الحالات الإنسانية شمالي سوريا.. دور المنظمات والإعلام في إدارتها والاستجابة لها
بعد ارتفاع الكثافة السكانية في المناطق المحررة شمالي غربي سوريا، ونزوح أكثر من مليون ونصف المليون مواطن سوري بفعل هجمات نظام الأسد وروسيا على مناطق ريف إدلب والتي خلقت آفاتٍ اجتماعية من بينها الفقر والتسول، سارعت المؤسسات العاملة في المجال الإنساني شمالي سوريا لإنشاء مكاتب “إدارة حالة”، بهدف الاستجابة لأكبر عدد ممكن من الحالات الإنسانية في المنطقة.
تعمل جمعية آمنة بمناطق ريفي إدلب وحلب بمجال الطفل ومجال الإغاثة والمخيمات، وتخصص الجمعية فرق جوالة لكشف الحالات الإنسانية إضافةً لإتاحتها التواصل على بريدها الإلكتروني وصفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، من أجل الاستجابة للحالات الإنسانية.
الأستاذ محمد السيد علي مدير المكتب الإعلامي ومدير قسم الحالة في جمعية آمنة يقول لفرش أونلاين: ” يتم تقييم الحالة الإنسانية عن طريق فرقة جوالة تابعة للمركز في المنطقة، إذ يتكون الفريق من دكتور وممرضين يتم تقييم الحالة الصحية للمستهدف ثم يتم تقديم المساعدة الطبية اللازمة للحالة في وقت لاحق. وبالنسبة للحالات الاجتماعية والمشاكل الأخرى يتم إدارة الحالة عن طريق فرق مختصة تقيم حجم الحالة، ثم ترتب الحالات المتوفرة فتكون أولوية الاستجابة للأكثر حاجة فالأكثر”.
دور الإعلام في الاستجابة للحالات الإنسانية
يعتبر الإعلام أكثر الوسائل فعالية لنقل صورة المعاناة الحقيقية التي يعاني منها الشعب السوري منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، إذ تعاني فئات المجتمع السوري في المناطق المحررة من مشاكل اجتماعية وصحية منذ أكثر من تسع سنوات.
يقول محمد السيد علي لفرش أونلاين: “إن المؤسسات الإعلامية تساهم بشكل أساسي في مختلف مجالات الحياة وبشكل خاص في مجالات الإغاثة والتنمية وملف إدارة الحالة والاستجابة لها، حيث تنقل صورة المعاناة الواقعية التي يعاني منها قاطني المخيمات للمنظمات المانحة في الخارج، ما يؤدي لدخول المساعدات الإنسانية في وقت لاحق إلى المخيمات في الأراضي السورية”.
ويتمحور دور الإعلام في إدارة الحالات الإنسانية، عن طريق عرض الحالات ونشر ملفات توثيق لاحتياجاتها الغير متوفرة في المناطق المحررة، وبالتالي إيصالها للجانب التركي أو جهات أخرى في الخارج ربما يكون من شأنها تأمين العلاج أو العملية اللازمة للحالات الإنسانية في الداخل.
تعاون المنظمات الإنسانية بشأن إيجاد آلية لإدارة الحالات في الداخل السوري
وبحسب السيد علي، فإن المنظمات الإنسانية والمؤسسات والفرق التطوعية العاملة في المجال الإنساني في الداخل السوري تسعى لتشكيل نواة تهدف بشكل أساسي للاستجابة للحالات الإنسانية والطبية، كما تهدف الإيصال صورة المعاناة الحقيقية التي يعيشها الشعب السوري داخل المناطق المحررة.
كما تسعى المنظمات الإنسانية لإحاطة الجانب التركي بمعلومات عن الحالات المرضية المستعصية على المعابر الحدودية والتي تحتاج أن تتلقى العلاج اللازم في المستشفيات التركية، وذلك لعجز المستشفيات في المناطق المحررة عن تقديم العلاج لبعض الحالات المرضية، أو لإجراء العمليات الدقيقة والتي قد لا تتوفر تقنياتها في المناطق المحررة.
تحصر تركيا قبولها الحالات الطبية بالحالات الإسعافية ومرضى السرطان، في حين لا يجد أصحاب الأمراض المستعصية سبيلًا للعلاج سوى عبر المناشدات وحملات الدعم التي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال أصواتهم.
ووفقًا لتقييم مبادرة “REACH”، الصادر في 20 من تشرين الأول الحالي، حول الحاجات الإنسانية في شمال غربي سوريا، فإن أغلبية المشاكل الصحية التي يعاني منها السكان تتمثل بالأمراض المزمنة، بنسبة 79%، تليها الأمراض الشديدة التي تصيب الأطفال تحت سن الخامسة بنسبة 64%.
ولا تملك المنشآت الطبية في الشمال السوري، ما يكفي من التجهيزات لعلاج سوى أربعة أنواع من السرطان والأورام، مع افتقارها للقدرة على تنفيذ الجراحات “الكبيرة”، على حد تعبير رئيس دائرة الرعاية الصحية الأولية بمديرية صحة إدلب.
ويتوفر في المنشآت الخاصة “الباهظة التكاليف” معظم ما تفتقر إليه المنشآت الطبية العامة، حسب وسائل إعلامية، إذ أشارت إلى أن بعض المرضى يتجهون لطلب المعونة للعلاج في المنشآت الخاصة حتى إن كان العلاج متوفرًا في المستشفيات العامة.
إعداد: محمد الموسى