بعد تفشي فيروس كورونا.. ما هو دور المنظمات في الحد من انتشاره؟؟
بعد ظهور وتفشي جائحة كورونا في الشمال السوري من مشفى باب الهوى وحتى انتشاره بين المدنيين سارعت العديد من المنظمات والجمعيات والفرق الخيرية لتدارك الأمر والخروج في حملات توعية والتحذير من مخاطر تفشي هذا الفيروس مع خطوات عملية منها عمليات البخ والتعقيم وغيرها من ورغم كل الإجراءات المتخذة إلى أنها غير كافية بسبب القدرات المتواضعة بالنسبة للدول الكبرى التي أنهكها الفيروس ونال من قدرتها الصحية والاقتصادية.
وللحديث عن انتشار هذا الفيروس في الشمال السوري حاورت فرش أونلاين الدكتور وسيم باكير مسؤول ملف كورونا في منظمة بنفسج.
يقول الدكتور وسيم باكير لفرش اونلاين:”إن منظمة بنفسج قامت بالاستجابة الطارئة في عدة دول بالجوار السوري يتواجد فيها لاجئين ومناطق أخرى في عموم البلاد قبل أن تسجل أولى الحالات بالفيروس في الشمال السوري، كما وتم إعداد خطة طوارئ قمنا بمشاركتها مع مديريات الصحة والتقاطع مع خطط المديريات، إذ قمنا بتشكيل فرق للتوعية وفرق لحملات التعقيم حيث تم تعقيم المناطق الحيوية من مدارس وجوامع ومستشفيات، كما وقمنا بتركيب خيم للعزل على أبواب المراكز الطبية والصحية لعزل الحالات المشتبه بها بالدرجة الأولى”.
ويضيف إنه تم تركيز عمل الفرق التوعوية في المخيمات المنتشرة بكثرة والتي يمكن أن يبدأ منها الانتشار نتيجةً لعدم توفر مستلزمات الوقاية، كما وتم تخصيص سيارات الإسعاف في عدة مستشفيات لنقل مصابي كورونا إلى مراكز العزل المتواجدة بالمنطقة.
وأكد بأنه تم التواصل مع عدة جهات دولية لطرح مشاريع الاستجابة الطارئة وتم العمل على تجهيز ثلاثة مراكز للعزل كانت الأولى بالشمال السوري، حيث تم تجهيز مركز بمدينة أريحا بسعة ٥٠ سرير ومن المخطط تجهيز مركزين إضافيين الأول بمدينة إدلب والثاني بمدينة كفر تخاريم.
وأشار إلى أنه تم العمل على إنتاج نموذج للكمامات القماشية المتعددة الاستعمال وتم إنتاج ١٠ آلاف كمامة وتوزيعها على الفرق العاملة بالمنظمة لحمايتهم أثناء الاستجابة لحالات فيروس كورونا المستجد، كما وتم التشارك مع مديرية صحة إدلب ومنظومة الدفاع المدني للعمل على مبادرة الحشد المجتمعي “متطوعون من أجل الكورونا”، وتم حشد ٤٠٠ متطوع من الشباب في عدة مناطق.
وعن عمل المنظمات بعد انتشار الفيروس في عدة مناطق بالشمال السوري، يقول الدكتور وسيم باكير:” إنه وبعد تسجيل عدة حالات نشطة في مدينة سرمين، تم فرض الحجر الصحي على المدينة وبعدها باشرت المنظمات ومنها الدفاع المدني بحملة لتعقيم أحياء وشوارع المدينة، كما وعملت منظمة بنفسج بالتشارك مع عدة منظمات على تقديم المساعدات الإنسانية والاحتياجات للسكان.
وعن دور المنظمات بالتعاطي مع أزمة كورونا، يجيب “باكير” قائلاً :”إن التعاطي من قبل بعض المنظمات لا يرقى للمستوى المطلوب ويمكن تلخيص أسبابه ببطء تمويل المشاريع لتلك المنظمات من قبل الجهات المانحة، وبالنسبة لمنظمة بنفسج كانت من السابقين للاستجابة الطارئة قبل أي تمويل دولي وقامت بتجهيز وإنشاء عدة مراكز للحجر الصحي و إنتاج الكمامات القماشية وتوزيع مستلزمات النظافة الشخصية، كما وقامت بتجهيز فرق ميدانية للتعقيم وتوزيع مستلزماته للمراكز الصحية.
ويرى غالبية سكان المناطق المحررة في الشمال السوري بأن عمل المنظمات غير كافي ولا يتوافق مع حجم الكارثة التي تهدد المنطقة برمتها، خصوصاً مع وجود مئات المخيمات العشوائية المنسية والكثافة السكانية.
وعن قدرة القطاع الصحي بمواجهة انتشار الفيروس يتابع “باكير” قائلاً :”إن القطاع الصحي في سوريا منهك وهش بسبب عمليات الاستهداف المتعمد والمباشر من قبل نظام الأسد وداعميه، بالإضافة إلى عدم توفر الدعم الكافي لدعمه من قبل الجهات المانحة”.
يذكر بأن اليومين الماضيين لم يتم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا المستجد في الشمال السوري مع تسجيل عدة حالات شفاء ليبقى عدد الحالات النشطة ٨ حالات.
إعداد حمزة العبدالله