“المعلم الجوال” مشروع أساسي لمحو الأُمية في مخيمات الشمال السوري
في ظلِ الظروف الصعبة وانتشار المخيمات في أماكن متعددة وكبيرة، تراجعت عملية التعليم بشكل كبير بسبب عدم وصول الأكفاء إلى المدارس وغياب الأمن في بعض الأحيان، الأمر الذي جعل المنظمات الإنسانية لجلب مشاريع مختلفة وخاصة بالتعليم ومنها: “المعلم الجوال”.
وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش، يقول الأهالي إن المعلم الجوال يصل إلى المدارس في مخيمات النزوح عبر سيارات عامة، وهذا الامر مهم وإيجابي نظراً لقلة المدارس في المخيمات، وهذا ما يجعل الأهالي يضطرون لأخذ أولادهم إلى مدارس القرى المجاورة على الرغم من طول المسافات.
وأضاف أن دور المنظمات إيجابي والوضع الراهن بعد عشر سنوات على انطلاق الثورة السورية يعاني الأهالي من ضعف العملية التعليمية في المناطق المحررة، متشكرين جهودهم.
كما دعا الأهالي لزيادة دعم الجهود في هذا الإطار واستمرارية رواتب المعلمين كي لا حاجوا عمل آخر، نظراً لكون هذه الطريقة كفيلة بمحو أمية الطلاب الذين لم يمارسوا حقهم في التعليم في مدارس طبيعية بعد تهجير معظمهم وتدمر العديد من المدارس نتيجة قصف نظام الأسد لهذه المدارس.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مشرف على تعليم في منظمة “سيريا ريليف” الأستاذ محمد سلوم، “تأسست ريليف عام 2011 في ظل الصراع والاحداث المتتالية التي شهدتها الثورة السورية، ومنذ ذلك الحين ساعدت ملايين الأشخاص الذين هم بحاجة للدعم، كما عملت على عدة مشاريع منها: القطاع التعليمي والورشات وتقديم المساعدات الإنسانية”.
وأضاف السلوم: “أن 300 ألف طفل من أصل 800 ألف غير قادرين على الوصول للمدارس، ما جعل منظمة سيريا ريليف تقوم بإطلاق مشاريع عدة لمساعدتهم، فيما تعتبر النسبة المئوية للمدارس الموقفة عن الخدمة هي 30% بسبب تعرضها للقصف أو الضرر أو إيواء عدد من النازحين” مشيراً إلى أنه وبحسب تقرير للأمم المتحدة “تعرضت المدارس ل700 ألف هجمة أدت لإضعاف البنى التحتية للتعليم”.
وفي الحديث عن مشروع “المعلم الجوال”، أوضح السلوم، أنه أحد المشاريع التي تنفذها منظمة “سيريا ريليف” في الشمال السوري المحرر، ويعتبر هذا المشروع قائم على إرسال معلم جوال إلى بعض النقاط التعليمية مثل التجمعات السكنية والمخيمات التي هي بعيدة عن القرى التي فيها مدارس، حيث يقوم كل معلم على تدريس خمسين طفل في كل نقطة ويلحقهم بالمدرسة بعد تحسين مستوى التعليم لديهم، ويتم إعطاء الطلاب ذات المنهج التي يطرح في المدارس”.
وأكد أن أبرز الصعوبات في هذا المشروع تكمن في فصل الشتاء حيث تكون الحالات الجوية غير مستقرة ودائماً متقلبة الطقس، مما كان يؤدي إلى إلحاق الضرر بالخيمة التعليمية ضمن النقطة التي يقوم المعلم بزيارتها، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المخيمات نظراً لوعورة الطرق المؤدية إليها، كما يوجد ضعف على الصعيد الأمني في المنطقة، كما كان هناك خشية إصابة الأطفال بفيروس كورونا المستجد وهذا قد يؤدي لإيقاف هذا المشروع خشية انتقال العدوى بين الأطفال، وقصر وقت تنفيذ المشروع مما قد يؤدي إلى عدم إيصال المعلومة للطلاب بشكل جيد.
وأردف السلوم: “أن الأهالي كانوا مقبلين ومرحبين بشكل جيد من الأهالي نظراً لوصول المعلمين لإعطاء أبنائهم معلومات تساعدهم في محو الامية المنتشرة بشكل واسع في مناطق الشمال السوري”، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستكون متطورة بشكل أكبر في هذا الشأن مثل مشاريع الدعم النفسي وتحقيق مستوى جيد للطلاب في جميع الأمور الحياتية والتعليمية”.
وفي الحديث عن التعاون بين “سيريا ريليف” ومنظمات أخرى أكد أنهم يقومون بالتعاون مع المجالس المحلية والمنظمات العاملة في هذا المجال ووزارات التربية والتعليم، للتطوير من مستوى الطلاب التعليمي.
ووردتنا عدة أسئلة عبر صفحتنا على فيس بوك “RADIO-FRESH”، طرحناها على ضيف حلقتنا محمد سلوم أجاب عليها قائلاً: “بالنسبة لكفاءة المعلم من ضمن بناء قدرات المعلم ورفع سويته المهنية فنقوم عندما استقطاب هذا المعلم نقوم بعملية تدريب بشكل كبير بحيث يتوافق مع معلوماته ومع معلوماتنا لتقديم المعلومة بشكل ممتاز للطفل المتلقي”.
ودعا أخيراً مشرف التعليم في منظمة “سيريا ريليف”، لتكاتف الجهود بين المنظمات التعليمية ووزارات التربية والأهالي، لاستثمار هؤلاء الأطفال وبنائهم بشكل جيد للمساهمة في بناء المجتمع.
إعداد: حمزة العمور