بعد تفشي وباء كورونا وانتشار ظاهرة البطالة.. ما دور المنظمات الإنسانية في المناطق المحررة؟
ازدادت الكثافة السكانية بشكل كبير شمالي غربي سوريا، بعد الحملة العسكرية التي شنتها قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها بالإضافة لحليفتها روسيا في 2019، ما أدى لانتشار عدد من المشاكل الاجتماعية الخطيرة والمؤثرة على المدنيين بشكل مباشر.
ومع انتشار وباء كورونا اضطّر عشرات المواطنين للتخلي عن عملهم، ما أدى لارتفاع عدد حالات البطالة بشكل ملحوظ في المناطق المحررة التي تعتبر من المناطق الفقيرة أساساً، ما دفع المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري لتقديم المساعدات العينية من غذاء ونظافة وغيرها ما لمساعدة وخاصة القاطنين في المخيمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
فاروق السليم مسؤول مكتب الاستجابة العاجلة في منظمة سداد الإنسانية يقول في حديث خاص لفرش أونلاين:” قام مكتب الاستجابة العاجلة في منظمة سداد الإنسانية ومنذ بداية الحملة العسكرية في شهر آذار/ مارس لعام 2019، من قبل قوات نظام الأسد وحليفته روسيا على الشعب السوري بريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، حيث استهدفت المنظمة شريحة كبيرة من النازحين، وخصوصاً أصحاب الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأيتام والعائلات الفقيرة وغيرها”.
تعتبر الأهداف الإنسانية هي الأسس التي تعمل عليها منظمة سداد الإنسانية، وتعمل المنتظمة في المجال التعليمي والمجال الزراعي إضافة لمشاريع حماية المرأة والطفل، وتنظم المنظمة مشاريع إغاثية على امتداد المناطق المحررة شمالي غربي سوريا.
وتقوم الفرق التابعة لمكتب الاستجابة العاجلة بتحديد المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي تضم شريحة كبيرة من المهجرين، ثم تقوم الفرق بدراسة الحالات الأكثر احتياجاً من أجل استهدافها لاحقاً، كما تقوم الفرق بجمع المعلومات وبدء عمليات الاستبيان بهدف تحديد الاحتياجات للحالة المستهدفة وبالتالي تأمين المساعدات بالحد المناسب لها.
وانتشرت في الشمال السوري وخاصة بعد زيادة أعداد النازحين نتيجة عمليات القصف المستمرة من قبل قوات نظام الأسد والميليشيات الموالية لها، مما ساهم في انتشار الكثير من المخيمات العشوائية التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
ويعاني النّازحون السوريون في مخيمات الشمال السوري، من ظروف معيشية تزداد سوءاً وينتظرون شتاءً قاسياً يخشون أن يكون كارثياً، لا سيما مع تزايد أعدادهم واحتياجاتهم، وشح المساعدات المقدّمة من قبل المنظمات الإنسانية خصوصاً خلال العامين الماضيين.
وقال أحمد المنصور أحد المهجرين من مدينة معرة النعمان والقاطن في أحد مخيمات الشمال في مقابلة أجراها مع مراسل فرش أونلاين:” نزحت إلى المخيم منذ ستة أشهر، وذلك بعد نزوحي الأول إلى مدينة إدلب، حيث لم نستفد من المعونات والمساعدات العينية إلا بمادة الخبز وبعض السلل الغذائية والتي لا تناسب حالة المهجرين في ظل ظاهرة البطالة وانتشار الوباء”.
وطالب المنصور خلال حديثه أن تقوم المنظمات الإنسانية بتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل عادل بين قاطني المخيمات، وموضحاً “أن المساعدات الوافدة من الخارج لا توزع بشكل عادل ومتساوٍ بين النازحيين بشكل خاص، حيث يحظى سكان المخيم المجاور بمساعدات مالية ومواد تدفئة مع دخول فصل الشتاء، بينما لم نر حتى الآن مثل تلك المساعدات التي نحتاجها في هذا الوقت بالذات.
ويضيف السليم “لا تمتلك منظمة سداد الإمكانيات اللازمة لتوفير مشاريع دائمة للمحتاجين، حيث توفر المنظمة المساعدات للحالات الطارئة أو مشاريع إغاثية لفترة معينة (شهرين أو ثلاثة أشهر)”.
ولفت مسؤول مكتب الاستجابة العاجلة في منظمة سداد الإنسانية، أن المنظمة تتواصل بشكل دائم مع بعض المنظمة الإنسانية المنتشرة في المنطقة الشمالية الغربية في سوريا منها منظمة الـ IHH ومنظمة العمل الإنساني.
من الجدير بالذكر أنّ الاستجابة تأخّرت خلال الأعوام الماضية كما تأخّر إرسال المواد الإغاثية ممّا أدّى لتأخر تنفيذ مشاريع الشتاء وانعكس سلباً على النازحين في المخيمات.
إعداد: محمد الموسى