ما دور المنظمات الإنسانية في كبح جماح جائحة كورونا في ظل تصاعد لأعداد المصابين والوفيات
تتزايد أعداد الوفيات بفيروس كورونا في الشمال السوري بشكل كبير ومتسارع، وسجلت مختبرات الترصد الوبائي التابعة لشبكة الإنذار المبكر 221 وفاة منذ بدء انتشار الوباء أواخر شهر تموز / يوليو من العام الحالي.
وبحسب ما سجلته مختبرات الترصد الوبائي فإن أعداد المصابين تخطت حاجز 17 ألف إصابة بالفيروس، في منحى متصاعد يومي للإصابات منذ شهر، وتعتبر مدينتا إدلب والباب من أكثر المدن المتأثرة بجائحة كورونا.
وتولي المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري الأولوية لكبح جماح الجائحة من خلال المشاريع التي تعمل عليه سواءً من خلال افتتاح مراكز العزل والمستشفيات المخصصة لحجر المصابين بالفيروس، ولا يقتصر الأمر على هذا، بل تتعدد الخطط للسيطرة على الوباء واحتواء الموقف.
الدكتور فارس محو المسؤول الطبي عن مراكز العزل في منظمة UOSSM، يقول لفرش أونلاين: ” إن من أبرز الأولويات الحالية للمنظمة السيطرة على الجائحة قدر المستطاع حتى لا تصل المنطقة إلى مرحلة لا يمكن وقتها احتواء الموقف”.
ويضيف “محو” بأن المنظمة يتواجد لديها 13 مركز للعزل الخاص بفيروس كورونا منتشرة في عدة مدن وبلدات في الشمال السوري، وتقسم هذه المراكز إلى قسمين الأول مراقبة مخصص لاستقبال الحالات المشتبه بها، والثاني العزل وهو مخصص لحجر الحالات الإيجابية، “ويتم استقبال الحالات الخفيفة والمتوسطة في تلك المراكز وتقديم كافة الإمكانيات لها حتى التماثل للشفاء”.
وبالرغم من الانتشار المتسارع وازدياد أعداد المصابين، إلا أن الإجراءات الوقائية التي تتخذها الجهات المعنية في المنطقة “لا ترقى” للواقع الحالي، في ظل عدم فرض قيود على حركة البيع والشراء في الأسواق والحد من التجمعات في الحدائق العامة والمطاعم، ما ينذر بتفاقم الوضع الصحي واحتمالية خروجه عن السيطرة في ظل ما يعانيه القطاع الصحي من هشاشة وضعفٍ للإمكانيات.
جهود المنظمات الإنسانية المبذولة في ظل الوضع الحالي
لا يخفى دور المنظمات الإنسانية في احتواء وكبح جماح الجائحة بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة، وتعتبر قلة الدعم المالي المقدم من قبل الجهات المانحة من أبرز المعوقات التي تواجه عمل المنظمات في ظل الازدياد الكبير في أعداد المصابين والوفيات، “ما ينذر بانفجار كبير وخروج الوضع الحالي عن السيطرة”، بحسب ما أكده المهندس محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا في حديث سابق لفرش أونلاين.
وتعمل المنظمات الإنسانية على تكثيف الجهود المبذولة من خلال حملات التوعية وحملات التطهير والتعقيم للمرافق الحيوية من مساجد ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية.
إبراهيم أبو الليث مدير المكتب الإعلامي في منظمة الدفاع المدني يقول لفرش أونلاين: ” إن المنظمة عملت وما تزال تعمل على حملات التوعية المكثفة عن فيروس كورونا عن طريق البروشورات والملصقات وعمل الفرق الجوالة على المدن والبلدات، إضافة إلى المخيمات”.
ويضيف “أبو الليث” بأن المنظمة مستمرة في حملات التطهير والتعقيم، وأنها ستزيد منها خلال الأيام المقبلة.
وتعتبر مراكز العزل والمستشفيات المخصصة لحجر المصابين بفيروس كورونا الخط الدفاعي الثاني عن مناطق الشمال السوري، لما لها من دور في تحسين حياة المصابين.
حسن درويش منسق مشروع ضبط العدوى Ipc في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية يقول لفرش أونلاين: ” إن المنظمة تعمل على زيادة وتكثيف الدورات التدريبية لممرضي ضبط العدوى في كافة مراكز العزل المنتشرة في المناطق المحررة”.
ويضيف “درويش” أن المنظمة تعمل على التخلص من النفايات الطبية من خلال تنفيذ مشروع الحراقات الذي تديره.
ولتوفير الأوكسجين في مراكز العزل والمستشفيات، افتتحت منظمة رحمة حول العالم وMedic Global وGift of the Givers ومديرية صحة إدلب ونقابة الأطباء محطة لتوليد الأوكسجين في مستشفى الرحمة الجراحي بمدينة دركوش الذي يعتبر من أهم المشاريع في مواجهة فيروس كورونا.
إعداد: حمزة العبدالله