الثروة الحيوانية من أهم مصادر الدخل للسكان في الشمال السوري
تعتبر الثروة الحيوانية من أهم الثروات التي يعتمد عليها الشعب السوري في المناطق المحررة، وذلك بسبب شبه الحصار المفروض عليها، كما أن لها أهمية كبيرة في قوت عدد كبير من الناس، الامر الذي جعل العديد من المنظمات تعمل على الاهتمام بالثروة الحيوانية.
وأجرى مراسلونا استطلاع للرأي، حول أهمية الثروة الحيوانية في الشمال السوري، أكد الأهالي خلاله، لم تعمل المنظمات بشكل جيد، حيث أعطت كل شخص لا يمتلك أرضاً زراعية في المقابل أصحاب الأراضي لم يلقوا شيئاً، والدعم المقدم لا يكفي الجميع.
فيما أكد البعض الآخر أن المنظمات حافظت على الثروة الحيوانية من خلال تزويد الفلاحين بالحيوانات (أبقار وأغنام) وبالأعلاف اللازمة لها، وألواح الطاقة الشمسية المعدات الأخرى.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول منسق برامج الأمن الغذائي في منظمة “هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية”، المهندس الزراعي عمر حاج عتيق: “تأسست منظمة الإغاثة الدولية في عام 2014، في مختلف مناطق سوريا وهي محلية معنية بشؤون الدعم الإنساني للأهالي في الشمال السوري في مختلف القطاعات وأبرزها قطاع الأمن الغذائي الذي تنطوي تحته دعم الثروة الحيوانية في المنطقة”.
وأضاف “حاج عتيق”: “أن الذين يعملون في تربية الثروة الحيوانية سابقاً كانوا يتلقون الدعم المباشر واللازم من قبل الدولة للحفاظ على هذه الثروة، لكن الآن وبعد بدء الثورة وحملات النزوح الأخيرة وارتفاع أسعار المواد والوقود وتقلص المساحات الزراعية عدم زراعة المحاصيل الرعوية، وعدم توفر الادوية، ما جعل القطاع الزراعي وخاصةً الثروة الحيوانية يعاني الكثير، لذللك قامت المنظمات بدعم هذه الفئة”، مشيراً أن “الدعم غير كافي نظراً للحاجة الكبيرة في المنطقة”.
وأكد أن الثروة الحيوانية تعتبر مهمة بقدر الأراضي الزراعية، وهي أصل من الأصول الذي يمكّن المجتمع من خلاله تحقيق أمنه الغذائي، كالحليب واللحو، فهذه الأهمية لفتت نظر المنظمات للمحافظة على هذه الأصول، كما تعتبر مناطق الشمال السوري مناطق ريفية وكان أهلها يعملون بالزراعة سابقاً أو تربية الثروة الحيوانية كمصدر دخل أساسي في المنزل.
وفي الحديث عن ما قدمته منظمة “هيئة الإغاثة الدولية”، تابع “حاج عتيق”، “غطينا عدة مناطق في الشمال السوري ولعل أبرزها: معرة النعمان وأريحا وحارم وعفرين واعزاز وجرابلس، كما دعمنا المربين بتوزيع الأعلاف المركزة أو الخلطات الأخرى ضمن الفترات التي ينعدم فيها المرعى والتي يكون فيها المربي أكثر احتياجاً، والجولات الميدانية من قبل فريق بيطري مختص لإجراء جولات ميدانية وإجراء الفحوصات اللازمة لهذه الحيوانات، حملات لقاح متعددة من الجدري وبعض أمراض الأغنام الموجودة، إدخال حملات توعية للمربين وللفريق البيطري وكيفية تعامل الرعاية الصحة مع الحيوان”.
وأردف “قدمنا الدعم المكثف للأهالي النازحين سابقاً وخاصةً على المستوى النسائي ضمن حملات دعم تمكين المرأة السورية، من خلال توزيع عدد رؤوس الماشية (أبقار وأغنام وماعز) من أجل تربيتها والاستفادة منها من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، ولكن هناك بعض التحديات في هذا الشأن حيث يسكن معظم النازحين في المخيمات الامر الذي يُصّعب تربية مثل هذه الحيوانات، وقلة عدد الماشية في المناطق المحررة ما قد يؤثر على الثروة الحيوانية في المنطقة”.
ودعا “حاج عتيق” لدراسة التحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية من خلال دعم القشات المنوية التي تعتبر ذات إنتاجية عالية وجيدة لتحسين مستوى الإنتاج، وتوسيع الاستشجات المهبلية للأغنام من أجل تنظيم عملية الحمل وزيادة فرصة الحمل لأكثر من مرة في العام، وهذا قد يشجع على المحافظة على الثروة الحيوانية.
وأكد أن أهم ما يهدد الثروة الحيوانية هو تخلي المربين عن الثروة التي يملكها من المواشي وبيعها بأسعار رخيصة جداً وذبحها وبيع لحومها ما يجعل الاستمرارية في الثروة الحيوانية تتضائل بشكل كبير، كما تحصل هناك العديد من تهريب رؤوس الماشية، لافتاً إلى أن “تغيّب وقلة وصول الدعم لمشاريع الثروة الحيوانية سيجبر المربين إلى التخلص من هذه الرؤوس بالتدريج، وبالتالي فقدان ثروة الحيوانية يوم بعد آخر عقب ازدياد الطلب والكثافة السكانية”.
وحول دعم مختلف أنواع أخرى من الحيوانات قال “حاج عتيق”: “إن القيام بمثل هذه المشاريع تحتاج إلى مراكز أبحاث مختصة وجهود وتكلفة عالية جداً من أجل تربية السلالات وتحتاج إلى وقت طويل للحصول على نسل جديد ورؤوس جيدة ومنتجة بوقتٍ واحد”.
وأوضح “أن المنظمات قامت بإعادة تأهيل مصانع الاعلاف وترميمها وبيع العلف مقابل مردود قليل، وهذا سيشجع ويزيد من ترميم هذه المصانع وسيؤدي لبيع الماشية بأسعار مخفضة وهذا سينعكس إيجاباً على الأهالي المواطنين في الشمال السوري”.
وأشاد “حاج عتيق” بدور التعاون بين منظمة “هيئة الإغاثة الإنسانية الدولية” وباقي المنظمات الأخرى حول طرح مقترحات ومشاريع خلال ارسال تقارير دورية ومنتظمة للتنسيق في قطاع الثروة الحيوانية ولدعم المناطق بالتساوي وعدم الازدواجية بين منطقة وأخرى أو شخص وآخر.
وتسبب النزوح الأخير لمربي رؤوس الماشية بالتشتت وضعف الإمكانات في الاستمرار بهذا العمل، ما أدى لضعف كبير في الإنتاج المحلي، وغلاء أسعار اللحوم والالبان ومشتقاتها وغيرها من المواد التي يحتاجها الفرد في المناطق المحررة شمالي سوريا.
إعداد: حمزة العمور