بعد أكثر من مليوني نازح ومهجر في الشمال السوري.. منظمات إنسانية تطلق مشاريع لتشييد كتل سكنية للتخفيف عنهم
بعد توالي موجات النزوح الأخيرة من أرياف إدلب وحماة وحلب، التي شهدت أعمال عسكرية من قبل قوات نظام الأسد مدعومةً بالميليشيات الروسية والإيرانية وبغطاءٍ جوي روسي، أُجبر ما يزيد عن المليون مدني للنزوح والسكن في المخيمات التي تم تشييدها من قبل المنظمات والجمعيات الإنسانية استجابةً لهم.
ويعيش النازحون في تلك المخيمات ظروفاً إنسانية غاية في الصعوبة، إذ لا تقي تلك الخيم القماشية من برودة الشتاء والعواصف ولا من أشعة الشمس الملتهبة ولا من الحشرات الضارة والأفاعي.
وينتشر في محافظة إدلب وحدها ما يزيد عن 1230مخيم، بحسب آخر الإحصائيات التي صدرت عن فريق منسقو استجابة سوريا.
وللتخفيف من معاناة النازحين انتقلت عدة منظمات إنسانية في المنطقة إلى الشروع بتشييد الكتل السكنية لتكون بديلاً عن الخيم القماشية، لتوفير السكن الآمن والنظيف العائلات الأكثر احتياجاً.
وعن عمل المنظمات الإنسانية في إنشاء مشاريع الكتل السكنية الجاهزة للسكن والمجهزة تجهيزاً كاملاً لاستقبال العائلات، يقول الأستاذ يوسف أبو قصي مدير جمعية “ألفا” الإغاثة والتنمية لفرش أونلاين عن مشاريعهم في هذا الخصوص: “إن جمعية ألفا الإغاثة والتنمية تسعى إلى التخفيف قدر المستطاع عن النازحين الذين يقطنون في المخيمات التي لا تتوفر فيها كافة مقومات الحياة من ماء نظيف صالح للشرب ومن شبكات جيدة للكهرباء والصرف الصحي”.
ويضيف أبو قصي “إنه انطلاقا من تحمل الجمعية لمسؤولياتها في توفير السكن الآمن والنظيف للنازحين، قامت بإطلاق عدة مشاريع لبناء وتشييد الكتل السكنية التي توفر لساكنها حياة مختلفة عن العيش في الخيم القماشية”.
وعن المشاريع التي تم تنفيذه من قبل الجمعية يقول: ” إن الجمعية عملت على بناء 8 كتل سكنية للشباب المقبلين على الزواج لتشجيعهم على تأسيس حياة زوجية، كما وتم بناء 12 وحدة العائلات الأكثر تضرراً واحتياجاً”.
وعن المشاريع المستقبلية للجمعية أكد “أبو قصي”، بأن الجمعية تهدف إلى بناء قرية سكنية تضم 300 وحدة سكنية مزودة بمدرسة ومسجد ومخدمه بمياه الشرب والبنى التحتية من صرف صحي وشبكة للتيار الكهربائي لإسكان الأرامل والمعاقين بالدرجة الأولى في منطقة البردقلي بريف إدلب.
وأشار إلى أن كل تلك المشاريع تأتي بالتنسيق مع المجالس المحلية في المناطق المستهدفة إضافة إلى مكتب شؤون المهجرين والنازحين.
وبدوره يعمل فريق ملهم التطوعي على بناء وتشييد ألف وحدة سكنية في المناطق القريبة من الحدود لإيواء ألف عائلة نازحة في شقق سكنية مجهزة بكل مقومات الحياة.
المهندس “براء مقبولة” مدير قطاع المأوى في فريق ملهم التطوعي يقول لفرش أونلاين:” إن الفريق ومنذ منتصف شهر فبراير شباط المنصرم واستجابة لموجات النزوح الكبيرة شرع بتشييد مشروع الألف وحدة سكنية وحتى اليوم تم بناء 500 وحدة جاهزة للسكن، وتضم كل وحدة غرفتين وحمام ومطبخ”.
ويضيف “براء” إن الفريق يسعى إلى إتمام مشروع الألف وحدة سكنية بنهاية شهر سبتمبر أيلول الحالي إضافة إلى سعيه لبناء 500 وحدة أخرى في ريف حلب الشمالي.
وفي استطلاع للرأي أجرته راديو فرس على شريحة من النازحين ممن يقطنون المخيمات، أكد جميع المشاركين بأن الانتقال للسكن في شقق سكنية أفضل من السكن في مخيمات قماشية لا تقي لا من برودة الشتاء والعواصف ولا من لهيب فصل الصيف، كما وأثنوا على جهود المنظمات الإنسانية، داعين إياها إلى تنفيذ مئات المشاريع المماثلة.
وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية في إنشاء مشاريع الكتل السكنية إلى أن ارتفاع عدد النازحين في المناطق الشمالية يمثل عامل تحدي لهم في ظل الإمكانيات المحدودة وقلة الدعم والتمويل من قبل المنظمات الدولية لإنهاء ظاهرة انتشار المخيمات.
إعداد: حمزة العبدالله