كورونا.. موجة جديدة أقوى من سابقتها تنتشر في الشمال السوري
بعد أن كادت جائحة كورونا على وشك الانتهاء في المناطق المحررة وعدم ظهور حالات إصابة جديدة خلال فترة من الزمن، عادت لتظهر من جديد وبأعداد عالية نسبياً، كما ظهر اللقاح الجديد الذي بات متوفراً في الشمال السوري وبدأت عمليات التلقيح لبعض الكوادر الطبية والدفاع المدني.
وفي استطلاع للرأي أجراه مراسلو راديو فرش أكد الأهالي أنه مقارنة بالدعم الدولي المقدم مع ما تجريه المنظمات فإن الحاجة تفوق هذه لإجراءات، نظراً لخطورة مرض كورونا وخاصةً أن بعض الدول الكبرى عجزت عن احتواء ها المرض، ولذلك ندعو المنظمات لتقديم جهود ودعم أكبر في هذا الشأن، كما شددوا على ضرورة اتباع سبل الوقاية بشكل أفضل لعدم انتشار المرض بهذه السرعة.
وأضاف الأهالي أن جهود المنظمات ساعدت بشكل كبير في احتواء المرض بشك نسبي من خلال تقديم جرعات اللقاح، إلا أن هذه الجهود لا ترتقي لتكون وسائل تحد من هذ المرض بشكل تام كون هذه الجرعات لا تقدم سوى للعاملين في الكوادر الطبية.
وفي حديث خاص لفرش أونلاين، يقول مسؤول ضبط العدوى في منظمة “السامز” جلال سعود، “منظمة السامز هي منظمة تدعم القطاع الطبي بشكل كبير وهي جزء مهم في شمالي غربي سوريا، وتدعم أكثر من 80% من الخدمات الطبية المقدمة في المنطقة”.
وأضاف سعود: “نعلم أن جائحة كورونا بدأت في شمالي غربي سوريا في الشهر السابع من عام 2020، وكانت الاستجابة للجائحة بشكل رئيسي عن طريق منظمات طبية والقطاع الصحي كما تم دعم التصدي للمرض من قبل منظمة الصحة العالمية” مشيراً أن “منظمة السامز أنشأت ثلاث مشافي عزل صحي لمواجهة هذه الجائحة غطت ما يقارب من 75% من الحالات الحرجة، كما قمنا بتجهيز سيارات إسعاف مخصصة لمرضى فيروس كورونا لنقل المرضى، وقمنا بوضع بروتوكولات عالمية حسب منظمة الصحة، والدعم التقني والدعم العلمي للعديد من المنشآت الطبية”.
وأوضح أن استجابة المواطنين في تطبيق سبل الوقاية كانت غير جيدة، حيث كانت المدارس والأسواق والمحال التجارية مكتظة سكانياً بشكل هستيري وغير مبالي للوباء، وذلك بسبب عدم القدرة على ضبط تصرفات المجتمع نظراً لضعف المستوى المعيشي.
وعند السؤال عن الاحترازات التي تأخذها المنظمات الصحية في الشمال السوري، أكد سعود، “أن الموجة الثانية من فيروس كورونا هي تغير بحالة فيروس كورونا وتحوره للجيل الثاني حيث كان الانتشار سريع وقوي في بعض الدول مثل الهند ودول الاتحاد الأوروبي، وذلك بسبب عدم اتخاذ إجراءات وقائية تامة لمنع انتشار الفيروس، ونتخذ معظم الإجراءات الاحترازية بشكل متأهب دائما على المعابر الواصلة بين تركيا وسوريا لمنع دخول وباء الجيل الثاني من كورونا إلى المناطق المحررة، ولا نزال نوصي بالاهتمام بسبل الوقاية (لبس الكفوف والكمامات-والابعد الاجتماعي-وغسل اليدين بشكل جيد)”.
وتابع سعود: “عند تراخي المنظمات الصحية في تقديم النصائح الصحية بما يتعلق بكورونا شهدنا حالة من الركود ثم عاود للمرض للانتشار بشكل أكير وأوسع ليرتفع معدل الإصابات بنسبة 8%، ولا يمكننا الاعتماد على اللقاح في القضاء على فيروس كورونا ففي النهاية يعتبر كورونا مرضاً مقاوماً لجميع أنواع العقاقير مهما كانت قوتها، ولكن يجب أخذ الحيطة بشكل كبير لتجنب انتشار المرض من خلال الحجر الصحي واخذ اللقاحات والأخذ بالأسباب” مشيداً بدور المنظمات في تأمين لقاح كورونا في المناطق المحررة قبل باقي المناطق السورية”.
وعن كيفية استهداف الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح أكد سعود، “أنه في البداية سيتم حقن اللقاح للعاملين في المجال الصحي من فيروس كورونا كونهم الجهة الأكثر عرضة للإصابة ثم ستقوم فرق مختصة فيما بعد بتقديم اللقاح لكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة وضعف مناعة لحماية المجمع من انتشار الفيروس بشكل أكبر”.
وأردف: “رأينا بشكل أساسي بعد الانتشار الواسع للفيروس في المناطق المحررة ضرت المنظمات لإيقاف مشافي الخدمات الطبية وحولناها لمراكز عزل صحي للسيطرة على الوباء، وهذا الامر أعطانا فكرة ممتازة عن كيفية مقاومة الموجة الثانية من الوباء، ولكن الامر الذي نعاني منه بشكل كبير هو توعية الأهالي واستجابة الأهالي الضعيفة التي قد تسبب مشكلة جدية في الشمال السوري”.
وأكدت منظمات أخرى عاملة في المجالي الصحي، أن هناك العديد من المراكز الصحية التي تستقبل حالات الإصابة بفيروس كورونا على ممن تعتبر إصاباتهم خفيفة ومتوسطة، كما يتم تقديم خدمات توعية ضمن مراكز العزل المجتمعي والمشافي في سياق الاستجابة لفيروس كورونا مشددةً على قبول اللقاح، كونه ممتاز وحاصل على امتيازات من منظمة الصحة العالمية.
كما وردتنا عدة أسئلة على صفحتنا في فيس بوك “radio-fresh” طرحناها على ضيف حلقة نقطة وصل المسؤول عن ضبط العدوى في منظمة “السامز” يقول: “لا نستطيع نحن كمنظمات تنفيذ الإجراءات الوقائية وإلزام الأهالي بها كونه أمر خارج عن نطاق سيطرتنا، ولكن نستطيع تقديم الدروس التوعوية التي تساعد الفرد في الاهتمام بصحته والالتزام بقوانين سبل الوقاية”.
وأكدت شبكة الإنذار المبكر، أن عدد الحالات التي تم اختبارها أمس 311 ليصبح إجمالي الحالات التي تم اختبارها حتى أمس 126 ألف و743 اختبار في الشمال السوري.
وكانت أشارت الشبكة إلى أنّها تثبتت من حالات وفاة جديدة في مناطق حلب وإدلب، ما يرجح زيادة الحصيلة المعلنة خلال الكشف اليومي عن حصيلة الوباء في الشمال السوري المحرر.
هذا وعادت معظم المناطق السورية لتسجل ارتفاعا يوميا في حصيلة كورونا وذلك من طبيعة تجاهل المجتمع لتفشي الوباء، فيما شهدت مناطق الشمال السوري تصاعد بحصيلة كورونا مع انعدام الإجراءات الوقائية، فيما تتوالى التحذيرات الطبية حول مخاطر التسارع في تفشي الجائحة مع اكتظاظ المنطقة بالسكان.
إعداد: حمزة العمور