يشكل عامل تهديد خطير لحياة المدنيين.
وبالرغم من الهدوء النسبي إلا أن الخروقات من قبل ميليشيات نظام الأسد والميليشيات الإيرانية لا تزال مستمر حيث وثق فريق الاستجابة 49 خرقاً للاتفاق منذ توقيعه بالإضافة إلى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية على طول الخط الممتد من مدينة كفرنبل جنوباً إلى مدينة سراقب شرقاً.
ولا يزال المدنيين متخوفين من العودة إلى مدنهم وبلداتهم بسبب عدم ثقتهم بنظام الأسد والميليشيات المساندة له، حيث شهدت الأشهر الأخيرة عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار إلا أنها خرقت من قبل تلك الميليشيات.
وتختلف آراء المدنيين حول العودة إلى مناطقهم في ظل الهدوء النسبي الذي تشهده المنطقة بشكل عام، حيث يرغب قسم منهم بالعودة للاستقرار نتيجة ما عانوه من حياة صعبة في المخيمات ويفضل القسم الأكبر التريث حتى تتضح تفاصيل الاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه في الخامس من شهر آذار/ مارس المنصرم.
وائل الأحمد نازح من جبل الزاوية يقول لفرش أونلاين:” إنه يفضل البقاء مكان إقامته الحالي ولا يفضل العودة إلى بلدته بالرغم من الهدوء النسبي بسبب عدم ثقته بالوعود المقدمة من ميليشيات نظام الأسد وحليفته روسيا وبأن اتفاق موسكو في نظره ليس سوى استراحة مقاتل بعد أشهر طويلة من المعارك”.
ويضيف الأحمد بأنه في حال قرر العودة في الوقت الحالي إلى بلدته فكافة مقومات الحياة معدومة فلا مخابز وأفران ولا مشافي ومدارس وغالبية المنازل متضررة والمقذوفات الحربية التي لم تنفجر تملأ المنطقة.
وتوصل الرئيسين التركي والروسي في الخامس من شهر آذار /مارس المنصرم إلى اتفاق جديد ملحق باتفاقية سوتشي ينص على تسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي M4 على أن تشرف تركيا على إدارة القسم الشمالي منه وتتولى روسيا مسؤولية إدارة القسم الجنوبي.
وبالرغم من الاتفاق إلا أنه لليوم لم تسير أي دورية تركية-روسية مشتركة على الطريق الدولي نتيجة استمرار اعتصام الكرامة الذي ينفذه المدنيين الذين يطالبون الجانب التركي بـ “الوفاء” بتعهداتها السابقة بإعادة ميليشيات نظام الأسد إلى ما وراء النقاط التركية.
إعداد حمزة العبدالله (إدلب)