أطباء سوريون يطلقون حملة “إحساس من أجل السوريين” لتغطية احتياجات 50 ألف مريض شمالي البلاد
خلفت الحرب المستمرة منذ سنوات عشرات الآلاف من المصابين نتيجة الأعمال العسكرية، غالبيتهم يعاني سوء الأحوال المادية والمعيشية ما جعل الكثير منهم غير قادر على توفير وتأمين الرعاية الصحية.
ومن هذا المنطلق أطلق أطباء سوريون من الداخل السوري ودول اللجوء حملة طبية إنسانية لتغطية احتياجات 50 ألف مريض في شمال البلاد.
وانطلقت حملة “إحساس من أجل السوريين” في بداية شهر رمضان المبارك، وما تزال مستمرة، ويشرف عليها أطباء سوريون يعملون لدى الرابطة الطبية للمغتربين السوريين (منظمة سيما).
الطبيب أحمد سامر العش المدير التنفيذي للرابطة الطبية للمغتربين السوريين (سيما) يقول لفرش أونلاين: ” إن فكرة الحملة جاءت بسبب وجود أعداد كبيرة من المرضى في مدن وبلدات الشمال السوري غير قادرين على تأمين الرعاية الصحية والأدوية لهم ولأولادهم نتيجة الفقر والبؤس”.
ويضيف “العش”، إن أولئك الذين أرهقتهم ظروف الحياة الصعبة لا “يجب التعامل معهم كأرقام تمر في التقارير والأخبار “.
ونوه أنه “من منطلق شعورنا كأطباء بالمسؤولية تجاه المرضى، قررنا العمل على إطلاق حملة إحساس من أجل السوريين بهدف التخفيف ومد يد العون لهم”.
وتقوم الحملة على تقديم الفحوصات والمستلزمات الطبية من أدوية وإجراء المراجعات الدورية للمرضى بشكل منتظم في المستشفيات التابعة للرابطة الطبية للمغتربين السوريين وتحويل المرضى المستعصية حالتهم إلى المستشفيات التركية.
وتغطي الحملة احتياجات ما يقارب 50 ألف مريض في مدن وبلدات الشمال السوري، وتعمل الرابطة الطبية للمغتربين السوريين من خلال مراكزها الصحية والمستشفيات المنتشرة في المنطقة على تقديم كامل الاحتياجات الأساسية للمرضى بشكل مجاني.
وتهدف الحملة إلى التعاطف ومساندة عشرات الآلاف من المرضى الأشد احتياجاً من خلال التخفيف من آلامهم، كما وتهدف إلى تأمين وجلب الدعم المالي لاستمرار عمل المنشآت الطبية التابعة للرابطة الطبية للمغتربين السوريين في تقديم الخدمات لمئات آلاف المواطنين.
وتعتبر مشكلة انخفاض الدعم الدولي المقدم للمنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري من أبرز الأسباب التي أدت إلى ازدياد الحاجة الطبية للمرضى نتيجة توقف العديد من المراكز الصحية والمستشفيات عن عملها بعد توقف الدعم من قبل الجهات المانحة، ما أدى إلى ازدياد الضغط على بقية المراكز الاخرى في وقت تشهد فيه المنطقة انتشار متزايد لأعداد الإصابات بفيروس كورونا covid 19.
وتابع الطبيب أحمد سامر العش، إن “الحملة العسكرية الأخيرة على محافظة إدلب أدت إلى نزوح أكثر من مليون مدني، إلى منطقة جغرافية صغيرة استقبلت خلال الأعوام الماضية مئات آلاف المهجرين قسراً، ليصبح الرقم مليوني نازح ومهجر، فكل عائلة تسكن في منزل يقابلها أخرى تسكن في خيمة، ويجب ألا ننسى وجود 1293 مخيم غالبيتها يفتقر إلى الخدمات الطبية والضرورية الأساسية”.
وأشار إلى أن “الرابطة الطبية للمغتربين السوريين تمتلك 8 مستشفيات و 13 مركز رعاية صحية أولية، إضافة إلى 3 مستشفيات مخصصة لعزل وحجر مصابي فيروس كورونا، ومع ذلك فإنهم لا يستطيعون تغطية الاحتياجات المتزايدة للرعاية الطبية”.
ويعيش مئات الآلاف من المدنيين في محافظة إدلب، خاصةً قاطني المخيمات العشوائية من أوضاع معيشية غاية في الصعوبة بسبب النزوح وقلة فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وما يزيد من الأمر سوءاً ارتفاع تكاليف الفحوصات الطبية وارتفاع أسعار الأدوية.
ودعا المنظمات الدولية والجهات المانحة إلى تكثيف جهودها لتأمين الدعم المالي لاستمرار تقديم الخدمات الطبية لمئات الآلاف من المتضررين جراء الحرب المستمرة.
واختتم حديثه قائلاً: “من مسؤوليتنا كأطباء فإن كل روح متألمة تهمنا وعلينا أن ننقذها سواء بمعداتنا الطبيَة القليلة أو بالإحساس الذي نخاطبه بكم، ولأن الإحساس هو ما يميزنا كبشر، وهو ما يمكننا من الشعور بآلام لا نعانيها لكننا نملك تجاهها ما يكفي من الإحساس”.
وبالتوازي مع حملة “إحساس من أجل السوريين”، تستمر جهود عشرات النشطاء والعاملين الإنسانيين في المنظمات الإنسانية في الشمال السوري، بتوثيق وتسجيل حالات مئات المرضى من أطفال ونساء ورجال، بهدف مساعدتهم عن طريق وصلهم بالجهات الطبية المعنية.
إعداد: حمزة العبد الله